محمد بن زايد "رجل الإنسانية".. تقدير عالمي لمبادرات السلام والتسامح
مبادرات إماراتية متنوعة لنشر السلام وتعزيز الأخوة الإنسانية ودعم وإغاثة المحتاجين حول العالم، خصوصا في ظل جائحة كورونا.
مبادرات يسجلها تاريخ الإنسانية بحروف من نور للإمارات وللشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها.
مبادرات توجت بتقدير وعرفان دولي، يتوالى يوما بعد يوم، كان أحدثه منح المؤسسة البابوية التربوية - التابعة للفاتيكان - الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسام "رجل الإنسانية".
تسلم الوسام نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال احتفال أقيم في "قصر الإمارات" في أبوظبي، الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الدولة الإماراتي من نيافة الكاردينال جوزيبي فرسالدي رئيس المؤسسة البابوية التربوية - عميد التعليم الكاثوليكي في العالم - وزير تربية الفاتيكان، بحضور سفراء الدول المعتمدين لدى دولة الإمارات.
يأتي هذا الوسام عرفاناً وتقديراً لدعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المستمر وجهوده الخيرة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي وتكريماً لدوره في تعزيز قيم السلام والتعايش وتأكيد أهمية الحوار وسيلةً لتجنب الصراعات وإعلاء القيم والمبادئ الإنسانية.
كما يأتي هذا التكريم وتقديراً لما تقوم به دولة الإمارات من دور ريادي في مجال خدمة الإنسانية جمعاء خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة "كوفيد- 19".
التكريم يأتي بعد أيام من شكر أمريكي للإمارات خلال اتصال هاتفي تلقاه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، الخميس الماضي، على جهودها لوقف إطلاق النار بتجراي في إثيوبيا.
كما يأتي بعد أسابيع من انتخاب أبوظبي لعضوية مجلس الأمن، تقديرا لمكانتها ودورها في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
واستبق ذلك تكريم للشيخ محمد بن زايد آل نهيان باختيار المجلس الاستشاري العلمي العالمي لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير "ديهاد" له في مارس/ آذار الماضي، كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021، لعطائه ودعمه في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19".
جاء هذا التكريم بعد شهر من احتفاء العالم 4 فبراير/ شباط الماضي، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، وسط امتنان وتقدير للشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تلك المبادرة التاريخية.
ولا تكاد تمر فترة قليلة، إلا ويحصد العالم ثمار المبادرات الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تترجم مفهوم الأخوة الإنسانية، كما ينبغي أن يكون، على مختلف الأصعدة السياسية والإنسانية والإغاثية والصحية.
يوم الأخوة الإنسانية العالمي
ومن أبرز تلك المبادرات، إهداء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للعالم يوما دوليا للأخوة الإنسانية، إثر رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في الإمارات 4 فبراير/ شباط 2019 ، والتي تحولت ليوم عالمي تم الاحتفاء به دوليا لأول مرة فبراير/ شباط الماضي.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، 4 فبراير/ شباط يوما عالميا للأخوة الإنسانية بناء على مبادرة قدمتها الإمارات، بالتعاون مع السعودية والبحرين ومصر.
القرار الأممي جاء تقديرا للخطوة التاريخية التي أقدمت عليها أبوظبي، وبجهودها في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي وقّعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي لم يدخر جهدا كي تظهر هذه الوثيقة إلى العالم بمبادئها السامية التي تمهد الطريق نحو عالم أفضل.
وعبر تلك الوثيقة، نجحت الإمارات في تصدير مفهوم التسامح إلى العالم، وتعزيز مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تضمنت وصفة متكاملة لإنهاء العديد من الأزمات التي تجتاح العالم، وتشكيل مجتمع مشترك، تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات.
نشر السلام
قيمة الأخوة كانت حاضرة بقوة في جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لنشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها .
وإثر أحدث تلك الجهود، شكرت أمريكا قبل أيام الإمارات على جهودها لوقف إطلاق النار بتجراي في إثيوبيا.
وتلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اتصالاً هاتفياً من جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية.
وأعرب المسؤول الأمريكي عن شكره وتقديره للجهود التي بذلتها دولة الإمارات في وقف إطلاق النار وتعزيز الحل السياسي للصراع في منطقة تجراي الإثيوبية.
تزامن مع الجهود الإماراتية لدعم الاستقرار في إثيوبيا، وصول وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، إلى الإمارات، 29 يونيو/ حزيران الماضي، في أول زيارة رسمية يقوم بها وزير إسرائيلي للإمارات منذ توقيع البلدين معاهدة السلام العام الماضي.
زيارة توجت ببيان مشترك بين البلدين حول حصاد الزيارة التي التقى خلالها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، يائير لابيد، وتم خلالها الاتفاق على العمل معا لتعزيز سردية السلام والتعايش في جميع أنحاء الشرق الأوسط من أجل الحد من أي انقسام أو عدوان أو صراع.
وبناءً على رؤية الاتفاق الإبراهيمي للسلام، وإيمانًا بالهدف المشترك المتمثل في تحقيق الرفاه ليس فقط لدولتي الإمارات وإسرائيل بل للمنطقة بأكملها، ناقش الوزيران الفرص بما في ذلك التعاون متعدد الأطراف من أجل جني ثمار السلام مع شعوب الشرق الأوسط.
ومنذ خطوة الإمارات الشجاعة والجريئة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل 15 سبتمبر/أيلول الماضي، والإمارات تؤكد مرارا وتكرارا أن تلك المعاهدة لن تكون على حساب القضية الفلسطينية، وإنما تدعمها لتحقيق أمنيات الشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي في إقامة دولة فلسطينية، انطلاقا من رؤيتها حول إمكانية نجاح لغة الحوار في تحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة.
