«المنطقة الخضراء» ببغداد في مرمى الصواريخ.. الهدف السفارة الأمريكية
استهدفت ثلاثة صواريخ، فجر الجمعة، السفارة الأمريكية الواقعة في المنطقة الخضراء في بغداد قبل أن تسقط في محيط هذا الحيّ المحصّن، الذي يضمّ سفارات أجنبية ومؤسسات حكومية عراقية، وفق مسؤول عسكري عراقي.
ونقلت "فرانس برس" عن مسؤول عسكري أمريكي أن "صافرات الإنذار انطلقت وسُمع ما يعتقد أنها أصوات ارتطام في محيط مجمّع السفارة الأمريكية وقاعدة (يونيون 3) المجاورة، التي تضمّ قوات من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش".
وقال المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته: "ننتظر معلومات رسمية حول طبيعة الهجوم".
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت أنظمة الدفاع الجوي للسفارة قد تم تفعيلها أو ما إذا كانت هناك أضرار.
ودعا متحدّث باسم السفارة الأمريكية في بغداد الجمعة الحكومة العراقية إلى "حماية" الطواقم والمنشآت الدبلوماسية ومنشآت التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، وذلك في بيان أكّد فيه تعرّض السفارة الأميركية لهجوم صاروخي لم يسفر عن ضحايا.
وقال المتحدّث في بيان: "ندعو حكومة العراق مجدداً، كما فعلنا في مناسبات سابقة، أن تفعل ما بوسعها لحماية الطواقم والمنشآت الدبلوماسية ومنشآت شركائنا في التحالف"، مضيفاً "نكرر أننا نحتفظ بحقنا في الدفاع عن النفس وحماية طواقمنا في أي مكان في العالم".
بدوره، وجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، القيادات الأمنية بملاحقة مطلقي المقذوفات باتجاه السفارة الأمريكية في بغداد وتقديمهم للعدالة.
وقال رئيس الوزراء العراقي: "سنواصل حماية البعثات الدبلوماسية وصيانة المعاهدات الدولية والالتزام بتأمينها".
ومنذ بداية الحرب في غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول تعرضت القوات الأمريكية في القواعد العسكرية في العراق وسوريا لأكثر من 70 هجوما، أعلنت جماعات مسلحة عراقية المسؤولية عنها، إلا أن البعثات الدبلوماسية لم تواجه مثل هذه الهجمات.
ولم تعلن أي جماعة بعد مسؤوليتها عن أي هجوم على السفارة الأمريكية اليوم الجمعة، والذي وقع حوالي الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي.
إلا أن ما تسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضمّ فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي تبنت معظم تلك الهجمات التي تقول إنها "تأتي رداً على الدعم الأمريكي لإسرائيل".
وأواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استهدفت ضربات أمريكية مرتين مسلحين في فصائل موالية لإيران في العراق أسفرت عن مقتل 9 أشخاص.
وتعتبر هذه المنطقة من الأكثر تحصينا في العاصمة العراقية، وتربض على الضفة الغربية لنهر دجلة في جانب الكرخ وتعرف أيضا بـ"المنطقة الدولية".
"المنطقة الخضراء" مصطلح تداوله الأمريكيون بعد احتلال العراق عام 2003، وتحول لاحقا إلى رمز لبغداد، وإشارة إلى تلك القلعة المحصنة التي تضم مقر بعثة الأمم المتحدة ومكاتبها إلى جانب سفارات دول كبرى أهمها الولاياتالمتحدة وبريطانيا.
وتمتد حدودها من حي القادسية وحي الكندي غربا، وجسر الجمهورية ومتنزه الزوراء شمالا، ويحتضنها نهر دجلة من الشرق والجنوب، إضافة إلى جزء كبير من منتزه وساحة الاحتفالات الكبرى.
لكن ورغم أن العراقيين لطالموا نظروا إلى تلك المنطقة على أنها "جنة منعزلة"، إلا أن تواتر الأحداث جردها، في أكثر من مرة، من هالتها، وجعلها بمرمى النيران والغضب.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIxNiA= جزيرة ام اند امز