هل تؤثر "محاولة اغتيال" باشاغا على انتقال السلطة بليبيا؟
رجح مسؤولون وخبراء ليبيون أن تؤثر محاولة الاغتيال المزعومة لوزير داخلية "الوفاق"، فتحي باشاغا، على الانتقال السلس للسلطة في البلاد.
وقال هؤلاء المسؤولون والخبراء في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، الاثنين، إن أي انتقال سلس للسلطة في ليبيا سيتوقف على أهداف وزير داخلية حكومة الوفاق من اختلاق قصة محاولة الاغتيال "المفبركة"، مؤكدين أن باشاغا يريد البقاء في منصبه في الحكومة الجديدة.
كانت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق قالت، في بيان صادر عنها أمس الأحد، إن باشاغا تعرض لمحاولة اغتيال أثناء عودته إلى مقر إقامته بجنزور غربي طرابلس، فيما نفى ما يسمى بجهاز دعم الاستقرار التابع لرئيس حكومة الوفاق غير الشرعية، هذه الرواية.
وأكد جهاز دعم الاستقرار أن قوة تأمين باشاغا فتحت النار على عناصرها عن طريق الخطأ أثناء مرور موكبه بطريق جنزور غربي العاصمة الليبية طرابلس، موضحا أن حراسات الوزير أطلقت النار فورًا على السيارة المصفحة التابعة للجهاز بدون وجه حق مما أدى إلى مقتل أحد منتسبيه ويدعى رضوان الهنقاري من مدينة الزاوية وإصابة آخر.
محاولة ابتزاز
علي التكبالي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "أي انتقال سلس للسلطة في ليبيا سيتوقف على أهداف باشاغا من محاولة الابتزاز التي ينفذها الآن مع الحكومة الجديدة".
ويرى التكبالي أن باشاغا يريد اثبات أن العاصمة الليبية طرابلس في يده، بهدف الاحتفاظ بمنصبه وزيرًا للداخلية في الحكومة الجديدة، مشيرًا إلى أن التنافس بين الميليشيات المسلحة التابعة لفايز السراج وباشاغا سيعقد من مهمة الحكومة الجديدة وأي انتقال سلس للسلطة.
وحول إمكانية حدوث تدخل دولي أو إقليمي لحسم انتقال السلطة، قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي, إنه رغم الدعم الدولي والإقليمي الذي قوبلت به السلطة الليبية الجديدة، إلا أن أحدًا لن يتدخل لضمان انتقال سلس للسلطة.
العملية السياسية
بدوره، توقع مختار الجدال، المحلل السياسي الليبي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" ألا تؤثر ما قيل إنها محاولة اغتيال لباشاغا على العملية السياسية الجارية في ليبيا وانتقال السلطة إلى الحكومة الجديدة.
وأوضح المحلل السياسي الليبي أن الهدف من عملية الانتقال السياسي القريب هو إجراء إنتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها المقرر أواخر ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يقف بقوة خلف تلك الخطوة.
وأشار الجدال، رئيس تحرير جريدة "الحقيقة" الليبية إلى أن هناك بعض التدخلات السياسية التي ستقوم بها دول إقليمية ودولية لإسراع الخطى نحو الانتقال السلس للسلطة والإسراع في الموافقة على مخرجات جنيف.
سيطرة الميليشيات
أما فرج ياسين، المحلل السياسي الليبي، فحذر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" من سيطرة الميليشيات على العاصمة طرابلس، مؤكدًا أنه لا يمكن تولي حكومة وحدة وطنية في ظل وجود تلك العناصر التتي تتصارع مع بعضها على النفوذ والسلطة.
وطالب المحلل السياسي الليبي بتطهير طرابلس أولا من الأتراك ومرتزقتهم ومن الميليشيات المؤدلجة التي تهدد بنسف أي عملية سياسية في ليبيا.
برنامج عمل
عبدالمنعم اليسير، عضو المؤتمر الوطني العام (المنتهية ولايته)، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن المليشيات المسلحة لن تتوقف عن قتال بعضها، وستقاوم أي محاولة للانتقال السياسي في ليبيا، أو أي محاولة لإعادة السيطرة الحكومية على موسسات الدولة الأمنية.
وقال عضو المؤتمر الوطني العام إنه يجب أن يكون للمجلس الرئاسي الجديد وحكومة الوحدة الوطنية برنامج للعمل خارج نفوذ هذه المليشيات، محذرًا من أن غياب هذا البرنامج لن يؤدي إلى نجاح أي انتقال سياسي، بل ستتوغل المليشيات بشكل أكبر، مما يؤدي إلى إثارة الفوضى في ليبيا.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قالت المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني وليامز، إن قائمة "محمد المنفي" فازت برئاسة السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة في ليبيا، ومعه عبدالحميد دبيبة لرئاسة الحكومة، بعد حصولها على 39 صوتا، مقابل 34 لقائمة "عقيلة صالح".
ومن المقرر أن تقود السلطة الجديدة البلاد إلى حين إجراء الانتخابات العامة أواخر هذا العام وبالتحديد في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.
aXA6IDMuMTQ2LjE3OC44MSA= جزيرة ام اند امز