«النموذج الدنماركي».. سلاح أوكرانيا الأسرع والأرخص

لجأ حلفاء أوكرانيا إلى طريقة جديدة لدعم كييف عسكريًا، بشكل أسرع وبتكلفة أقل.
وتمكنت أوكرانيا من تعزيز إنتاجها لنظام مدفعية محلي الصنع، من خلال طريقة جديدة يتبعها الحلفاء في الغرب لتسليح كييف.
وكشف موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي نقلا عن هيئات صناعية تمثل شركات دفاعية أوكرانية، أن أوكرانيا عززت بشكل كبير إنتاجها من مدافع الهاوتزر "بوهدانا2 إس 22" عيار 155 ملم البالغة الأهمية في الحرب، بفضل نظام جديد للحصول على تمويل الحلفاء.
وعلى مدار أكثر من 3 سنوات من الحرب، أرسل الشركاء الغربيون أسلحتهم إلى كييف، مما أدى إلى استنزاف المخزونات لذا فإن نموذج التمويل الجديد يتضمن قيام الحلفاء بشراء أسلحة للقوات الأوكرانية مباشرة من الشركات المصنعة المحلية.
وساعد النظام الجديد، الذي ابتكرته الدنمارك، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والملقب بـ"النموذج الدنماركي"، كييف على الحصول على المزيد من الأسلحة حيث كان له تأثير كبير على إنتاج نظام "بوهدانا"، وفقًا لما ذكره سيرهي غونتشاروف، الرئيس التنفيذي للجمعية الوطنية للصناعات الدفاعية الأوكرانية التي تمثل حوالي 100 شركة أوكرانية.
وكشفت وكالة المشتريات الدفاعية الأوكرانية، أن الإنتاج ارتفع من 6 وحدات شهريًا في 2023 إلى أكثر من 20 نظامًا في 2025.
ونظام "بوهدانا" هو مدفع "هاوتزر" ذاتي الحركة، مطابق لمعايير حلف شمال الأطلسي، يُنتجه مصنع كراماتورسك الأوكراني لتصنيع الأدوات الآلية الثقيلة، وقد وصفه غونتشاروف بأنه "رمز للمقاومة ورمز للصناعة الأوكرانية".
ويُعد تمويل الأسلحة المُصنّعة في أوكرانيا أمرًا بالغ الأهمية في ظل التحديات الراهنة؛ فالمخزونات العسكرية الأوروبية لا تملك ما يكفي لأوكرانيا، والعديد من شركات الدفاع الغربية تعاني بالفعل من تراكمات كبيرة في الإنتاج.
لذا، فإن تمويل أسلحة غربية جديدة لا يُفيد أوكرانيا على المدى القصير، حيث تعاني كييف من نقص في الأسلحة الأجنبية من شركائها؛ نظرًا للطلب الهائل على المواد الحربية خلال الحرب.
ويُعد النظام الجديد مفيدًا -أيضًا- للناتو حيث ترغب العديد من دول الحلف في الحفاظ على ترساناتها الخاصة وزيادتها لمواجهة أي تهديد روسي محتمل في المستقبل.
وقال غونتشاروف إن النموذج الدنماركي ساعد الصناعة الأوكرانية على توسيع نطاق إنتاجها من خلال توفير التمويل اللازم لها.
وأضاف أن الدعم المالي يمنح المنتجين "ثقة أكبر" لزيادة إنتاجهم، كما ساعد النموذج الجديد في تمويل المزيد من المسيرات بالإضافة إلى أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات والسفن.
وتقدم مجموعة من الدول، مثل السويد وأيسلندا، تمويلًا لأوكرانيا من خلال هذا النموذج. وفي عام 2024، استكمل النموذج عمليات شراء أسلحة بقيمة تزيد عن 550 مليون دولار.
وتوقع وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف الشهر الماضي، أن يصل الدعم من خلال هذا النموذج إلى أكثر من 1.7 مليار دولار هذا العام، مع انضمام المزيد من الحلفاء في حين تطلق بعض الدول، مثل ألمانيا، برامج مستقلة مستوحاة من هذا النموذج.
وقال غونتشاروف، إن مجموعته لديها قائمة أسلحة جاهزة لزيادة إنتاجها من خلال النموذج الدنماركي أو نموذج مشابه، بما في ذلك المدفعية والمركبات المدرعة وأنظمة التشويش والمسيرات.
إيهور فيديركو، الرئيس التنفيذي للمجلس الأوكراني للصناعات الدفاعية يضيف أن زيادة إنتاج بوهدانا "أصبحت ممكنة بفضل النموذج الدنماركي والتمويل المرتبط به"، مشيرًا إلى أن هناك إمكانية لزيادة إجمالي الإنتاج ووصف النموذج الدنماركي بأنه "أكبر أمل للقطاع الخاص" في أوكرانيا.
ولعبت الشركات الخاصة دورًا أساسيًا في حرب أوكرانيا وشهد قطاع الدفاع المحلي طفرةً هائلة، حيثُ طوّر واختبر أسلحةً جديدةً يشتريها الجيش الأوكراني.
وكشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن 30% من المعدات العسكرية التي استخدمتها أوكرانيا في عام 2024 صُنعت محليًا.
وقال فيديركو إن هناك حوالي 700 جهة فاعلة في سوق صناعة الدفاع الأوكرانية، 76 منها فقط مملوكة للدولة وأشار إلى أن "قدرة المُصنِّعين الأوكرانيين أعلى ب3 مراتٍ على الأقل من قدرتنا الشرائية".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز