خبير مصري يتحدث لـ"العين الإخبارية" عن سر القطع المفقودة من الهرم
"لا أعتقد أن قطع الخشب المفقودة من الهرم الأكبر، والتي عثر عليها بجامعة أبردين بإسكتلندا، ستكتب تاريخا جديدا للهرم"..
بهذه العبارة عبر بسام الشماع، كاتب علم المصريات الشهير، عن رفضه لما نشرته الجامعة الإسكتلندية، الأربعاء، عن أن التأريخ بالكربون المشع لقطعة مفقودة من الهرم الأكبر، عثر عليها بين مجموعات الجامعة، سيكتب تاريخا جديدا للهرم.
وقالت الجامعة، في بيان، إن التأريخ بالكربون المشع أظهر أن الخشب يمكن تأريخه في الفترة ما بين 3341-3094 قبل الميلاد، أي قبل 500 عام تقريبًا من السجلات التاريخية التي ترجع تاريخ الهرم الأكبر إلى عهد الفرعون خوفو في 2580-2560 قبل الميلاد.
واستبعد الشماع في تصريحات لـ "العين الإخبارية" أن يكون ذلك التاريخ صحيحا، وقال "التأريخ بالكربون المشع يكشف عمر الشجرة التي جاء منها الخشب، وليس عمر استخدام الخشب داخل الهرم".
ووضع الشماع 3 احتمالات لاستخدامات هذا الخشب، أولها اما أنه تذكار من عصور سابقة، وهذه عادة مصرية قديمة تقديرا للأجداد، وتبجيلا لهم وخلق رابط يربطهم بتاريخ من سبقهم، أو أنه كان " ميرخت "، وهي كلمة هيروغليفية تعني أداة، وكان يوجد عليها أرقام ومقاسات وتستخدم في عملية البناء أو في تحديد الاتجاهات، أو أن الخشب كان عليه رسومات تشير إلى آلهة، وبالتالي تكون له أغراض عقائدية.
ويرى أنه لحسم أي من هذه الاحتمالات، يمكن استخدام أشعة مقطعية عالية الدقة، لإظهار أي آثار لكتابات أو أرقام، ووقتها يمكن معرفة أن استخدامها كان لأغراض عقائدية أو كانت أداة قياس.
وكانت جامعة أبردين بإسكتلندا قد أعلنت عن العثور على هذه القطعة الأثرية المفقودة من الهرم الأكبر عن طريق الصدفة، وبواسطة باحثة مصرية تعمل بالجامعة.
وهذه القطعة هي واحدة من 3 قطع تم استردادها من داخل أحد أهم عجائب العالم القديم، حيث اكتشفها المهندس واينمان ديكسون في عام 1872 داخل الغرفة المسماة بـ"غرفة الملكة" بالهرم ، والقطعتان الأخريان هما - كرة وخطاف، وهما موجودان الآن في المتحف البريطاني ، وكانت الثالثة، وهي قطعة من الخشب، مفقودة لأكثر من 70 عامًا.
وفي عام 2001، تم تحديد سجل يشير إلى أن قطعة الخشب ربما تم التبرع بها لمجموعات متحف جامعة أبردين نتيجة لعلاقة بين ديكسون والطبيب جيمس جرانت، الذي درس الطب في الجامعة.
وسافر جرانت إلى مصر في منتصف ستينيات القرن التاسع عشر للمساعدة في تفشي وباء الكوليرا، و أصبح صديقًا لديكسون وساعده في استكشاف الهرم الأكبر، واكتشفوا الآثار معا.
وتم الإبلاغ عن هذا الاكتشاف على نطاق واسع في ذلك الوقت بصحيفة "الغرافيك" البريطانية التي كتبت عنه في ديسمبر 1872، وبعد وفاة غرانت في عام 1895، تم توريث مجموعاته للجامعة، في حين تبرعت ابنته بـ "قطعة الخشب التي يبلغ طولها 5 بوصات" في عام 1946، ومع ذلك، لم يتم تصنيفها مطلقًا، وعلى الرغم من البحث المكثف، تعذر العثور عليها.
وفي نهاية العام الماضي، كانت الأثرية عبير العداني تجري مراجعة للعناصر الموجودة في مجموعة آسيا بالجامعة، حيث لفت انتباه عبير، وهي في الأصل من مصر وأمضت 10 سنوات في العمل بالمتحف المصري في القاهرة، صندوق سيجار يحمل علم مصر السابق، بما يوحي أن ما بداخل العلبة لا ينتمي إلى المجموعة الآسيوية، وصدق ما توقعته.
وتقول في تقرير نشرته جامعة أبردين: "بمجرد أن نظرت إلى الأرقام الموجودة في سجلاتنا في مصر، عرفت على الفور ما هي، وأنه تم إخفاؤها فعليًا في المجموعة الخطأ، فأنا عالمة آثار وعملت في الحفريات في مصر، لكنني لم أتخيل أبدًا أنه سيكون هنا في شمال شرق اسكتلندا، حيث أجد شيئًا مهمًا جدًا لتراث بلدي".
وتضيف "قد تكون مجرد قطعة صغيرة من الخشب، وهي الآن مكونة من عدة قطع، لكنها مهمة للغاية نظرًا لأنها واحدة من 3 قطع فقط تم استردادها من داخل الهرم الأكبر".
وعن القطع الأخرى الموجودة في المتحف البريطاني، وهي الكره والخطاف، يقول الشماع أن الكرة هي قطع من حجر (الدلوريت) منحوتة على شكل دائري، وكانت تستخدم في أعمال البناء لتكسير الحجارة، ومن الوارد أن يكون أحد العمال المشاركين في بناء الهرم قد تركها.
أما (الخطاف)، فهناك نطريات تقول إنه كان من أدوات البناء، أو أنه أداة استخدمت في التحنيط، لفتح فجوتي الأنف واستخراج المخ من تلك المنطقة، وهذا هو نمط التحنيط الفاخر الذي كان يستخدم مع الملوك، أو أن له دلالة رمزية، حيث يستخدم داخل الهرم لفتح ممرات الهواء لروح الملك في الحياة الأخرى.
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA== جزيرة ام اند امز