في يومهم العالمي.. المليشيات تظلم المعلمين وتحرمهم من أبسط حقوقهم
يضطر المعلم الأربعيني فهيم الكازمي من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن إلى البحث عن عمل إضافي، حتى يستطيع مواجهة تبعات الحياة، نتيجة تدهور أسعار الصرف وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
يقول الكازمي لـ"العين الإخبارية" إن المعلم اليوم بات غير قادر على مواكبة الارتفاعات المتواصلة لأساسيات قوته وقوت أولاده، بسبب التداعيات المعيشية والاقتصادية للحرب الحوثية على اليمنيين.
وأشار إلى أنه يعرف كثير من زملائه المعلمين اضطروا للعمل في الفترة المسائية بالمدارس الخاصة، إلى جانب عملهم الرسمي بالمدارس الحكومية صباحا، كما أن بعضهم عمل في أسواق الخضار وبيع القات ليوفر حاجات أسرته.
ودعا الكازمي الحكومة اليمنية والسلطات المحلية في عدن إلى وضع حلول ناجعة تنتشل المعلم من وضعه المتأثر بالحرب العسكرية والاقتصادية التي تشنها مليشيات الحوثي على اليمنيين كافة.
جور المليشيات
في الوقت الذي يتسلم المعلمون في مناطق سلطات الحكومة المعترف بها دوليا مرتباتهم بانتظام، يمر اليوم العالمي للمعلم "الخامس من أكتوبر"، والمعلمون في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي محرومون من مرتباتهم للعام التاسع على التوالي، وأغلبهم مرغمون على المداومة في المدارس، وممارسة أعمالهم بشكل مجاني تماما، تحت تهديد المليشيات، ما دفع كثيرين منهم إلى الفرار والنزوح لمناطق للحكومة اليمنية.
أحد المعلمين الفارين من مناطق الحوثيين محمود البحري لجأ إلى مدينة عدن، بعد أن ضاقت به السبل، واستمر بالعمل في مدارس مدينة إب دون مرتب حتى عام 2019، حين انتقل بمفرده إلى مدينة عدن، ثم لحقته عائلته.
يشير البحري لـ"العين الإخبارية" إلى أن مليشيات الحوثي مارست الجور والظلم بحق المعلمين وكافة موظفي الدولة الذين يعملون بلا مقابل أو مرتبات، وكأنها متناسية أن هؤلاء الموظفين لديهم عائلات وأطفال يحتاجون للقوت الضروري.
وكشف عن أنه قام بنقل مقر عمله إلى مدينة عدن، وترتيب وضعه الإداري والمالي، وصار الآن يتسلم راتبه شهريا بعد سنوات من انقطاعه بسبب ممارسات ورفض مليشيات الحوثي، التي جعلت المعلمين عاملين لديها بالسخرة ودون مقابل.
وضع مأساوي
وبمناسبة اليوم العالمي للمعلم 2024 أكدت نقابة المعلمين اليمنيين أن المعلم اليمني يعيش منذ 9 سنوات وضعا ماديا مأساويا تجاوز فيه مستويات المعاناة والألم.
ودعت النقابة في بيان صادر السبت، المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوطه على مليشيات الحوثي لإعادة صرف كل المرتبات التي تم حرمان المعلمين منها في مناطق سيطرتها وبأثر رجعي.
وأضافت النقابة أن هذا الوضع المأساوي لم يقف عند شخص المعلم فقط وإنما تجاوزه إلى مئات الآلاف من الأسر التي يعولونها في مناطق المليشيات والتي تعدت خط الفقر.
النقابة لفتت إلى أن معلمي العالم يحتفلون اليوم بينما منتسبي التربية والتعليم باليمن يعيشون حياة توزعت بين المنافي والسجون والمقابر في مناطق سيطرة المليشيات، وغالبيتهم يُمارس مهنته المقدسة محروما من أبسط حقوقه.
مطالب دولية
وأوضحت النقابة في بيانها أن المعلم لا يستلم راتبه أصلا في مناطق سيطرة الحوثي، ورغم ذلك يظل مؤديا لواجبه في تربية وتعليم النشء إيمانا منه بالواجب الوطني والإنساني.
ودعت النقابة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية ذات العلاقة إلى ممارسة كافة أشكال الضغط على المليشيات بسرعة صرف رواتب المعلمين ومنتسبي قطاع التربية والتعليم وفق القانون الدولي.
وطالبت النقابة سلطات الدولة الشرعية بمنح المعلم الاهتمام والرعاية، واعتماد راتب يوفر له حياة إنسانية كريمة ليتمكن من مواجهة شبح الجوع والفقر الذي يحيط به وبأسرته وحتى يتمكن من أداء واجبه التربوي والتعليمي.
وشددت النقابة في ختام بيانها على ضرورة إطلاق سراح المختطفين من المنتسبين لقطاع التربية والتعليم في سجون الحوثيين منذ 9 سنوات، وعلى رأسهم النقابي البارز سعد النزيلي نقيب المعلمين بمدينة صنعاء.