نزيف المليشيات.. "العين الإخبارية" ترصد خسائر الحوثي في 2023
لم تكن التهدئة الهشة في اليمن بردا وسلاما على مليشيات الحوثي وإنما صارت نارا تلتهم قياداتها الإجرامية واحدا تلو آخر.
فالقيادات التي ترفض السلام وتواصل تسعير الحرب واستغلت التهدئة المدعومة أمميا لإحراز مكاسب ميدانية لم تلق سواء الهلاك وانتهى بها المطاف إلى مجرد أرقام في سلم خسائر مليشيات الحوثي.
ووجدت "العين الإخبارية"، بعد تعقب عمليات تشييع مليشيات الحوثي منذ مطلع العام الجاري أن المليشيات ما زالت تعاني من نزيف بشري حاد في صفوفها القتالية ما أدى إلى خسارتها قيادات عسكرية رفيعة منها برتب "لواء" و"عقيد" و"مقدم" و"رائد" و"نقيب".
وتلقت مليشيات الحوثي ضربات موجعة عقب مقتل قياداتها منها قيادات شابة سعت لتدريبها كقيادات ميدانية ومنها قيادات ذات خبرة عسكرية سبق واستخدمتها في هدم النظام اليمني قبل أن تتساقط كأوراق الخريف وبنيران يمنية.
فخلال الثلث الأول من عام 2023 أجرت مليشيات الحوثي أكثر من 30 عملية تشييع جماعية لقياداتها وعناصرها في صنعاء وحجة وذمار وتعز والحديدة وعمران فيما لم تفصح عن عن تلك العمليات التي تجري في محافظة صعدة.
قائمة القتلى
وأعدت "العين الإخبارية"، قائمة بالخسائر التي تعرضت لها مليشيات الحوثي خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط ومارس/آذار حيث وصل عدد القتلى إلى أكثر من 150 ضابطا بمعدل 50 ضابطا كل شهر.
وشملت القائمة سقوط 4 ضباط ينتحلون رتبة "لواء" 2 منهم زعمت مليشيات الحوثي وفاتهم بمرض عضال وثالث أقرت بتعرضه لعملية اغتيال فيما الرابع قتل خلال المعارك مع القوات المشتركة والجيش اليمني والمقاومة الجنوبية.
وهؤلاء الضباط هم مدير الكلية البحرية الأسبق اللواء بحري ركن عبد الوهاب العلفي، اللواء علي العولقي، اللواء عاقل الأغربي، اللواء مصلح الوروري وهذا الأخير قتل مع نجله وأحد أقاربه وكان أحد أبرز قيادات المليشيات في عمران.
وتعد خسارة مليشيات الحوثي للضباط الذين كانوا ينتمون للجيش اليمني السابق وانضموا للانقلابيين ضربة موجعة للمتمردين إثر حصول هذه القيادات لتأهيل عسكري في أكاديميات وكليات عسكرية محلية وخارجية.
ووفقا للقائمة فإن المعارك حصدت نحو 11 ضابطا ينتحلون رتبة "عقيد" من مليشيات الحوثي وكانوا يشكلون أهم القيادات الميدانية منهم من قيادات الصف الثاني العقائدية التي دربتهم مليشيات الحوثي على مدى سنوات.
كما شملت القائمة مقتل 10 قيادات ميدانية عسكرية ينتحلون رتبة "مقدم" ودفعت بهم مليشيات الحوثي خلال التهدئة من أجل الحفاظ على مكاسبهم العسكرية قبل أن يسقطوا بضربات الجيش اليمني والقوات المشتركة.
كذلك القائمة ضمت مقتل 19 ضابطا ينتحلون رتبة "رائد" و26 ضابطا ينتحلون رتبة "نقيب" وتولت هذه القيادات مسؤولية الهجمات البرية التي خاضتها مليشيات الحوثي طيلة الـ3 أشهر الماضية في عديد المحافظات.
وخلال المدة نفسها، خسرت مليشيات الحوثي نحو 50 ضابطا وهم من القيادات الميدانية الشابة التي سعت مليشيات الحوثي لتدريبهم حديثا ودفعت بهم للجبهات وسعت لمنحهم رتبا عسكرية من قبيل "ملازم أول وثان".
مليشيات الحوثي ورغم تكتمها الشديد على مقتل عناصرها إلا أنها اعترفت بسقوط 50 عنصرا سعت لمنحهم شارة "مساعد" خلال التصعيد الميداني الذي فجرته في الجبهات الداخلية منها تعز ومأرب وشبوة ولحج والحديدة والضالع.
ماذا يعني النزيف الحوثي؟
تشير خسائر مليشيات الحوثي لقياداتها الميدانية التي أفلتت من المواجهات الطاحنة في السنوات الماضية إلى أن التهدئة انقلبت إلى جحيم وأن مليشيات الحوثي لازالت تسير في نفس وتيرتها الحربية مستغلة الهدنة من طرف واحد فقط ممثلا بضبط النفس وخفض التصعيد الذي ينتهجه المجلس الرئاسي.
وتعني خسائر مليشيات الحوثي لقياداتها خصوصا القيادات العقائدية التي تقف بشكل رئيسي خلف تسعير الحرب إلى أن مليشيات الحوثي ستحتاج لوقت طويل لسد الفراغ الذي تركته على المستوى العسكري خصوصا وأنها سبق وأن خسرت أكثر من 6 آلاف قتيل بينهم 1800 قيادي عقائدي.
وتتكتم مليشيات الحوثي عن خسائرها من العناصر وعددهم بالآلاف لتحافظ على معنويات عناصرها المنخرطين بصفوفها، فيما تحرص على إقامة عمليات تشييع يومية منها معلنة ومنها سرية في مناطق سيطرتها لمحاكاة حزب الله الإرهابي ولحث السكان للانخراط في صفوفها.
وخلال آخر 3 أعوام، قتل نحو 3 آلاف ضابط في صفوف المليشيات الحوثية ممن يحملون رتبا عسكرية كبيرة كـ"لواء وعميد وعقيد" وغالبيتهم من خريجي الكليات العسكرية ومنتمين لشجرة السلالة الحوثية العنصرية، وفقا لإحصائيات رسمية وثقتها وزارة الدفاع اليمنية والقوات المشتركة.
ومؤخرا، أعترف الحوثيون في فعالية لما تسمى "الهيئة العامة لرعاية أسر" القتلى أن عدد قتلاهم منذ الانقلاب وتفجير الحرب آخر 2014 تجاوز 70 ألف عنصر بينهم أكثر من 6 آلاف قائد ما بين عسكري وميداني.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjI0IA==
جزيرة ام اند امز