سيناريو تخيلي.. ماذا لو أفلت محمد صلاح من إصابة راموس؟
دائما ما تكون الأحداث في كرة القدم مبنية على غيرها، حتى إن تغير حدث واحد قد يؤثر على الكثير من الأحداث التي تعقبه.
"العين الرياضية" تستعرض سلسلة من السيناريوهات التخيلية حول الأمور التي كان من الممكن أن تتغير في حالة عدم حدوث أمر ما وقع بالفعل، أو العكس.
ولعل واحدة من أبرز الأحداث التي شهدتها كرة القدم في السنوات الأخيرة، تلك التي حدثت في تمام الساعة السابعة والربع مساء بتوقيت جرينتش، يوم 26 مايو/آيار 2018، وتحديدا على ملعب إن إس كي أولمبيسكي، في العاصمة الأوكرانية كييف.
العاصمة الأوكرانية استقبلت نهائي النسخة الـ63 من دوري أبطال أوروبا، حيث يكان يجمع بين فريقي ليفربول الإنجليزي، الذي تأهل للنهائي لأول مرة بعد غياب 11 عاما، وريال مدريد الإسباني الذي كان يخوض النهائي للموسم الثالث على التوالي.
وفي الدقيقة 26 من عمر المباراة، تعرض المصري محمد صلاح، نجم ليفربول، لإصابة قوية في الكتف، بعد تدخل قوي من قبل سيرجيو راموس، قائد ريال مدريد، وعلى الرغم من محاولته إكمال المباراة، إلا أنه فشل في ذلك ليغادر الملعب باكيا.
تلك اللقطة ترتبت عليها الكثير من الأحداث، منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا، فماذا لو أفلت محمد صلاح من تلك الإصابة التي تعرض لها على أيدي سيرجيو راموس؟
ليفربول يخطف إنجاز ريال مدريد
قبل أن يخرج محمد صلاح من الملعب، كان ليفربول هو المتسيد لمجريات المباراة، وكان قريبا من مرمى الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، وهو الأمر الذي تغير بالكلية بعد خروج النجم المصري.
صلاح خرج عقب نصف ساعة، ليحل بدلا منه آدم لالانا الذي زاد من عددية ليفربول في وسط الملعب، ولكنه غير الرسم التكتيكي الذي كان يعتمد على الثلاثي الأخطر في أوروبا في عام 2018، والمكون من السنغالي ساديو ماني والبرازيلي روبرتو فيرمينو، بالإضافة إلى النجم المصري.
وبعد خروج صلاح، سيطر ريال مدريد على المباراة بشكل كامل، ونجح في إيقاف خطورة ليفربول بالكلية، حتى استغل خطأ حارسه لوريس كاريوس ليسجل هدفه الأول، ورغم تعادل "الريدز" عاد الفريق الملكي لينهي المباراة بنتيجة 3-1.
العديد من المحللين اعتبر أن خروج صلاح من الملعب كان بمثابة نقطة التحول التي قضت على آمال ليفربول في المباراة، بعدما كان المرشح الأبرز للفوز بالبطولة الأوروبية بعد النصف ساعة الأولى.
ولا شك أن عدم إصابة صلاح كان سيمنح ليفربول أفضلية الفوز بالمباراة، ومن ثم اللقب بعد غياب استمر 13 عاما، لكن ريال مدريد بفوزه حقق إنجازا فريدا، بالفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الـ13 في تاريخه، والثالثة على التوالي.
ليفربول عاد ليفوز بالبطولة في العام التالي، 2019، ما يعني أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز باللقب مرتين متتاليتين، ليعادل إنجاز ريال مدريد حال خسارته في 2018 لصالح "الريدز".
صلاح في المونديال
الإصابة التي تعرض لها محمد صلاح في مباراة ريال مدريد، أثرت عليه بشكل كبير في بطولة كأس العالم 2018، والتي أقيمت بعد نحو 3 أسابيع من تلك المباراة، حيث شاهد المباراة الأولى لـ"الفراعنة" أمام أوروجواي من على مقاعد البدلاء.
ورغم غياب صلاح، إلا أن المنتخب المصري أدى مباراة قوية على الجانب الدفاعي، لم ينقصه سوى أداء الهجمات المرتدة على الوجه الأمثل، وهو الأمر الذي يمتاز به صلاح، قبل أن ينجح "السيليستي" في خطف هدف الانتصار في الدقائق الأخيرة.
صلاح عاد للمشاركة في مباراتي روسيا والسعودية، بالجولتين الثانية والثالثة، ولكن ظهر عليه التأثر بالإصابة التي تعرض لها على مستوى الكتف، ولكن، ورغم الهزيمة 1-3 و1-2، كان "مو" اللاعب الأبرز في المنتخب، وسجل هدفيه في البطولة.