وهو ما أثبتته التطورات الأخيرة بنجاح جهود مصر في التوصل لتهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، بدعم إماراتي قوي عبر عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
دور الإمارات الهام في نشر السلام، كان محل تقدير دولي، عبر عنه العالم قبل أيام بانتخاب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة 11 يونيو/ حزيران الماضي دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، في خطوة تعكس مكانة دبلوماسية الإمارات القائمة على نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض، والتقدير الدولي لها.
مصدر إلهام
وتحولت الإمارات إلى مصدر إلهام داعمي السلام حول العالم، فمنذ خطوتها الشجاعة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل 15 سبتمبر/أيلول الماضي، انضمت 3 دول عربية أخرى لركب السلام هي البحرين والسودان والمغرب.
وهي خطوة تبعتها الإمارات برعاية اتفاق سلام تاريخي، وقعته الحكومة السودانية، مع حركات الكفاح المسلح في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنهى سنوات من الاقتتال في البلاد، بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة، لحل عقود من الصراعات في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.
الأطراف المتنازعة في السودان وجدت في الإمارات أملاً في إصلاح ذات البين وحلحلة النزاعات لنزاهتها وحسن نواياها، فالسلام والتعايش سمة من السمات البارزة لسياسة الدولة، حيث لم تألُ جهداً في تأييد ودعم أي مبادرة سلام تسهم في حقن الدماء وإشاعة ثقافة التسامح والحوار والتعايش بين الشعوب.
واستكمالا لجهوده في تعزيز قيم ومفاهيم الأخوة الإنسانية والسلام بين الشعوب، ومحاولات تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، ونشر معاني الأخوة الإنسانية، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مبادرا دائما لإيقاف الصراعات بين الدول، وإخماد الفتن وإطفاء النزاعات، وساعيا إلى المصالحات، بحثاً عن السلام العالمي وسعياً لحقن الدماء، وحفظاً للإنسان وصوناً لكرامته.
فسبق أن أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالا في 28 فبراير/شباط 2019، برئيسي الوزراء الهندي ناريندرا مودي والباكستاني عمران خان، لتخفيف حدة التوتر بين البلدين آنذاك، لنزع فتيل الأزمة بين الجارتين النوويتين.
أيضا كان لجهود السعودية والإمارات دور كبير في إنهاء أطول نزاع في أفريقيا، حيث أسهمت جهودهما في إنهاء الخلاف بين إثيوبيا وإرتيريا، حيث لم تأل السعودية والإمارات جهداً في متابعة خطوات المصالحة ضمن توجه البلدين الحكيم لإرساء علاقات استقرار في المنطقة واحترام حسن الجوار.
وفي 9 يوليو/تموز 2018، وقع أسياس أفورقي رئيس إريتريا وآبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا إعلانا حول السلام، ينهي رسميا عقدين من العداء بعد آخر مواجهة عسكرية عام 2000 بين الجانبين، خلفت نحو 100 ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى والنازحين وأنفقت خلالها أكثر من 6 مليارات دولار.
وتوج الاتفاق عددا من الخطوات الإيجابية بمبادرة إماراتية ومساندة سعودية لإنهاء الصراع بين إثيوبيا وإريتريا من خلال قمة ضمت الزعيمين في العاصمة أبوظبي، لتشكل هذه الجهود، التي أسهم فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، انتصارا لدبلوماسية السلام.
مكافحة كورونا
قيم الأخوة الإنسانية التي تسعى الإمارات لنشرها عالميا، ظهرت أيضا خلال مواجهة الإمارات لتداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد من خلال الدور الريادي الذي اضطلعت به في التضامن مع البلدان المتضررة من هذا الوباء دون النظر إلى دينها أو عرقها.
ودشنت الإمارات جسور المساعدات الإنسانية لتصل أياديها البيضاء إلى أكثر من 135 دولة حول العالم حملت مساعدات طبية وإنسانية عاجلة استفاد منها نحو مليونين من العاملين في المجال الطبي.
مبادرات ومواقف مشرفة، تجاوزت الإمارات خلالها حسابات السياسة الضيقة، وأعلنت التضامن الإنساني، مؤكدة أنها ستبقى على الدوام خير سندٍ لأشقائها وأصدقائها وللإنسانية جمعاء، إيمانا منها أن التضامن الإنساني بين الشعوب راسخ، والخلاف السياسي عابر مهما امتد.
وفي ترجمة عملية لتلك المبادئ والقيم، جاء الاتصال الهاتفي الذي أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس السوري بشار الأسد في مارس/آذار 2020 مع بدء تفشي الفيروس، لبحث دعم الشعب السوري جراء تفشي جائحة كورونا.
مبادرة هي الأولى من نوعها لمد يد العون للشعب السوري في تلك الظروف الحرجة، تقدم بها الإمارات للعالم رسالة بشأن إعلاء القيم الإنسانية على المسائل السياسية مهما كانت الخلافات والاختلافات.
كما أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالات مكثفة مع عدد من قادة العالم والشخصيات المؤثرة حول العالم، لبحث جهود احتواء انتشار فيروس كورونا، عبر خلالها عن دعم بلاده لتلك الدول لمواجهة كورونا.
وحظيت تلك المبادرات والاتصالات بتقدير وشكر من قادة العالم وشعوبه للإمارات قيادة وحكومة وشعبا على جهودها الخيرة لدعم الإنسانية في مواجهة هذا الوباء.