الشاي بالحليب.. قصة مشروب حل مشكلة كسر الفناجين الخزفية
"لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع"، مقولة تنطبق على تناول الناس للشاي، فبعضهم يحبه حلو المذاق والبعض الآخر يكتفون به سادة دون أي إضافات.
في حين لا يمكن لكثير من الأشخاص حول العالم أن يبدأوا يومهم إلا بتناول كوب الشاي بالحليب، إذ يحتل هذا المشروب مكانة خاصة عند كثير من دول العالم العربي مثل مصر، والغربي مثل إنجلترا.
الشاي بالحليب أو كما يسميه المصريون "شاي بلبن" مشروب أساسي لا يبدأ يوم الكثيرين إلا بتناوله صباحاً أو حتى إنهاء يومهم الشاق به.
ويعتبر الحليب طريقة رائعة لتنظيم نكهة فنجان الشاي عن طريق إضافة لمسة من الحلاوة والكثافة إلى المشروب، ويفضل الكثير من الناس تناوله بهذه الطريقة.
لكن متى بدأت إضافة الحليب إلى شاي؟
الأمر الذي قد لا يعرفه، وقد يستغربه أيضاً كثيرون، أن مشروب الشاي بالحليب لم يظهر بالصدفة أو حتى من قبيل الرفاهية أو المزاج، بل على العكس تماماً، يعود إلى سبب تاريخي لحل مشكلة واجهت شعوب أوروبا الغربية.
في الماضي، كانت فناجين الشاي في أوروبا الغربية في القرنين الـ17 والـ18، مصنوعة من الخزف، وكانت هذه الكؤوس الأوروبية هشة للغاية وذات قيمة عالية، ومن ثم تعرضها أحياناً للكسر عند وضع الشاي الساخن بها، وفقاً لموقع "supereva" الإيطالي.
وكان الشاي آنذاك يعد أو يُخمر في أواني كبيرة من الماء المغلي ثم يُسكب في الأكواب الأوروبية الصغيرة الخزفية.
ولكن كان السائل شديد السخونة لدرجة أنه يخاطر بكسر البورسلين الرقيق، لذلك ابتكر شاربو الشاي حلاً مبتكراً، وذلك من خلال سكب الحليب البارد في فنجان الشاي أولاً، ليتمكنوا من خفض درجة الحرارة ثم صب الشاي المغلي في الكوب دون كسر البورسلين، وفقاً لموقع " Taste of Home" الأمريكي.
وبينما قد تكون هذه الممارسة بدأت في بريطانيا، إلا أنها اشتهرت من قبل امرأة فرنسية من المجتمع الرفيع تُدعى مدام دي لا سابليير Madame de la Sablière.
وفي حين أن التقاليد هي إضافة الحليب قبل الشاي، فإن الطريقة الأكثر حداثة تعتمد على إضافة الحليب بعد صب الشاي، وذلك من أجل ضمان إضافة الكمية المناسبة من اللبن لتكمل قوة الشاي بشكل صحيح.
وفي الوقت الحاضر، فإن قرار معظم الناس بإضافة الحليب قبل أو بعد صب الشاي، هو ببساطة مسألة ذوق شخصي وتفضيل.
ومن بين دول العالم المحبة للغاية للشاي بالحليب، إنجلترا، حيث يعتبر شاي الإفطار البريطاني، عادة يومية في الصباح، ويتم تقديمه في كوب مع الحليب والسكر، وعادة ما يكون مصحوباً بالشطائر الصباحية أو الكعك الصغير أو البسكويت، مما أدى إلى ظهور العادات البريطانية البارزة المتمثلة في غمس البسكويت في الشاي.
وتعتبر مصر أيضاً من بين دول العالم التي يعشق شعبها "الشاي باللبن" كما يطلقون عليه، إذ يعد كوب الشاي بالحليب ضيفاً أساسياً على مائدة الإفطار أو العشاء، وأيضاً طقساً أساسياً في أول يوم عيد الفطر، جبناً إلى جنب مع طبق الكعك والبسكويت.