ثورة على التقاليد.. عندما غيّر الدوري الأمريكي شكل ركلات الجزاء
لا يتطلب الأمر مجهودا كبيرا لإدراك أن الجمهور الأمريكي يرى كرة القدم بشكل مختلف عما يراه باقي العالم.
وبعيدا عن أن الشعب الأمريكي له رياضة خاصة به تسمى كرة القدم الأمريكية، مختلفة تماما عن اللعبة الشعبية الأولى في العالم، والتي يطلق عليها سكان الولايات المتحدة "Soccer"، فإن الأخيرة أيضا كانت تُمارس بشكل مختلف في الولايات المتحدة حتى وقت قريب.
ضربات الجزاء الأمريكية
انطلق الدوري الأمريكي لكرة القدم بشكله القديم في ستينيات القرن الماضي، وكان نظامه مختلفا تماما عن باقي البطولات الكروية المعروفة، فمثلا يحصل الفريق الفائز على 6 نقاط، فيما تمنح 3 نقاط مقابل التعادل، ونقطة إضافية عن كل هدف، بحد أقصى 3 نقاط.
وكانت ركلات الجزاء تُنفذ بطريقة غير مألوفة، حيث تُلعب من على بعد 35 ياردة (32 مترا)، وليس من علامة الجزاء الموجودة داخل المنطقة، ويحصل اللاعب على 5 ثوان يقوم خلالها بالجري بالكرة والتسديد.
هذه الطريقة في تنفيذ ركلات الجزاء تعتمد على مهارات اللاعب الذي ينفذها، حيث يتمكن اللاعب المهاري من مراوغة حراس المرمى بدلا من الاكتفاء بالتسديد كما هو الحال مع الركلات التقليدية.
جدير بالذكر أنه في حالة قام الحارس بعرقلة اللاعب المنفذ لركلة جزاء، فإنه يتم إلغاء تلك الطريقة ولعب ركلة جزاء عادية.
وفي عام 1996 انطلقت بطولة الدوري الأمريكي بشكلها الحالي "MLS"، فيما أصبحت البطولة القديمة (دوري أمريكا الشمالية) بمثابة الدرجة الثانية حاليا، وتم استخدام نفس نظام ركلات الجزاء في المسابقة الجديدة.
ولم يكن مسموحا في الدوري الأمريكي بأن تنتهي أي مباراة بالتعادل، مما يعني لعب ركلات ترجيحية لتحديد الفائز دون لعب وقت إضافي، على أن يحصد الفائز بركلات الترجيح نقطة وحيدة، واستمر هذا النظام الغريب لركلات الجزاء حتى عام 2000.
لماذا كل هذا التعقيد؟
القائمون على الدوري الأمريكي استوحوا هذا النظام لتسديد ركلات الجزاء من مباريات هوكي الجليد، والسبب الرئيسي كان جعل اللعبة أكثر جذبا للمشاهد الأمريكي، الذي لم يكن معتادا على مشاهدة كرة القدم كما نعرفها.
وفي سبعينيات القرن الماضي حاولت الأندية الأمريكية استقطاب عدد من النجوم الكبار، أبرزهم البرازيلي بيليه والألماني فرانز بيكنباور والهولندي يوهان كرويف، لكن يبدو أن عدم شهرة اللعبة في الولايات المتحدة لم يجعل هؤلاء النجوم كافين لجذب المشاهد العادي، الذي لم يكن يعرف عنهم الكثير، لهذا جاء دور القواعد الغريبة لإضافة قليل من الإثارة.
ورغم أن هذا النظام كان بمثابة ثورة على تقاليد كرة القدم، فإنه كان محل إشادة عدد من اللاعبين والمدربين، وعلى رأسهم كرويف، وبروس أرينا، حارس المرمى الأمريكي السابق، الذي سبق له تدريب عدة أندية أمريكية بجانب المنتخب الوطني.