"احتكاك" أم "محاولة اغتيال".. باشاغا يثير انقساما إخوانيا في ليبيا
ما بين رواية "الاحتكاك" والأخرى عن "محاولة الاغتيال"، يقف تنظيم الإخوان في ليبيا على النقيضين تجاه الحادثة التي تعرض لها وزير داخلية حكومة الوفاق غير الشرعية فتحي باشاغا منذ يومين.
وتطمع جماعة الإخوان الإرهابية في السيطرة على جميع السلطات في ليبيا، لتحقيق أطماعها وخطط نشر التطرف والإرهاب في شمال أفريقيا، والحفاظ على وحدة المليشيات المدعومة من تركيا، لمساعدتها في الوصول لأهدافها.
حزب "العدالة والبناء"، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في ليبيا، أصدر بيانا أدان فيه "محاولة اغتيال" باشاغا باستهداف موكبه، معتبرا أن العملية "محاولة لزعزعة الأمن ونشر الفوضى، ومحاربة مساعي بناء مؤسسات الدولة في مرحلة حساسة تبذل فيها جهود كبيرة باتجاه التوافق وتحقيق الاستقرار".
ودعا الحزب مكتب النائب العام والجهات المعنية إلى التعجيل في إجراء التحقيقات اللازمة لمحاسبة المتورطين في الهجوم.
أما فرع حزب "العدالة والبناء في مدينة الزاوية (غرب)، فكان له رأي مخالف من حيث توصيف الحادث بـ"الاحتكاك".
وصعّد الفرع الخلاف بعد تقديم التعزية لأهالي المدينة في مقتل ابنهم رضوان الهنقاري، نتيجة ما قال إنه "احتكاك" مع حرس وزير الداخلية، مفندا بذلك بيان الحزب الذي اعتبر العملية "محاولة اغتيال" فاشلة لباشاغا.
وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، مساء الأحد، حالة تصعيد تنذر بمواجهات دامية وخلاف كبير بين المليشيات المتواجدة بغرب البلاد.
وكانت مصادر ليبية كشفت لـ"العين الإخبارية" عن مهاجمة مليشيات الزاوية منزل مدير أمن ورشفانة، ناصر ألطيف، والاعتداء عليه بالضرب.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الإفصاح عن أسمائها، أن مليشيات الزاوية هاجمت مكتبًا تابعا لوزير داخلية الوفاق ومقر مكافحة المخدرات ومقر إدارة الشؤون الفنية والاتصالات بمنطقة جنزور، وعبثت بها وسرقت مقتنياتها.
وأشارت إلى حدوث اشتباكات بين مليشيات الزاوية ومليشيات 28 التابعة لباشاغا بميدان الشهداء بطرابلس، وسرقة عدد من السيارات المسلحة.
"محاولة اغتيال"؟
وتأتي الأحداث المتسارعة بعد ساعات من إعلان داخلية الوفاق تعرض باشاغا لمحاولة إطلاق نار أثناء مرور موكبه بطريق جنزور غربي طرابلس، من قبل مليشيات ما يسمى " جهاز دعم الاستقرار "التابع لحكومة الوفاق، وهو ما نفته الأخيرة.
وقال جهاز دعم الاستقرار التابع للسراج، إن قوة تأمين باشاغا فتحت النار على عناصرها بطريق الخطأ أثناء مرور موكبه بطريق جنزور.
وأكد أن حراسات الوزير أطلقت النار فورًا على السيارة المصفحة التابعة للجهاز بدون وجه حق، مما أدى إلى مقتل أحد منتسبيه ويدعى رضوان الهنقاري من مدينة الزاوية وإصابة آخر.
بدورها، أعلنت عائلة الهنقاري من الزاوية أن ابنها المتهم في "حادث رتل وزير الداخلية" قتل بسبب توتر بين الجهة الأمنية التي يتبع لها، والقوة التي تحمي باشاغا.
وقال محمد الهنقاري، من أسرة القتيل، إن وزارة الداخلية "كذبت وجود محاولة اغتيال ضد باشاغا"، مطالبا وزير الداخلية بالاعتذار عن البيان الذي أصدرته الوزارة وتقديم "الجناة ممن قتلوا ابن عمه إلى العدالة".
وأضاف أن "الجميع يعرف ضخامة رتل باشاغا، حيث يعد أكبر من رتل معمر القذافي"، مشيرا إلى أنه من الجنون الحديث عن أن "سيارة واحدة حاولت اغتيال باشاغا الذي تحميه أكثر من 60 عربة مصفحة ومدججة بأحدث الأسلحة".
وشدد على أن حراس باشاغا هم من قاموا بصدم سيارة ابن عمه، ولاحقوه حتى انقلبت سيارته، وقتل خلال الحادث، بينما أصيب اثنان آخران، أحدهما إصابته بليغة.