خبراء محمد بن زايد شباب يافعون أصحاب ذاكرة جيدة ويجيدون صناعة الابتكار، لا سيما في الدوائر العلمية والصناعية
لا تكف القيادة الإماراتية ممثلة في نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد عن إدهاش العالم صباح مساء كل يوم بأفكار وابتكارات عقلية وفكرية تجعل البعض يتساءل ومن جديد كيف لهؤلاء القوم تلك الملكات الفريدة.
خبراء محمد بن زايد الذين هم حلم الإمارات اليوم والماضي للتحقق غدا، هم الشباب والشابات الإماراتيون الذين لديهم قدرة على الاستبصار بالإشكاليات التي تتقاطع مع حياة المواطن ورفاهيته، وهم من يعملون بنشاط وكد لتجنيب الأمة الوقوع في فخاخ الدروب.
آخر ما جادت به قريحة الشيخ محمد بن زايد برنامج "خبراء الإمارات"، الذي أطلقه في صرح زايد المؤسس، ويهدف إلى إعداد قاعدة متنوعة من الكوادر الوطنية الاستشارية التي تسهم في دفع عجلة التنمية في مختلف القطاعات بالدولة.
أين السر في التفكير هنا؟
من الواضح للعيان أن الشيخ محمد بن زايد يؤمن إيمانا عميقا بأن الحضارة لا تقوم بالاستعارة، وأن فكرة استقطاب أو استجلاب الخبراء من الخارج ربما تصلح في بعض الأوقات الأولى للانطلاق، لكنها تعجز لاحقا عن بلورة رؤية ونهضة اقتصادية وإنسانية شاملة، فالولاءات لا تشترى بالأموال، بل تنطلق من نوازع وطنية، ومن جذور التربة الإنسانية، وهي خبرة عرفتها الدول التي عرفت بالنمور الآسيوية، لا سيما سنغافورة وخبرة "لي كوان يو" هنا يتحدث بها الركبان.
حين يخاطب الشيخ محمد بن زايد شباب الإمارات داعيا إياهم لتوسيع مدى الحلم حتى يلامس النجوم، فإن الرجل لا يتوقف عند الطرح المخملي وكفى، بل يلازم الأمل عنده العمل، ويتجرأ على ما لم يتجرأ عليه الكثيرون من حوله عربيا وإقليميا.
يحلم محمد بن زايد بأن يسهم البرنامج في إرساء قاعدة ثرية من الخبرات والكوادر الوطنية الاستشارية من خلال تطوير مهاراتهم وأدواتهم المهنية والشخصية لمواكبة متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية لمسيرة التطوير والتنمية المستمرة التي تشهدها الدولة.
لا يراهن محمد بن زايد على فكرة الاعتماد على شركات العلاقات العامة في الدول الكبرى كما تفعل بعض دول الجوار، بل من خلال قناعة راسخة بأن الاستثمار في البشر هو الأنفع والأرفع في الآماد الزمنية المتباينة قريبها وبعيدها، وعليه فإن الحصان الأسود لديه هو كوادر شباب بلاده المتخصصون، لإنجاز الأهداف التنموية الطموحة.
تجربة الإمارات الثرية توضح لنا أن الإماراتيين قد نجحوا بامتياز في اختبارات الانثقاف الإنسانوية، بمعنى قبول شراكات حضارية مع الآخر في الداخل، والامتزاج الخلاق مع شعوب العالم في الخارج، والاستفادة من ثم من تجارب الأمم كافة، شرقا وغربا، ثم العودة لإثراء التراب الوطني بالخبرات التراكمية كما تفعل الشعوب الناهضة من ركام التخلف والانسداد التاريخي.
في كل لحظات الإمارات التاريخية يجد المرء في معين زايد الخير القدوة والمثال، وحين نتحدث عن الحضارة التي تقوم على أكتاف أبناء الدولة، لا التي تستعار من خارجها، نجد المثال الذي قصه الشيخ محمد بن زايد على الشباب الإماراتي، فقد كانت وقفته على مقربة من كاسر الأمواج الذي عندما فكر الشيخ زايد في بنائه على شواطئ أبوظبي استعان بأهل المنطقة بدلا من الشركات التي قدمت عروضا مبالغا فيها لبنائه فكان الحل في الاعتماد على أبناء الدار لتنفيذه بالصورة التي يراها العالم اليوم.
