تحرك سريع لنقل "عصابة الموت" إلى بغداد وحديث عن ضغوط إيرانية
ظلت محافظة البصرة لأشهر تئن وجعا من رصاص الاغتيال الذي أزهق أرواح أبنائها ممن احتجوا على سرطان التغلغل الإيراني المستشري في بلادهم.
إلى أن سقطت "العصابة" التي أرعبت أهالي البصرة، ونشرت الموت في شوارعها، في يد قوات الأمن العراقية، وسط حديث عن توجيهات بنقل أفرادها إلى بغداد، وضغوط إيرانية في محاولة لتغيير مجرى التحقيق.
وفيما لم يعط رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مزيدا من التفاصيل حول "عصابة الموت"، في تغريدته على تويتر، كشف أحد ذوي الضحايا عن هويات الجناة والجهات التي تدعمهم.
وشهدت البصرة خلال العامين الماضيين جملة من حوادث الاغتيالات وعمليات الملاحقة وترهيب الناشطين المشاركين في الاحتجاجات التي شهدها العراق، وطالبوا من خلالها بمكافحة الفساد وإنهاء سلطة المليشيات الموالية لإيران في البلاد.
تفاصيل غير معلنة رسميا
وكان شقيق محافظ البصرة الأسبق إسماعيل مصبح الوائلي استبق إعلان رئيس الوزراء، بالحديث عن تفاصيل القبض على أعضاء العصابة.وفي سبتمبر/أيلول 2012، اغتال مسلحون مجهولون محافظ البصرة الأسبق محمد مصبح الوائلي، الذي شغل المنصب منذ عام 2005 ولغاية عام 2009.
وقال الوائلي في حديث متلفز، تابعته "العين الإخبارية"، إن "فرقة الموت هذه يتزعمها أحمد عبدالكريم الركابي المعروف بأحمد طويسة أو أحمد نجاة نسبة لوالدته، وهو شقيق علي طويسة الذي اغتال إمام جامع البصرة الكبير يوسف الحسان، أواسط 2006".
وأوضح الوائلي أن "جهاز استخبارات البصرة ألقى القبض على حمزة الحلفي، وحيدر فاضل العيداني، فيما هرب أحمد طويسة، وعباس هاشم، والمدعو السيد نائل شقيق رائد وسيد علاء المنتميين لكتائب حزب الله (العراقي)، ضمن فرقة الموت هذه".
مضيفا أن "الهاربين لجأوا إلى مقر هيئة الحشد الشعبي في البصرة، وهناك آواهم عمار أبوياسر، مسؤول الحشد في المحافظة".
وحسب شقيق المحافظ فإن "المنفذين هم أكثر من مجموعة، ترتبط بفرق فيما بعضها مسؤولة عن سلسلة اغتيالات في البصرة".
ولفت إلى وجود أسماء أخرى ضمن تلك المجموعة، لم يفصح عنها لدواع أمنية.
وعن اعترافات المتهمين الذين ألقي القبض عليهم، ذكر الوائلي أن أبرزها يتمثل في "اغتيال الصحفي أحمد عبدالصمد، والمصور صفاء غالي، وعضو مجلس المحافظة باسم الموسوي الذي نجا من المحاولة أواخر 2018".
مليشيات إيران تتحرك
من جانب آخر، تحدث الوائلي عن "ضغوط تمارس الآن من قبل كتائب حزب الله، والحرس الثوري الإيراني لتغيير مجريات التحقيق".يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر أمنية مطلعة على التحقيق، لوكالة "بغداد اليوم" الإخبارية، عن وجود توجيهات بنقل "عصابة الموت" إلى بغداد.
وبحسب تلك المصادر، فإن "فريقاً أمنياً توجه من بغداد إلى محافظة البصرة، وبدأ تحقيقاً موسعاً منذ أمس مع عناصر المجموعة المتهمة بقتل ناشطين وصحفيين، وترتبط بأشخاص آخرين مطلوبين حاليا للقضاء ما زالوا هاربين".
وبينت المصادر أن "العملية تمت بعد جهد استخباراتي لأشهر تكلل بهذا الإنجاز"، مشيرة إلى أن العصابة "تتكون من 11 شخصاً بينهم رئيس الشبكة، لكن جرى اعتقال أربعة منهم".
وعد الكاظمي يتحقق
وكان الكاظمي، الذي تسلم منصب رئاسة الوزراء، في مايو/أيار الماضي، زار البصرة أكثر من مرتين على وقع اضطرابات أمنية وعمليات اغتيال طالت شخصيات مدنية مؤثرة في الحراك الجماهيري.ومن منزل الطبيبة الناشطة ريهام يعقوب، التي اغتالها مسلحون مجهولون في الـ19 من أغسطس/آب 2020، توعد الكاظمي بملاحقة القتلة وتقديمهم إلى القضاء مهما "كانت انتماءاتهم والجهات التي تقف وراءها.
وفي مطلع عام 2020، اغتالت جهات مجهولة الإعلامي أحمد عبد الصمد، ومصوره صفاء غالي، خلال تغطيته الاحتجاجات في البصرة.
وفي 19 أغسطس/آب، اغتال مسلحون مجهولون، رهام شاكر يعقوب، وهي ناشطة مدنية نسوية كانت تعمل طبيبة في مجال التغذية بالبصرة.
ومن أبرز الذين طالهم رصاص الاغتيال خارج البصرة، كان المحلل الأمني والخبير الاستراتيجي هشام الهاشمي، الذي قتل برصاص مسلحين مجهولين قرب منزله في بغداد في الـ 6 من يوليو/تموز 2020.