بيضة عمرها 80 مليون سنة تكشف أسرار "الصوروبودا"

ديناصورات "الصوربودا"، التي شقت طريقها في العصر الجوراسي والعصر الطباشيري، اشتهرت بحجمها المثير للإعجاب وأعناقها الطويلة.

كشف جنين عمره 80 مليون سنة عن بعض السمات غير المتوقعة لأكثر الحيوانات العملاقة التي سارت على وجه الأرض على الإطلاق، وهي الصوروبودا (أحد أنواع الديناصورات).

• لأول مرة.. تشخيص سرطان خبيث في ديناصور

وتشتهر "الصوربودا"، التي شقت طريقها عبر العصر الجوراسي والعصر الطباشيري، بحجمها المثير للإعجاب وأعناقها الطويلة، لكن لا يُعرف سوى القليل عن صغارها، وهو ما كشفت عنه الدراسة التي نشرت في دورية "كرنت بيولوجي".

وعثر على بيضة متحجرة تضم جنين الصوربودا في رواسب تسمى "أوكا ماهويفو"، بمقاطعة باتاجونيا في نيوكوين بالأرجنتين، وذلك قبل 25 عاماً، وتمت إزالتها على الأرجح بشكل غير قانوني وإرسالها إلى الولايات المتحدة، ثم أعيدت مرة أخرى إلى متحف الحفريات "كارمن فونيس المحلي" بالأرجنتين، لتجرى عليها مؤخراً دراسة دولية بعد أن لفتت انتباه الباحثين الأمريكيين.

وباستخدام تقنية تصوير جديدة تسمى التصوير الدقيق السنكروتروني، تمكن الباحثون من إنتاج صور ثلاثية الأبعاد مفصلة للغاية لجمجمة جنين الديناصور الذي لم يولد بعد.

ويقول جون نودز عالم الحفريات في جامعة مانشستر بإنجلترا، والباحث المشارك بالدراسة، في تقريره نشره موقع "ساينس أليرت" بالتزامن مع نشر الدراسة: "كشفت الصورة عن وجه غريب الشكل بأنف ممدود به قرن صغير، وكانت تجاويف العين مائلة إلى الأمام أكثر مما تُرى في العينات البالغة، وهذا يزود الصغار على الأرجح عند الميلاد بالقدرة على الحكم بشكل أفضل على مسافات الطعام أو الفريسة، أو ربما اكتشاف الحيوانات المفترسة".

 في حين أن الصربوديات البالغة قد تشتهر بأنها عملاقة، ربما يزيد طول بعضها على 50 مترًا - فإن هذا الجنين يبلغ طوله سنتيمترات فقط.

واقترح الباحثون عند مقارنة الهيكل العظمي للجنين مع تواريخ التطور الجنينية الأخرى أن الجنين أكمل حوالي 75% من إجمالي فترة حضانة البيض.

وتحتوي عظام جمجمة هذا الجنين أيضًا على المزيد من الكالسيوم مماثلة لما شوهد في أجنة الديناصورات الأخرى، مما يشير إلى أنه كان يستخدم بالفعل هذه العناصر الغذائية من قشر البيض.

وفي حين أن الاستخدام الأكثر وضوحًا لهيكل القرن العظمي الموجود بالأنف هو اختراق غلاف الحضانة الوقائي للبيضة، فإن الباحثين ليسوا متأكدين من أن هذا هو الغرض من القرن.

ويوضح نودز: "على الرغم من أننا لا نستطيع الجزم، إلا أن ما نعرفه من الزواحف الحية يشير إلى أن القرن يستخدم لهذا الغرض".