ميقاتي رئيسا للحكومة للمرة الثالثة.. هل يعيد الحياة للبنان؟
كلّف الملياردير اللبناني نجيب ميقاتي، بتشكيل الحكومة للمرة الثالثة في تاريخه، وذلك في وقت تعاني البلاد أزمات اقتصادية وسياسية متلاحقة.
وحصل رجل الأعمال اللبناني ورئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي، على أغلبية أصوات النواب اللازمة لتشكيل حكومة جديدة، بعد اعتذار سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة قبل أيام، حيث حصل ميقاتي على 73 صوتا من أصل 118 نائبا في البرلمان.
تكليف ميقاتي جاء في وقت يتجه لبنان للمجهول مع تزايد الأزمات السياسية والاقتصادية، وتصاعد الضغوط الغربية على الساسة لتشكيل حكومة يمكنها بدء إصلاح مؤسسات الدولة التي تعاني من الفساد وتعاني من توقف مختلف نواحي الحياة، حيث هددت الدول الغربية بفرض عقوبات، ووقف الدعم المالي.
ميقاتي القادم من عالم الأعمال من مواليد عام 1955، برز في الحياة السياسية اللبنانية عام 1998 عند تولى حقيبة الأشغال العامة والنقل في حكومات الرئيس رفيق الحريري ثلاث حكومات متعاقبة ما بين عامي 1998 و 2004.
دخل إلى البرلمان عام 2000 نائباً عن مدينة طرابلس حتى العام 2005، حين كلف برئاسة حكومة تشرف على الانتخابات النيابية بعد اغتيال الرئيس الحريري، وكان الشرط حينها عدم الترشح للنيابة ضماناً لحياد حكومته التي قامت بإجراء انتخابات في موعدها في مايو/ أيار 2005.
كذلك ترشح إلى الندوة البرلمانية من جديد عام 2009 متحالفاً مع الرئيس سعد الحريري، وفاز بها نائباً عن مدينة طرابلس.
أعيد تكليفه رئيساً للوزراء للمرة الثانية في 25 يناير/كانون الثاني 2011، بعد إسقاط حكومة سعد الحريري بعد استقالة كتل "حركة أمل" و "حزب الله" والتيار الوطني الحر، وترأس حكومة من لون واحد عرفت حينها بحكومة "حزب الله" ثم قدم استقالة حكومته في 23 مارس/ آذار 2013، بسبب إشكالات داخل مجلس الوزراء نتيجة التوترات الأمنية واغتيال مدير عام رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن، بالإضافة إلى تبعات الحرب السورية وما خلفته من انقسامات سياسية وخلافات كبيرة.
تابع مهامه كرئيس لحكومة تصريف الأعمال حتى 15 فبراير/شباط 2014، ومنذ ذلك الحين وقع الافتراق مع الرئيس سعد الحريري.
وفي عام 2019 شكل لائحته الخاصة في طرابلس، واستطاع الفوز بكتلة نيابية مؤلفة 4 نواب، وهو ما زال نائباً حتى اللحظة.
نادي رؤساء الحكومات السابقين
لكن وبعد التباعد مع الرئيس سعد الحريري، عاد ميقاتي وتقرب مرة أخرى بإنشاء نادي رؤساء الحكومات السابقين، الذي أصبح لاحقاً التحالف السني الأبرز والأقوى، ويضم إضافة لميقاتي والحريري، تمام سلام، وفؤاد السنيورة، وبات له الكلمة الأبرز في اختيار رئيس الحكومة الذي يفترض أن يكون من الطائفة السنية، وهو ما حصل مع الحريري في تكليفه الأخير وكذلك ميقاتي.
وجاء اختيار ميقاتي كحل بديل عن الحريري الذي فشل في تشكيل الحكومة بعد 9 أشهر على تكليفه نتيجة الخلافات مع فريق "العهد" المتمثل برئيس الجمهورية ميشال عون، وصهره النائب جبران باسيل اللذين فرضا شروطا على الحريري تتمثل بحصولهما على وزارات وحصص محددة، وهو ما رفضه الحريري الذي اعتذر عن عدم الاستمرار بمهمته.
وبعد تكليفه رئيسا للحكومة تبقى المهمة الأبرز في عملية تأليف الحكومة، وكيفية تجاوزه المطبات السياسية التي واجهت الحريري، فيما يبقى السؤال الأهم هل سيمنح "العهد" ميقاتي ما رفض إعطاءه للحريري؟، لا سيما وأن موقفه لن يكون مختلفا عن خلفه لرفضه تجاوز الصلاحيات الدستورية المرتبطة برئيس الحكومة وهي التي اتهم عون وفريقه بتجاوزها خلال الفترة التي كلّف بها الحريري.
وإضافة إلى علاقاته الدولية الواسعة يعرف ميقاتي في عالم الأعمال والاقتصاد مساهما في أوائل الثمانينات في تأسيس شركة "إنفست كوم" التي أصبحت رائدة في عالم الاتصالات بالأسواق الناشئة في الشرق الأوسط وأفريقيا، أدرجت أسهمها في بورصتي لندن ودبي، واندمجت عام 2006 في شركة "MTN" العالمية، وفي عام 2007 تم تأسيس مجموعة M1 Group التي تنشط في مجال الأعمال الاستثمارية المتنوعة، كما وضعته مجلة "فربس" العامية على قائمة اغنى أغنياء العرب، هو وشقيقه "طه" بصافي ثروة مجمعة بلغت 5.4 مليار دولار.