بعد تحذير روته.. بريطانيا في حالة تأهب قصوى والعين على روسيا
يشعر الغرب بقلق متزايد من اندلاع الحرب مع روسيا والتي يبدو أنها وشيكة في نظر قادة القارة العجوز.
في رسالة مثيرة للقلق، قال وزير القوات المسلحة البريطاني آل كارنز، إن البلاد في حالة تأهب قصوى، وحذر من أن "شبح الحرب يلوح في الأفق" وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
جاء ذلك في الوقت الذي قال فيه مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، إن على أعضاء الحلف بما في ذلك بريطانيا، الاستعداد "لصراع بحجم الصراع الذي عانى منه أجدادنا وأجداد أجدادنا" حيث توقع أن تكون أوروبا "الهدف التالي" لروسيا مضيفًا "نحن بالفعل في مرمى الخطر".
جاءت إشارة روته المخيفة إلى الحربين العالميتين اللتين شهدتهما الأجيال السابقة بالتزامن مع تصريحات كارنز والتي قال فيها إن المملكة المتحدة شهدت زيادة بنسبة 50% في التهديدات والهجمات الروسية خلال العام الماضي.
وفي حين يصنف العدد الإجمالي لمثل هذه الحوادث تصنيفًا سريًا للغاية، إلا أن وزير القوات المسلحة أقر بأنه "يبلغ المئات".
وفي كلمته خلال إطلاق جهاز الاستخبارات العسكرية البريطاني المُخصّص لحماية البلاد من التجسس الروسي والتهديدات الإلكترونية، قال كارنز "إن شبح الحرب يطرق أبواب أوروبا، وقد تكون هذه الحرب أكبر وأكثر دموية مما شهدناه في الآونة الأخيرة".
وأضاف "إذا نظرنا إلى الخسائر البريطانية في الصراعات في العراق وأفغانستان، فسنجد أنها تعادل خسائر أسبوع تقريبًا في الحرب الأوكرانية.. إذا كنت تتساءل عما إذا كانت بريطانيا في حالة حرب، فأنت على صواب تمامًا."
وتابع "يجب أن نتذكر أن المملكة المتحدة وحلفاءها مجتمعين يتفوقون على روسيا بشكل كبير.. في حين أن أوكرانيا ألحقت أكثر من مليون إصابة بأكبر القوات المسلحة في العالم."
وكان روته قد دعا دول الناتو، إلى التحول إلى "عقلية الحرب"، وحذر من أن العديد من الدول "تتراخى بصمت".
ورغم أن روته لم يحدد الأعضاء الذين كان يقصدهم، لكن حكومة حزب العمال البريطانية أرجأت بلوغ معيار الناتو الجديد المتمثل في إنفاق 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع إلى وقت لاحق من هذا العقد كما قلصت المناورات العسكرية التي تشمل جميع فروع القوات المسلحة الثلاثة.
وقال المتحدث باسم حزب المحافظين لشؤون القوات المسلحة، مارك فرانسوا، "من حقنا تمامًا أن نشعر بالقلق إزاء التهديد الروسي، وهو تهديد حقيقي للغاية".
وأضاف "لكن لماذا إذن تطلق حكومة حزب العمال برنامجًا لترشيد الإنفاق أو ما يُعرف بتخفيضات الإنفاق بقيمة 2.6 مليار جنيه إسترليني في الميزانية التشغيلية لوزارة الدفاع في هذه السنة المالية وحدها؟"
وتابع" إذا كانت هذه الحكومة تؤمن حقًا باحتمالية نشوب حرب، فعليها أن تتوقف عن التبجح وأن تترجم أقوالها إلى أفعال."
وقبل أيام، تعرضت وزيرة الخزانة، راشيل ريفز، لضغوط بشأن ميزانية الدفاع عندما أقر قائد البحرية الملكية بأن المملكة المتحدة تواجه صعوبة في ردع روسيا في شمال المحيط الأطلسي.
وأشار اللورد الأول للبحرية، الجنرال السير جوين جينكينز، إلى النقص المزمن في الغواصات في حين أن روسيا "تستثمر مليارات" في أسطولها الشمالي.
في الوقت نفسه، صعدت روسيا أمس من لهجتها ضد بريطانيا في أعقاب مقتل المظلي جورج هولي (28 عامًا) في أوكرانيا وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه قُتل في حادث بعيدًا عن خط المواجهة، أثناء مراقبته لاختبارات قدرة دفاعية جديدة وحذرت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، من أن أي عسكري أجنبي في أوكرانيا سيُعتبر "هدفًا مشروعًا".