"سلموا خرائط الألغام".. انتفاضة حقوقية يمنية ضد الحوثي
مدني جديد لفظ، اليوم الأحد، أنفاسه الأخيرة إثر انفجار لغم للحوثيين في مدينة الحديدة اليمنية،
فيما أصيب آخر بجروح خطيرة في انفجار ثان بذات المحافظة.ياتي ذلك بالتزامن مع انتفاضة حقوقية واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي للضغط على مليشيات الحوثي المدعومة من إيران لتسليم خرائط الألغام كجزء من عملية السلام في اليمن والتوقف عن زراعتها.
كما نظم حقوقيون وقفة في العاصمة الألمانية برلين تنديدا بتوسع رقعة زراعة الألغام من قبل مليشيات الحوثي والتي تسببت بسقوط مدني على الأقل كل يوم بين قتيل أو جريح إثر مصائد الانقلابيين، وفق ناشطين.
وحث المغردون تحت وسم "handinthemaps" و"سلموا خرائط الألغام" المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها لليمن على إدراج الألغام في أولوياتهما للسلام والضغط على مليشيات الحوثي لتسليم الخرائط للحد من الضحايا المدنيين وتسهيل نزعها.
وتحولت الحملة إلى انتفاضة واسعة النطاق ضد مليشيات الحوثي، بمشاركة مسؤولين في الحكومة اليمنية ومنظمات حقوقية معنية في الألغام وصحفيين ونشطاء على مواقع التواصل "تويتر " و"فيسبوك" للفت أنظار العالم إلى مخاطر الألغام التي يزرعها الانقلابيون.
وكشف المرصد اليمني للألغام أنه وثق منذ منتصف 2019 وحتى منتصف مايو الجاري سقوط أكثر 1117 مدنيا بين قتيل وجريح إثر الألغام والعبوات التي زرعها الحوثيون في مختلف المحافظات اليمنية.
واليوم الأحد، شهدت مديرية الحالي في محافظة الحديدة انفجارين لألغام مليشيات الحوثي تسببا بمقتل مدني أثناء عمله في تجميع العُلب البلاستيكية وأصيب آخر.
وهناك قرابة 10 محافظات زرعها الحوثيون بشكل رئيسي بالألغام والعبوات متعددة المهام تتصدرها تعز والحديدة ومأرب وشبوة والبيضاء، فيما تشير تقارير إحصائيات حقوقية طالعتها "العين الإخبارية" أن حقول الألغام تغطي 43 مديرية شمالا وغربا وجنوبا وشرقا.
وتذهب التقارير إلى زراعة الحوثيين أكثر من مليون و800 ألف لغم وتحتاج لسنوات طوال لنزعها، فيما يشكل استغلال المليشيات للهدنة الأممية في زرع الألغام الخطر الداهم الذي يتهدد السلام ويقوض مساعي وقف الحرب.
انتهاك السلام وحق الطفولة
يعد انتشار الألغام انتهاكاً مباشراً لحق الطفل في بيئة آمنة حيث نصت اتفاقية حقوق الطفل على حقه في الحياة والصّحّة والمياه النقية والظروف الصحيّة والتعليم المناسب ووجود بيئة آمنة للعب.
ووفقا للحقوقي اليمني رياض الدبعي فأن أطفال اليمن يعانون اليوم إحدى أكبر مآسي البشرية، تلك هي مأساة الألغام المنتشرة في مئات من مناطق المدنيين، التى زرعتها مليشيات الحوثي وستبقى كارثة على الطفولة والإنسانية بشكل عام، خاصة بعد سقوط العشرات من الأطفال بين قتلى ومعاقين بتلك الألغام.
وكتب على حسابه في "تويتر" أن غالبية ضحايا الألغام سواء من قتلوا أو تعرضوا للإصابة هم مدنيين في طليعتهم الأطفال يتحمل الحوثيون المسؤولية المباشرة عما لحق بهم سواء من قتلوا أو أصيبوا لكونهم المسؤولين عن زراعتها في المناطق التي انسحبوا منها أو الخاضعة لسيطرتهم.
وغرد الباحث السياسي عبدالله إسماعيل أن نزع الألغام وتطهير المناطق الملوثة بها في اليمن أحد أهم شروط تحقيق السلام وفك الحصار عن المدن والأرياف، نظرا لطريقة وكمية زراعة الحوثيين للألغام في اليمن، وصعوبة الطبيعة الجغرافية اليمنية التي تحد من خيارات حركة السكان.
وطالب آخر تحت هاشتاق (سلموا خرائط الألغام ) مليشيات الحوثي بتسليم خرائط كاملة وواضحة عن حقول الألغام والعبوات المتفجرة، ووقف أعمال صناعة وزراعة الألغام، والبدء بتطهير البلاد منها كجزء من عملية السلام.
إجماع حقوقي.. مطلب إنساني
وتجمع منظمات محلية ودولية على انفراد مليشيات الحوثي بزراعة الألغام في البلاد عن بقية أطراف النزاع في اليمن منذ 2015، وتمارسه بمنهجية في كافة المناطق والطرق التي تنسحب منها أو تسيطر عليها.
في الصدد، قال مستشار وزير الإعلام اليمني أحمد المسيبلي أن ملف الألغام يعد مطلب إنساني بالغ الضرورة ويتوجب على الشرعية وداعميها لاتخاذه ورقة للضغط على الأمم المتحدة حتى يسلم الحوثي الخرائط.
وغرد "كان يتوجب أن يكون ملف الألغام أحد ملفات ضغط الشرعية والتحالف على المبعوث الأممي يوازي فتح مطار صنعاء لأنه مطلب إنساني كبير .. كون الحوثيين للأسف لاتهمهم أبدا حياة الناس".
وكانت منظمات كالشبكة اليمنية لمكافحة الألغام، منظمة غير رسمية والمركز اليمني للألغام ومنظمة "رايتس رادر" والمركز الأمريكي للعدالة والألمانية اليمنية للديمقراطية، دعت بصفة عاجلة مليشيات الحوثي بتقديم خرائط الألغام الأرضية لتسهيل تطهير الأراضي والمدن والقرى الملغومة.
كما طالبت المجتمع الدولي بما في ذلك مكتب المبعوث الأممي ومجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان للضغط على مليشيات الحوثي للالتزام بالهدنة وبجهود إزالة الألغام من خلال تقديم خرائط الألغام الأرضية كخطوة أولية للسلام.
كذلك شددت المنظمات خلال الحملة الإلكترونية على ضرورة التأكد من التزام الأطراف بعمليات إزالة الألغام في أي اتفاق سلام.
وبحسب مشروع "مسام" السعودي فأن مليشيات الحوثي لا تضع بين اللغم المزروع والآخر إلا مسافة هامشية بما يعادل ما 20 و30 سنتيمترا، ما يحول المناطق السكانية والمناطق التي تغص بالألغام، إلى حقول موت محققة تغتال كل من يقترب منها.
ومنذ عمل المشروع 2018، نزع مسام عدد 338 ألفًا و 92 لغماً زرعتها المليشيا الحوثية بعشوائية في مختلف المحافظات لحصد المزيد من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.
ويزرع الحوثيون الألغام يدويا دون اعتماد نمط أو سجل يمكن تحديده، ما يشكل تهديدا لحياة اليمنيين، ويمكن للأعاصير والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية أن تبعثر الألغام من مواقعها، وفقا لتقارير دولية.
وطبقا لمشروع رصد الأثر المدني في الأمم المتحدة، فأن 9 آلاف ضحية في صفوف المدنيين سقطت إثر انفجار ألغام الحوثي منذ الانقلاب أواخر 2014 وحتى عام 2020 فقط.
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg جزيرة ام اند امز