اتساع التآكل في رئة الأرض.. أكثر الدول خسارة للغابات بسبب التعدين
لا يزال التعدين مرتبطا بإزالة الغابات في جميع أنحاء العالم، حيث تأكل مشاريع استخراج الصلب والفحم والذهب والمعادن الحيوية، الغابات التي تعمل كممسكات حيوية للكربون وتحد من تغير المناخ.
وبحسب "فايننشال تايمز"، وجد تحليل بيانات جديد عن جامعة ماريلاند من قبل معهد الموارد العالمية غير الربحي أن ما يقرب من 1.4 مليون هكتار من غطاء الأشجار قد ضاع بين عامي 2001 و2020 في المناطق التي تم فيها التعدين والأنشطة ذات الصلة بالتعدين كسبب مباشر لضياع هذه الثروة النباتية.
ويقول التحليل إن هذه المنطقة التي فقدها الكوكب من مسطحات خضراء تعادل حجم مدينة لوس أنجلوس الكبرى تقريبا.
واجتمع ممثلو ما يقرب من 200 دولة في مؤتمر التنوع البيولوجي التابع للأمم المتحدة COP16 في كولومبيا خلال الأسبوعين الماضيين لمحاولة الوفاء باتفاقية تاريخية توصلوا إليها في كندا قبل عامين.
وحددت هذه الاتفاقية مجموعة من الأهداف التي تضمنت وقف انقراض الأنواع وحماية 30% من النظم البيئية للأراضي والمياه على الكوكب وجمع 200 مليار دولار سنويا للطبيعة بحلول نهاية العقد.
ووجد معهد الموارد العالمية أن اتجاه إزالة الغابات كان مركّزا بشكل خاص في الدول التعدينية الكبرى بما في ذلك إندونيسيا والبرازيل وروسيا.
رغم ذلك يؤدي التعدين إلى إزالة الغابات بدرجة أقل من صناعة الأخشاب وحرائق الغابات، ولكنه منتشر في مناطق الغابات الاستوائية وفي الأراضي المخصصة للمجتمعات من السكان الأصليين.
وقد لعب التمويل الخاص دورا أقوى في دفع الشركات إلى تقليل مخاطر المناخ والطبيعة في السنوات الأخيرة، حيث قدمت بنوك مثل HSBC سياسات "عدم إزالة الغابات" للعملاء بمن في ذلك عمال المناجم وتجار السلع الزراعية.
ولكن تعدين المعادن الحيوية، مثل النحاس والليثيوم والنيكل والكوبالت والعناصر الأرضية النادرة، ارتفع بشكل كبير حيث تعد هذه السلع ضرورية في تقنيات الطاقة النظيفة بما في ذلك البطاريات والمركبات الكهربائية وطواحين الهواء.
وقالت ماريسا درو، كبير مسؤولي الاستدامة في ستاندرد تشارترد، إن هناك مقايضات في التحول إلى الكهرباء وتعدين هذه المعادن.
وقالت درو "كل مشاريع البنية التحتية هي مقايضة، يجب على العالم أن يتصالح مع كيفية خدمة الرغبة الهائلة في الكهرباء مع عواقب ذلك".
وفي عام 2021، أفادت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على المعادن لتقنيات الطاقة النظيفة سيحتاج إلى مضاعفة أربعة أضعاف بحلول نهاية العقد لتلبية أهداف المناخ.
وأضافت وكالة الطاقة الدولية في تقرير هذا الشهر الذي يشهد انطلاقة مؤتمر الأطراف للمناخ COP29، أن بعض هذا يمكن تخفيفه من خلال استراتيجيات التخفيض وإعادة الاستخدام.
وفي الوقت نفسه، وجد أول تقييم عالمي شامل لأشجار العالم، نُشر خلال مؤتمر التنوع البيولوجي في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن أكثر من نوع واحد من كل ثلاثة أنواع مهدد بالانقراض.
وقال الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وهو سلطة علمية رائدة، إن الخسارة كانت مدفوعة بإزالة الغابات من قبل البشر ولكن أيضا بتأثيرات تغير المناخ، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر والعواصف.
وقد يؤدي هذا إلى ترك الأرض أكثر عرضة للفيضانات، ويكون له آثار غير مباشرة على الحيوانات والفطريات والنباتات التي تعتمد على الأشجار لتزدهر.