لمواجهة تحديات العالم.. محمد بن زايد يشارك في 6 قمم دولية بـ5 شهور
قمم متواصلة ونشاط مكثف للشيخ محمد بن زايد آل نهيان يعكسان المكانة الكبيرة لدولة الإمارات وأهميتها بين دول العالم.
محطات رئاسية لم تنقطع رسم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الملامح والأهداف العامة للمشاركة في قمة العشرين التي انطلقت اليوم الثلاثاء في مدينة بالي الإندونيسية.
وتعد قمة العشرين، القمة الدولية السادسة التي يشارك فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خلال 5 شهور، حيث تستمر يومين بمشاركة قادة دول تمثل اقتصاداتها 80% من الناتج الاقتصادي العالمي.
عدد كبير من القمم خلال فترة قصيرة يبرز المكانة الكبيرة للإمارات وقيادتها وثقلها وأهميتها في المجتمع الدولي، وحرصها على دعم الأمن والاستقرار في العالم.
تركزت تلك القمم إجمالا على سبل مواجهة التحديات العالمية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والبيئية والإنسانية، وعلى رأسها أمن الطاقة وأزمة تغير المناخ والأزمة الأوكرانية وبحث جهود تعزيز التنمية المستدامة.
وتأتي مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قمة العشرين بعد نحو أسبوع من مشاركته في افتتاح أعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP27" في مدينة شرم الشيخ المصرية، وألقى فيها كلمة مهمة رسم خلالها خارطة طريق شاملة لمواجهة التغيرات المناخية، التي تعد أكبر تحد للبشرية حاليا.
المشاركة في قمة المناخ، جاءت بعد عدة شهور من مشاركته في "لقاء العلمين" التشاوري الأخوي الذي عقد بمشاركة قادة 4 دول عربية وتم خلاله التأكيد على دعم أي جهد ومسعى يهدف إلى ترسيخ أسس السلام والاستقرار والتعاون المشترك على مختلف الأصعدة التنموية والاقتصادية.
وقبيل لقاء العلمين، شارك رئيس الإمارات في قمة عربية أمريكية في جدة 16 يوليو/تموز الماضي، جمعت الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة 9 دول عربية من بينها دول الخليج الست، وذلك بعد يومين من مشاركته في قمة عقدت -عن بعد- لقادة مجموعة "I2U2" التي تضم دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية والهند وإسرائيل.
وقبيل تلك القمم الخمس، شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في "منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ" الذي دعا إليه جو بايدن 18 يونيو/حزيران الماضي وأقيم عن بعد.
قمة العشرين
يشارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في أعمال القمة السابعة عشرة لرؤساء دول مجموعة العشرين وحكوماتها (G20) التي انطلقت في جزيرة بالي في جمهورية إندونيسيا الثلاثاء.
وحدد رئيس دولة الإمارات، في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر، أهداف تلك المشاركة قائلا إنه سيقوم بـ"طرح رؤية دولة الإمارات في مواجهة التحديات التي يشهدها العالم ومنهجها في تعزيز التنمية المستدامة بما يخدم البشرية ومستقبل أجيالنا".
وتشارك الإمارات كدولة ضيف في القمة - التي يترأسها جوكو ويدودو رئيس إندونيسيا – وتقام تحت شعار: "التعافي معاً.. التعافي بشكل أقوى"، من خلال وفد رفيع المستوى.
وسيبحث هذا التجمّع عالي المستوى، الذي يضم أهم القوى الاقتصادية في العالم، تعزيز التعاون على المستوى الدولي في احتواء ومواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، إنّ مشاركة دولة الإمارات في قمة مجموعة العشرين تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للدولة، نظراً للتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، واقتصادات الدول النامية بشكل خاص.
ولفت كذلك إلى دور دولة الإمارات الفاعل في تعزيز الاقتصاد العالمي باعتبارها موردًا موثوقًا ومسؤولًا ومزوّداً رئيسياً للطاقة، وفي ضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية، فضلاً عن أجندتها الطموحة في الابتكار والاستثمار في مجال الطاقة النظيفة.
وأضاف: "مشاركة دولة الإمارات في أعمال قمة مجموعة العشرين كدولة ضيف تأتي في إطار التزامها بالعمل مع شركائها الدوليين لتحفيز النمو الاقتصادي، وتحقيق التنمية العادلة في جميع أنحاء العالم".