معين زايد الحضاري في الماضي هو الخميرة العقلانية التي دفعت علماء الإمارات الشباب لتصنيع أول قمر صناعي بأيادٍ إماراتية، وهذه لو يعلم العالمون خطوة ونقلة غير مسبوقة في تاريخ الإمارات تمهد للحلم الأكبر، أي بناء مدينة على سطح المريخ لتضحى آهلة بالبشر خلال عقود.
خبراء محمد بن زايد الذين هم حلم الإمارات اليوم والماضي للتحقق غدا، هم الشباب والشابات الإماراتيون الذين لديهم قدرة على الاستبصار بالإشكاليات التي تتقاطع مع حياة المواطن ورفاهيته، وهم من يعملون بنشاط وكد لتجنيب الأمة الوقوع في فخاخ الدروب لا سيما في زمن العولمة سريعة التغير.
خبراء محمد بن زايد شباب يافعون أصحاب ذاكرة جيدة ويجيدون صناعة الابتكار، لا سيما في الدوائر العلمية والصناعية، ويهتمون بجذور المشكلات ويبدعون حلولا لها، بعيدا عن الرؤى السطحية أو التفسيرات العاطفية.
خبراء محمد بن زايد حراس المستقبل، الذين يقضون وقتا طويلا في معاملهم ومصانعهم ومكاتبهم من أجل التحليل المثمر، وتقييم إمكانياتهم، والتجرؤ على الأمل، ويبدع كل منهم في إطار المعرفة الذي تعلمه واكتسب الخبرة فيه.
قبل نحو خمسة عقود تكلم زايد الخير عن أثمن ما يمتلكه الوطن، مشيرا إلى العنصر البشري، وفرحه بأبنائه كان دائما، واليوم يمضي محمد بن زايد في الدرب نفسه حاملا مشعلا من مشاعل التنوير للأجيال القادمة من أجل مواصلة الحياة على أرض الإمارات الأبية، فجيل يمضي وجيل يأتي والإمارات باقية شامخة.
محبة الشيخ محمد بن زايد لمصر لا يزايد عليها أحد، وبالقدر ذاته محبته في قلوب المصريين، لا سيما أن الرجل في إطلاقه برنامج خبراء الإمارات يتذكر عبارة يقول إنه تعلمها خلال دراسته في مصر وهي الفرق بين العالم والمثقف، حيث إن المثقف يعرف من كل شيء شيئا، أما العالم فيعرف عن الشيء كل شيء.
هذه هي نوعية الخبراء النادرين الذين ينشدهم محمد بن زايد لبلاده، والكوادر التي يحلم بأن تقود البلاد في قادم الأيام، البلاد التي أضحت نموذجا في المنطقة، وعليه بات من الجدير بشبابها وخبرائها في الوقت ذاته أن يكونوا قدوة للقريب والبعيد للأصدقاء والحلفاء على حد سواء.
مثيرة حقا هي أحلام الإمارات والإماراتيين، ففي حين تزداد النزعة الفردية والميل للعزلة وتحطيم الجسور بين الأمم وبناء الحواجز العنصرية العالية، تسعى الإمارات سعيا حثيثا لتوحد العالم من حولها ويعلو صوتها بحديث التنوع المحمود، وتفتح أبواب الحوار واسعة على مصراعيها لكل الأمم والشعوب والقبائل، ولهذا كما أشار محمد بن زايد فإن قيمة الإمارات أضحت المكافئ الموضوعي لمعنى المصداقية، وكلما تتقادم السنون يزداد الثقل الاستراتيجي لهذا البناء الإنساني الكبير.
خبراء محمد بن زايد ليسوا بحلم، إنهم الحقيقة الواضحة للعيان في الحال والاستقبال، وهم مفتاح الإمارات في القرن الحادي والعشرين وما يليه.. من جديد الإنسان هو القضية.. الإنسان هو الحل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة