"محاولة اغتيال" باشاغا.. خبراء ليبيون يجيبون عن السؤال الصعب
شكك محللون ليبيون في الرواية الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية في حكومة الوفاق غير الشرعية، بشأن "محاولة اغتيال" وزيرها فتحي باشاغا.
وقال المحللون، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن الحادث الذي وصفوه بـ"المفبرك" استغله باشاغا محليا ودوليا للبقاء في منصبه.
وكانت وزارة الداخلية في حكومة "الوفاق"، قالت في بيان صادر عنها أمس الأحد، إن باشاغا تعرض لمحاولة اغتيال أثناء عودته إلى مقر إقامته بجنزور غربي طرابلس.
وأوضحت أن سيارة مسلحة هاجمت موكب باشاغا بالأسلحة الرشاشة، ما أسفر عن إصابة عنصر حراسات واعتقال اثنين من المهاجمين ووفاة الثالث أثناء التعامل الأمني.
قصة مفبركة
عز الدين عقيل المحلل السياسي الليبي قال، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن ما قيل عن محاولة "اغتيال باشاغا" قصة مفبركة، أثبتها الواقع (في إشارة لمقطع فيديو يثبت عكس الرواية الرسمية)، مشير إلى أن "موكب الوزير هو الذي ارتكب جريمة ضد مواطنين أبرياء".
وأوضح عقيل أن "هناك نوايا لدى باشاغا بإفساد كل شيء، رغم أنه وعد بالاستمرار في منصبه وزيرًا للداخلية بالحكومة الجديدة"، مشيرًا إلى أن "السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند يسعى ويضغط في ذلك الاتجاه".
وسارعت السفارة الأمريكية في ليبيا، في إدانة الحادث، قبل إصدار بيان "داخلية الوفاق"، معربة عن غضب الولايات المتحدة من الهجوم.
واعتبر السفير الأمريكي أن تركيز باشاغا على إنهاء نفوذ المليشيات المارقة يحظى بدعم الولايات الكامل، داعياً إلى إجراء تحقيق سريع لتقديم المسؤولين إلى العدالة.
حرب عصابات
ورغم ذلك الدعم، فإن المحلل السياسي الليبي قال إن "باشاغا يعتقد أن الأمر محدود جدا خاصة أن أي إنجازات قد تحقق في اتجاه نزع السلاح وتفكيك الميليشيات لن تنسب إليه"، مشيرة إلى أن "السلطة الجديدة شرهة لأن يسجل أي إنجاز باسمها".
عقيل قال إن باشاغا "يشعر بأنه سيخرج خالي الوفاض لذا يسعى للفت النظر بأي شكل من الأشكال، لعله يستفيد ويحقق منه أي مكاسب"، مشيرًا إلى أن "الأخير يسعى لإشعال حرب عصابات في طرابلس، إلا أنه لن ينجح في ذلك".
كامل المرعاش المحلل السياسي الليبي، وافق العقيل في استبعاد سيناريو الاغتيال، مؤكدًا في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "كل المشاهد والصور تفند رواية باشاغا وأنه سارع لاستغلال الحدث محليًا ودوليا للضغط على الحكومة الجديدة، لإبقائه في منصبه".
عقلية الميليشيا
ودلل المرعاش على روايته قائلا، إن "السيارة التي أطلق النار عليها من قبل موكب باشاغا تابعة لما يسمي مليشيا حماية الزاوية وهي عناصر محلية تتبع مدينة الزاوية (40 كم غرب طرابلس)، وتصادف أن التقيا، وحدث بينهما احتكاك".
وأشار إلى أن "كلا الفريقين يتصرف بعقلية مليشياوية فوقية تعتبر أن له الأولوية للسير في الطرقات، ولم يعرف كل منهما الآخر إلا بعد تبادل إطلاق النار بينهما".
وأوضح أنه "بعد تكشف هذه الحقائق اختار باشاغا استغلال الحدث سياسيًا واعلاميا لصالحه ولحماية عناصر مليشياته، الذين هم من بادروا بإطلاق النار وتصويرها على أنها محاولة اغتياله".
وتساءل المحلل السياسي الليبي: "كيف يمكن لسيارة واحدة ليس بها إلا أسلحة خفيفة ولا توجد بها حتى متفجرات، أن تتصدي لرتل من 70 عربة عسكرية وبه مضادات للطيران وسيارات مصفحة، سعر الواحدة منها يزيد عن نصف مليون دولار، اشتراها باشاغا لحمايته؟".
المرعاش قال إن "الحادث يؤكد أن طرابلس ومناطق شمال الغرب الليبي، مازالت ترزح تحت سيطرة الميليشيات، وأن باشاغا ورغم إلباسه جبة وزير، مازال يتصرف بعقلية المليشياوي".
عمليات جبانة
من جانبه، أدان رئيس المجلس الأعلى لقبائل ومدن فزان علي مصباح أبو سبيحة، كل أعمال الاغتيالات، معتبرًا إياها "عمليات جبانة".
غير أنه أبدى استغرابه من واقعة محاولة الاغتيال التي روج باشاغا تعرضه لها، متسائلا: "هل المنفذون على هذه الدرجة من الغباء ليهاجموا رتلا مكونا من 50 سيارة مسلحة؟".
وأشار إلى أن "الأمر محير لكن الأيام كفيلة بإظهار الحقيقة وملابساتها وإظهار ما خفي منها. لك الله أيها المواطن الغلبان الذي تغتال في وضح النهار وترمي في القمامة أو في أحد الشوارع المخصصة لمثلك".
وكشف تقرير صادر عن مصلحة الطب الشرعي بطرابلس، أن سبب وفاة رمضان الهنقاري (أحد المتهمين في محاولة اغتيال باشاغا) يعود إلى كسر ونزيف داخلي كإصابة حادث مرور.
ولفت التقرير إلى خلو جثمانه من أي رصاص أو شظايا، ما يدحض رواية داخلية "الوفاق" التي قالت إنه قتل خلال اشتباك أثناء محاولة الاغتيال.
aXA6IDE4LjIyMS4xMDIuMCA= جزيرة ام اند امز