وأشار إلى أنّ دولة الإمارات حريصة على العمل المشترك البنّاء إقليمياً ودولياً، وتقديم كل الدعم لجهود الاستقرار والتنمية. وأنها ستضاعف من التزاماتها بالعمل العالمي الفعال لتحقيق هذه الغايات.
وأضاف: "يبقى تعزيز النتائج الاقتصادية في القطاعات الرئيسية وضمان أن تعيش جميع المجتمعات بكرامة من أهم أولويات دولة الإمارات خلال مشاركتها في أعمال مجموعة العشرين لهذا العام، وهذا الاهتمام ما هو إلاّ امتداد للسياسة الخارجية الإماراتية التي تسعى دائماً لدعم شركائنا في جميع أنحاء العالم، وأن تكون صوت الدول الأخرى غير الممثلة في مثل هذه الاجتماعات".
وأشار إلى أن دولة الإمارات ستؤكد في هذا المحفل العالمي على أنّ الحوار والدبلوماسية هما الخيار الأنجح لتعزيز التضامن والثقة الدوليين، ومعالجة الأزمات، والبناء على المصالح المشتركة.
وتتناول قمة G20 التي تقام على مدار يومي 15 و16 الزراعة، ومكافحة الفساد، والاقتصاد الرقمي، والطاقة المستدامة، والاستثمار، والتوظيف، والصحة، والبيئة، والتنمية، وكذلك التجارة، وأنظمة الدفع الرقمية، والتمويل المستدام، والشمول المالي، والضرائب الدولية.
وتشكل مجموعة العشرين 80% من الناتج الاقتصادي العالمي وثلثي سكان العالم و75% من التجارة العالمية.
وتضم قائمة مجموعة" G20": الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا ، الصين، فرنسا ، الهند ، المملكة المتحدة، إيطاليا، اليابان، ألمانيا، كندا، المكسيك، جنوب إفريقيا، المملكة العربية السعودية، الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، إندونيسيا، ، كوريا الجنوبية، وتركيا، إضافة إلى دعوة عدد من الدول كضيوف شرف في صدارتهم دولة الإمارات، ومجموعة من المنظمات الدولية منها منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، صندوق النقد الدولي، البنك الدولي ، منظمة العمل الدولية ،منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ، منظمة الصحة العالمية ، ومنظمة التجارة العالمية.
قمة المناخ.. 7 نوفمبر
وقبيل أيام من مشاركته في قمة العشرين، شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في افتتاح أعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP27" في مدينة شرم الشيخ المصرية الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وألقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كلمة هامة بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وعدد من قادة الدول ورؤسائها وحكوماتها من مختلف أنحاء العالم.
ووضع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عبر كلمته خارطة طريق للعالم لمواجهة التغيرات المناخية، تستند إلى محاور عدة أهمها ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهة هذا التحدي، مؤكدا أهمية الوقت لتسريع هذا التعاون، فنحن " لا نملك إلا أرضا واحدة من الضروري أن نوحد جهودنا لمعالجة هذا التَحدي".
كما أكد رئيس دولة الإمارات التزام بلاده " بنهج مد جسور التعاون والتواصل مع المجتمع الدولي".
دعوة والتزام استبقهما بتحذير يؤكد أهمية سرعة التحرك لمواجهة هذا التحدي "فالوقت حرج لكوكبنا.. وتغير المناخ أصبح يؤثر على الاستقرار والأمن في العالم."
وما بين الدعوة لتعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذا التحدي، والتحذير من مخاطر التراخي عن مواجهته، آثر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن يقدم إضاءة حول التجربة الإماراتية الملهمة في مواجهة التغير المناخي على الصعيدين المحلي والدولي، والتي حققت خلالها الإمارات والسبق في مجالات عدة.
تجربة نالت إشادة وثقة عبر عنها العالم في اختيار دولة الإمارات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم، في خطوة جديدة تؤكد ريادة دولة الإمارات، وتقدير العالم لجهودها في استدامة المناخ.
وخلال القمة نفسها وجها الرئيسان الإمارات والمصري نداء سلام لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي يعكس على دعم وتعزيز الأمن والسلام والاستقرار في العالم، وإنهاء أكبر الأزمات السياسية التي يواجهها العالم حاليا، وهي الحرب الروسية الأوكرانية.
