مهمة جديدة لناسا وقطعة من القمر بمصر.. علاقة عمرها نصف قرن
أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" مؤخرا عن مهمة علمية تهدف لاكتشاف الغازات على القمر، ولكن هذه المهمة جذبت الانتباه إلى قطعة من القمر توجد في مصر، وتحديدا في المتحف الجيولوجي بكورنيش المعادي، بمدينة القاهرة.
ربما تبدو العلاقة بين الأمرين بعيدة، ولكن التمعن في التفاصيل يكشف أصل هذه العلاقة، والتي تعود إلى مهمة أبولو إلى القمر عام 1972.
وجمعت مهمات "أبولو" 2196 عينة صخرية من القمر في المجموع، غير أن وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) قامت في 11 مارس/آذار للتو بفتح إحدى هذه العينات، التي تم جمعها قبل نحو نصف قرن في مهمة أبولو 1972.
والمفارقة أن المتحف الجيولوجي المصري يحتفظ من بين مقتنياته بقطعة تم جلبها خلال المهمة ذاتها، من منطقة وادي بالقمر التي يطلق عليه "تاروس ليترو"، وأهدى هذه العينة للمتحف العالم المصري الدكتور فاروق الباز.
وبينما تم وضع العينة المهداه للمتحف المصري في فاترينة عرض بعد وضعها في كرة هلامية ثم عدسة مكبرة، فإن وكالة الفضاء الأمريكية حافظت على عينتين بأسلوب يضمن الحفاظ على حالتهما، حتى لا تعطيا نتائج غير دقيقة عند إجراء الدراسات عليهما.
وعلى مدار الـ50 عامًا الماضية، تم الحفاظ على العينتين في حاوية، محاط بها حاوية أخرى، وتم وضع الحاويات في كيسين مغلقين من مادة التفلون وتم تخزينهما في صندوق داخل قبو القمري في مركز جونسون للفضاء التابع للوكالة.
وقبل أيام تم فتح عبوة أحد العينتين، بهدف إجراء تجارب، الهدف منها استخراج الغازات الموجودة على الأرجح بكميات صغيرة جداً في التربة القمرية لتحليلها بفضل تقنيات القياس الطيفي التي أصبحت فائقة الدقة في السنوات الأخيرة.
وكشف تقرير نشرته الوكالة الأمريكية، أنه بعد جمع الغازات القمرية من حاويات التخزين باستخدام جهاز الاستخراج المتشعب، تم إرسال الغازات إلى مختبرات مختارة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا متخصصة في التحليلات عالية الدقة للأكسجين والنيتروجين والغازات النبيلة والمواد العضوية.
وتحدث براد جوليف، أستاذ علوم الأرض والكواكب في "سكوت رودولف" ومدير مركز ماكدونيل لعلوم الفضاء بأمريكا عن هذه المهمة قائلا: "قبل خمسين عامًا، عندما تم جمع هذه العينات، كان لدى علماء ناسا البصيرة لوضع إجراءات تنظيم من شأنها ضمان وصول الأجيال إلى العينات الأصلية عند توافر طرق وإجراءات تحليلية جديدة، وطرح أسئلة علمية جديدة".
وأضاف أن دراسة الغازات على سطح القمر من خلال عينات رحلة أبولو 1972، ستكشف العديد من المعلومات حول مصدر الغازات بالقمر، وأصل القمر منذ أربعة مليارات ونصف المليار سنة.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMDcg جزيرة ام اند امز