ولا شك أن مشاركة صلاح بصورة طبيعية دون التعرض للإصابة، كان سيمكنه من الإسهام مع المنتخب بشكل أفضل في مباراة أوروجواي عبر الهجمات المرتدة، وفي مباراتي روسيا والسعودية، ما كان يمكن معه تحسين النتيجة، ولم لا التأهل إلى الدور ثمن النهائي لأول مرة في تاريخ "الفراعنة".
حلم الكرة الذهبية
في نفس العام، حقق محمد صلاح أفضل إنجازاته، بالحصول على المركز الثالث في قائمة أفضل لاعبي العالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد الكرواتي لوكا مودريتش، لاعب ريال مدريد الإسباني، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، المنتقل من ريال مدريد إلى يوفنتوس الإيطالي.
مودريتش حصل على الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، بعدما قاد ريال مدريد للحصول على دوري أبطال أوروبا، وتأهل مع منتخب كرواتيا إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، قبل الهزيمة أمام فرنسا.
ولا شك أن هذا التصنيف كان سيتغير كثيرا في حالة فوز ليفربول ببطولة دوري أبطال أوروبا، وتأهل المنتخب المصري إلى ثمن نهائي كأس العالم 2018 لأول مرة في تاريخه، وارتفاع حصيلة صلاح التهديفية في البطولة.
تلك التغيرات كانت ستمنح نجم ليفربول فرصة الحصول على الكرة الذهبية وجائزة أفضل لاعب في العالم، لا سيما وأن مودريتش سيفقد ميزة الفوز بدوري أبطال أوروبا، كما سيفقدها رونالدو الذي خرج مع منتخب البرتغال من ثمن النهائي.
ريال مدريد وليفربول بلا عداء
وعقب المباراة، سادت حالة واضحة من العداء بين ناديي ليفربول وريال مدريد، سواء على المستوى الجماهيري، أو حتى الرسمي من خلال تصريحات لاعبي كل فريق ضد الآخر.
وتعرض راموس لسلسلة من الانتقادات، سواء من صلاح نفسه الذي سخر من تصريحات اللاعب الإسباني التي أكد فيها أن النجم المصري سيكون بخير، أو المدرب الألماني يورجن كلوب الذي وصف تدخلات راموس بالوحشية والقاسية، وكذلك المدافعان الكرواتي ديان لوفرين والهولندي فيرجيل فان دايك.
راموس رد على سلسلة التصريحات التي صدرت ضده من عناصر ليفربول بالسخرية، قائلا إنه لو أصيب روبرتو فيرمينو بنزلة برد فسيتهموه بالتسبب فيها، في إشارة إلى عدم اكتراثه بالهجوم الذي يتعرض له.
حرب التصريحات اتجهت أيضا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تبارى جمهور الفريقين في اختيار أفضل مدافع في العالم، إذ اعتبرت جماهير ريال مدريد أن راموس هو الأفضل، فيما سخرت جماهير ليفربول من الأمر بالإشارة إلى أن الأفضلية في صالح فان دايك.
ولا شك أن عدم حدوث إصابة صلاح من البداية كان سيخفف من حدة التوتر بين الفريقين، لا سيما في ظل المواجهة التي تجمع بينهما في الدور ربع النهائي من النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا.
ليفربول يفقد موهبته
الأمر الحسن الوحيد الذي اكتسبه ليفربول من تلك الواقعة، كان النجاح في التعاقد مع هارفي إليوت من فريق فولهام الإنجليزي في عام 2019.
إليوت، الذي يعتبر من أبرز مواهب ليفربول، أكد في تصريحات سابقة أنه رفض الانتقال إلى ريال مدريد قبل الوصول إلى ملعب "أنفيلد"، بسبب ما فعله راموس مع محمد صلاح.
وأشار اللاعب الإنجليزي إلى أن النادي الإسباني عرض عليه خوض جولة في ملعب سانتياجو برنابيو، قبل الانتقال إلى الفريق، وحفزوه بالحصول على فرصة مقابلة راموس، من أجل الاقتناع بالانتقال إلى النادي الملكي.
وعلى عكس المُتوقع، كانت تلك النقطة التي رفض عندها إليوت الانتقال إلى ريال مدريد، حيث أكد أنه لا يحب راموس بعد ما فعله مع محمد صلاح، لينتقل فيما بعد إلى ليفربول.
وبعد عامين في ملعب أنفيلد، انتقل إليوت إلى بلاكبرن الإنجليزي على سبيل الإعارة في الصيف الماضي، لمدة موسم، على أن يعود مع بداية الموسم المقبل.
aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA== جزيرة ام اند امز