نداء يؤكد أيضا حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على مواصلة جهوده لإنهاء تلك الأزمة، والتي بلغت مرحلة جديدة بعد إجرائه مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته روسيا في 11 أكتوبر/تشرين أول الماضي، ومباحثات هاتفية مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي يوم 17 من الشهر نفسه، وترحيب الزعيمين بوساطة دولة الإمارات لإنهاء الأزمة.
قمة العلمين.. 23 أغسطس
على الصعيد العربي، شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في "لقاء العلمين" التشاوري الأخوي الذي شارك فيه الرئيس المصري والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
وبحث القادة خلال اللقاء - الذي جرى في مدينة العلمين بمحافظة مرسى مطروح المصرية، 23 أغسطس/ آب الماضي- العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك خاصة في مجال الشراكات الاقتصادية والتنموية وسبل تنميتها وتطويرها.
وجدد القادة في هذا السياق دعمهم أي جهد ومسعى يهدف إلى ترسيخ أسس السلام والاستقرار والتعاون المشترك على مختلف الأصعدة والذي يرتكز على دعائم الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بما يحقق تطلعات جميع شعوب المنطقة في التقدم والازدهار والتنمية.
وأكد قادة الدول الأربع الحرص المتبادل على استمرار التشاور الأخوي بما يعزز الاستقرار والتقدم والازدهار في المنطقة.
قمة جدة.. 16 يوليو
جاءت قمة العلمين أيضا بعد نحو شهر من قمة جدة "للأمن والتنمية" التي شارك فيها قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية والأردن ومصر والعراق في 16 يوليو/تموز الماضي.
وأكد القادة خلال مشاركتهم في القمة "رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها، وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية".
قمة قادة "I2U2"
واستبقت قمة جدة بيومين، انعقاد قمة رباعية عن بعد لقادة مجموعة "I2U2" التي تضم دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية والهند وإسرائيل، يوم 14 يوليو/ تموز الماضي.
القمة أكد خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أهمية الشراكات في تخطي التحديات المتداخلة التي يواجهها العالم اليوم، خاصة أمن الغذاء والطاقة وتغير المناخ والرعاية الصحية.
رئيس دولة الإمارات أعرب خلال تلك القمة عن تمنياته بأن تشكل المجموعة الرباعية نموذجا لمحبي السلام والازدهار.
منتدى الاقتصادات الرئيسية
وقد سبق قمة قادة مجموعة "I2U2"، مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في "منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ"، الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 17 يونيو/حزيران الماضي.
وقد شاركت في هذا المنتدى الإمارات كونها الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ "COP28" في 2023.
المنتدى شهد مشاركة قادة ورؤساء حكومات في 17 دولة من الاقتصادات الكبرى التي تشكّل 80% من إجمالي الناتج المحلي العالمي ومن عدد سكان العالم.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال مشاركته في المنتدى، وضع خارطة طريق للعالم لمواجهة التغيرات المناخية، تستند إلى محاور عدة أهمها تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذا التحدي.
ودعا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العالم لتسريع الجهود والعمل المشترك لمواجهة التغيرات المناخية، وبين أن بلاده أخذت بالفعل على عاتقها القيام بدور قيادي ومؤثر في هذا الصدد.
وكشف عن استثمار بلاده 100 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة حول العالم، من بينها 50 مليار دولار تخطط لاستثمارها خلال العقد المقبل.
أهداف سامية
قمم عديدة ومحاور مهمة تناولتها القمم الدولية الست التي شارك فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عقب توليه مقاليد الحكم في الإمارات 14 مايو/أيار الماضي، تبرز ثقة العالم في الإمارات وقيادتها، ودورها البارز في مواجهة التحديات العالمية.
وتجسد رسائل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال جميع تلك القمم، رؤية الإمارات الملهمة وأهدافها السامية وسعيها الحثيث لتعزيز الأخوة الإنسانية من خلال مبادرات رائدة تواجه التحديات العالمية، وعلى رأسها أمن الطاقة وتغير المناخ والغذاء ومواجهة الأزمات الدولية، بما يسهم إجمالا في خدمة البشرية والحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة.