خبير: التحذير الإماراتي أخرس أصوات اليمين الإسرائيلي
محمد السيد، الخبير في الشؤون الإسرائيلية،متحدثا لـ"العين الإخبارية" عن تأثيرات رسالة السفير يوسف العتيبة على الساحة السياسية
توقع خبير في الشؤون السياسية الإسرائيلية أن يسهم التحذير الإماراتي الشديد من مغبة ضم أراض فلسطينية في "خلق نوع من التراجع" لدى صناع القرار بالحكومة الإسرائيلية عن الخطوة.
وقال الخبير محمد السيد، إن تحذير سفير الإمارات في الولايات المتحدة يوسف العتيبة لإسرائيل كان له "وقع كبير على الساحة السياسية الإسرائيلية"، كما "أخرس أصوات اليمين".
وفي حديث لـ"العين الإخبارية" نوه السيد بأن الإعلام الإسرائيلي أفرد مساحات واسعة لرسالة سفير الإمارات بواشنطن الواضحة بأن على إسرائيل الاختيار ما بين الضم والسلام مع الدول العربية.
وذهب إلى أن الكثير من المحللين الإسرائيليين اعتبروا الرسالة الإماراتية بمثابة "إحياء لمبادرة السلام العربية".
فالرسالة جاءت لتذكر إسرائيل بأنه في حال إقدامها على الضم من جانب واحد لأراض محتلة بالضفة الغربية فإنها ستفقد احتمالات صنع السلام والتطبيع مع العالم العربي، وفق الخبير.
وأشار السيد إلى أن قدوم هذه الرسالة من الإمارات، بما لها ثقل سياسي وافتصادي كبير للغاية على مستوى العالم، كان له تأثير واسع جدا على المستويات السياسية المختلفة في إسرائيل.
والتفاعل الواسع مع الرسالة في إسرائيل اعتبره السيد بمثابة الأمر المختلف، حيث "عادة لا تأبه إسرائيل للمواقف العربية وتنظر إليها على أنها مجرد بيانات صحفية لا أكثر".
لكن هذه المرة تفاعلت كل الأوساط في إسرائيل مع الرسالة التي أسكتت الأصوات اليمينية وأنعشت الأصوات المحبة للسلام في إسرائيل، حسب السيد.
ونوه في هذا الصدد بأن إسرائيل تدرك جيدا أن للإمارات "صوت مسموع في دوائر صنع القرار في البيت الأبيض وعلى مستوى العالم أجمع".
وتابع: "أن تصدر مثل هذه التصريحات عن سفير ووزير إماراتي هو أمر بمنتهى الجدية وباعتقادي أنها ستؤخذ بعين الاعتبار وسنرى تفاعلاتها ونتائجها في الأيام والأسابيع القادمة".
وفي مقاله، كان السفير العتيبة قد حذر من الضمّ "سيقوض بالتأكيد وعلى الفور التطلعات الإسرائيلية لتحسين العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية مع العالم العربي"، معتبرا أن "استمرار الحديث عن التطبيع سيكون مجرد أمل مغلوط".
وأشار السيد إلى أن "الرسالة كانت بمثابة رد حاسم على بعض الأصوات اليمينية التي ظهرت في إسرائيل والتي زعمت وجود تراجع عربي في دعم القضية الفلسطينية".
ولكن المقالة أبرزت رسالة قوية بأننا كنا وما زلنا وسنبقى مع فلسطين ومع الحق المشروع للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
كما رأى السيد أن موقف الإمارات بمثابة رسالة "دعم لمحبي السلام في إسرائيل والمعارضين للضم والاستيطان".
وتوقع أن تعجل الرسالة بحسم مواقف المترددين في رفض الضم مثل حزب "أزرق أبيض"، و"العمل" وغيرها من الأحزاب الوسطية واليسارية في إسرائيل.