مليون فدان قمح.. هل تخرج العراق من أزمة المخزون؟
بأهداف تجاوز أزمة المخزون الاستراتيجي الناجمة عن نقص الأمطار والإنتاجية المحلية ؛ يخطط العراق لزيادة المساحة المنزرعة بالقمح.
زراعة مليون فدان بالقمح
وكشفت وزارة الموارد المائية في بيان الأحد 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022؛ أن العراق يعتزم زراعة مليون فدان بالقمح ومساحة قليلة من الشعير في موسم زراعة المحاصيل الشتوية 2022-2023.
وأضاف البيان أن مجلس الوزراء وجه وزارة التجارة باستيراد القمح لتخزينه في المستقبل.
وحسب تقديرات وزارة الزراعة العراقية، من المرجح زيادة المساحة المزروعة بالقمح في الموسم الجديد للمحاصيل الشتوية 2022-2023 إلى 750 ألف هكتار في محاولة لزيادة الإنتاج المحلي.
ومن المتوقع أن يبدأ موسم الزراعة المحلي في منتصف أكتوبر حتى نوفمبر. وتشير بيانات وزارة الزراعة إلى أن العراق حصد 625 ألف فدان في موسم 2021-2022.
شح مائي في بلد يستورد الحبوب
ويواجه العراق، وهو مستورد رئيسي للحبوب في الشرق الأوسط، شحا مائيا منذ سنوات. وقالت وزارة الموارد المائية، إن عام 2022 هو أكثر الأعوام جفافًا التي يشهدها العراق منذ عام 1930.
والعراق مستورد رئيسي للقمح ويحتاج بين 4.5 وخمسة ملايين طن من القمح سنويا لبرنامجه لدعم الغذاء. ويمزج عادة القمح المحلي مع المستورد من أستراليا وكندا والولايات المتحدة لتعويض أي عجز في الإنتاج المحلي.
وتعمل الحكومة العراقية على خطط لزيادة وارداتها من القمح من أجل زيادة مخزوناتها الاستراتيجية، والتي أدى ترجعها إلى مخاوف تطال القطاع الغذائي في البلاد.
وكان تقرير عالمي قد صنّف العراق كواحد من البلدان ذات المخزون المتدني للقمح، وسط ارتفاع أسعار تلك المادة عالميا.
ويدخل العراق ضمن الدول العربية المهددة بارتفاع أسعار الخبز فيها، على وقع قرارات منع تصدير القمح وتبعات الحرب الدائرة بين موسكو وكييف.
احتياطي النقد الأجنبي.. نافذة إنقاذ
فيما ارتفع احتياطي النقد الأجنبي، لدى البنك المركزي العراقي، لأعلى مستوى في تاريخه، بما يتجاوز 87 مليار دولار؛ حيث استفاد العراق بقوة من قفزة أسعار النفط، حتى مع الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد وأثرت سلبا على اقتصاده.
العملة العراقية "الدينار" قوية جدا اليوم لأن الاحتياطيات تشكل 130% من مصدر التداول من الأموال الموجودة في المصارف وغيرها، إضافة إلى وظيفتها لتلبية متطلبات التجار لاستيراد السلع؛ وهذا ما يعني أن هناك انفراجة بأزمة المخزون الاستراتيجي للقمح بالأفق.
وكانت الشركة العامة لتجارة الحبوب في الوزارة قد أعلنت في سبتمبر/أيلول الماضي إن الدولة خصصت 930 مليار دينار (638 مليون دولار) لشراء 1.3 مليون قمح لتغطية الاستهلاك المحلي حتى مايو 2023.
كما طرح العراق مناقصة لشراء 50 ألف طن من قمح الطحين، والموعد النهائي لتقديم عروض الأسعار في المناقصة هو 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
أسعار القمح "ملتهبة" عالميًا
وعالميًا، صعد سعر عقود القمح الأمريكي إلى 921.50 دولار للبوشل بنسبة 2.82%، بختام تعاملات الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2021 في بورصة شيكاغو.
ومن جانبه، دعا صندوق النقد الدولي في تقرير صدر عنه في 30 سبتمبر/أيلول الماضي إلى تحرك قوي وعاجل بغية التخفيف من أزمة الغذاء العالمية وتجنب المعاناة الإنسانية.
وأشار إلى أن التدابير الحمائية لا تؤدي إلا إلى تفاقم أزمة الغذاء، متسببة فيما يصل إلى 9% من زيادة أسعار القمح العالمية، طبقا لما أعلنه البنك الدولي.
وبدورها، أعلنت وزارة البنية التحتية الأوكرانية الأحد 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن سفينة خامسة استأجرها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وصلت إلى ميناء تشورنومورسك على البحر الأسود في أوكرانيا، وستنقل شحنة من القمح الأوكراني إلى الصومال.
وشحنت أوكرانيا بالفعل القمح إلى إثيوبيا واليمن وأفغانستان في إطار برنامج الأغذية.
وقالت الوزارة إن إجمالي 5.8 مليون طن من المنتجات الزراعية غادرت حتى الآن الموانئ الأوكرانية بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة. ويشمل ذلك حوالي 114700 طن غادرت موانئ البلاد على البحر الأسود على متن ثماني سفن.
فيما توقع تقرير لوكالة بلومبرج في سبتمبر الماضي وصول محصول القمح في روسيا إلى 100 مليون طن للمرة الأولى على الإطلاق، مع تراكم السلعة ومساعي موسكو لتصدير كميات كبيرة.
وكان مجلس الحبوب الدولي قد رفع تقديراته لمحصول القمح الروسي بنحو 6 ملايين طن، لكنه لا يتوقع أن ينجح هذا المعروض الإضافي في الخروج من البلاد، ما يجعل توقعات التصدير ثابتة عند 36.5 مليون طن.