محمد بن زايد والسيسي بقمة المناخ.. رسائل سلام تحمل دلائل هامة
رسائل هامة ودلالات عدة حملها نداء السلام الذي أطلقه قادة الإمارات ومصر خلال قمة المناخ "كوب27"، لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
ووجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نداء عالميا في كلمته بافتتاح مؤتمر المناخ "كوب27"، اليوم الإثنين، لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ونوه السيسي إلى أن هذا النداء لوقف الحرب الخراب الدمار القتل "مستعد -ليس للبحث عن دور- وإنما لأجل العمل على إنهاء هذه الحرب"، مضيفا: "مستعدون للتحرك إذا كان هذا ممكنا".
وأيد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، النداء العالمي الذي أعلنه الرئيس المصري، خلال مشاركته، في القمة نفسها.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في مستهل كلمته، موجها كلامه لنظيره المصري: "نحن معك فيما صرحت به، نحن نحتاج إلى سلام وحوار ووقف الحرب".
4 دلالات
تلك التصريحات الإماراتية المصرية المشتركة تحمل العديد من الرسائل والدلالات:
أولها: الحرص الإماراتي المصري المشترك على دعم وتعزيز الأمن والسلام والاستقرار في العالم، وإنهاء أكبر الأزمات التي يواجهها العالم حاليا، وهي الحرب الروسية الأوكرانية.
ثانيا: تؤكد حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات على مواصلة جهوده لإنهاء تلك الأزمة، والتي بلغت مرحلة جديدة بعد إجرائه مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته روسيا في 11 أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وكذلك إجراء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مباحثات هاتفية مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي يوم 17 من الشهر نفسه، وترحيب الزعيمين بوساطة دولة الإمارات لإنهاء الأزمة.
ثالثا: تظهر قوة العلاقات بين دولة الإمارات ومصر وتطابق وجهات نظر البلدين لمعالجة مختلف قضايا وأزمات المنطقة والعالم، وإيمانهما بضرورة اللجوء إلى الحوار والتفاهم والطرق الدبلوماسية لتسوية النزاعات والأزمات بالوسائل السلمية التي تكفل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وهو ما ظهر جليا في حرص رئيس دولة الإمارات على إعلان التأييد الفوري لنداء السلام الذي أطلقه الرئيس المصري.
أيضا، يجمع دولة الإمارات ومصر التعاون والتكامل لمواجهة أكبر تحد يواجه البشرية وهو مكافحة تغير المناخ، حيث تستضيف مصر ودولة الإمارات قمتي المناخ العالميتين "كوب 27" و"كوب 28" العامين الجاري والمقبل على التوالي.
رابعا: استمرار التأكيد الإماراتي على أن الحوار هو الطريق لتحقيق السلام ووقف الحرب.
جهود مشتركة
نداء السلام المشترك لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية يكشف بشكل جلي حرص قادة دولة الإمارات ومصر على حل سلمي للحرب الروسية الأوكرانية في أسرع وقت، وتوظيف هذا الزخم والحضور لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "cop27" للدفع قدما باتجاه حل الأزمة، التي ألقت بتداعياتها على العالم أجمع.
وسبق أن تصدرت الأزمة الأوكرانية أجندة القمة الثلاثية التي جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، في القاهرة في 24 أبريل/ نيسان الماضي.
وطالب القادة خلال تلك القمة الأطراف المعنية ببذل أقصى جهد لتسوية النزاع عبر الدبلوماسية وتغليب الحوار لاستعادة أمن واستقرار المنطقة.
وعبر القادة عن قلقهم جراء تفاقم الوضع الإنساني المصاحب للأزمة، وضرورة معالجته عبر حل سياسي عاجل.
رجل السلام
أيضا يعد نداء السلام الذي أيده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو أحدث جهود دولة الإمارات المتواصلة في الدفع بحل لتلك الأزمة.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، يقود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعلى أكثر من صعيد، جهودا للدفع بحل سلمي ينهي الأزمة، آخرها زيارته روسيا في 11 أكتوبر/تشرين أول الماضي، والتي تصدرت أجندتها الأزمة الأوكرانية.
وخلال لقائه بوتين، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرصه على التوصل لحل سلمي للأزمة، مؤكدا أن دولة الإمارات تسعى إلى تعزيز أسس السلام والاستقرار في العالم والعمل على خفض التوترات وإيجاد الحلول الدبلوماسية للأزمات التي يشهدها، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية.
تأكيدات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومتابعته الحثيثة لتفاصيل الأزمة، وجدت صدى إيجابيًا لدى الرئيس الروسي، والذي أشاد بموقف الإمارات ووساطتها، مؤكدًا أن بلاده تقدر هذه الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات، وأن موسكو مهتمة باستمرارية جهود الوساطة الإماراتية.
ولم يكتف بوتين بذلك، بل إنه وجه الشكر لرئيس دولة الإمارات على جهود الوساطة في حل القضايا الإنسانية، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين عامل "مهم" لاستقرار المنطقة.
وبعد نحو أسبوع من تلك الزيارة، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات هاتفية مع رئيس أوكرانيا تناولت مستجدات الأزمة الأوكرانية وأهمية العمل على خفض التوتر والتصعيد، من خلال اللجوء إلى الحوار والحلول الدبلوماسية.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات ستبذل كل ما في وسعها من جهد لمنع تفاقم الأزمة، والمساعدة في تهيئة الأجواء للتهدئة والتفاوض لمصلحة جميع الأطراف، مشدداً على أن التبعات الخطيرة للأزمة الأوكرانية لا تتوقف عند روسيا وأوكرانيا فقط وإنما تمتد إلى أنحاء العالم كافة.
وشكر رئيس الإمارات خلال الاتصال، الرئيس الأوكراني لثقته في جهود دولة الإمارات وسيطاً في القضايا الإنسانية والأمن الغذائي وغيرها، مؤكداً استعداد الدولة لمواصلة الجهود ودعم المبادرات التي من شأنها تخفيف التداعيات الإنسانية والاقتصادية للأزمة.
أهمية الحوار
كلمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم في قمة المناخ وتأكيده على أهمية الحوار لحل تلك الأزمة، تأتي ضمن رؤية إماراتية شاملة لحل تلك الأزمة، ترتكز على محاور عدة، بينها إطار عام، وآليات محددة، وإجراءات لخفض التصعيد، والتعبير عن حسن النوايا.
الإطار العام لتلك الرؤية، أكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائه الرئيس الروسي، قائلا إن دولة الإمارات تسعى إلى تعزيز أسس السلام والاستقرار في العالم والعمل على خفض التوترات وإيجاد الحلول الدبلوماسية للأزمات التي يشهدها، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية.
أما آليات تحقيق ذلك، فترى دولة الإمارات أنه لا مناص عن الحوار والتفاوض بين أطراف الأزمة كطريق لحلحلة الوضع الراهن، مع تسخير إمكانياتها للدفع بهذا الحوار.
وهو ما أشار إليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والذي أكد على أن "سياسة دولة الإمارات الداعمة للسلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية، والداعية إلى ضرورة استمرار المشاورات الجادة لحل الأزمة الأوكرانية، مهما كان مستوى صعوبتها وتعقيدها، عبر الحوار والتفاوض والآليات الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سياسية بما يحقق السلم والأمن العالمي".
ولم يكن الصعيد الإنساني بعيدًا عن دولة الإمارات "الرائدة" في هذا المجال، فهي التي أقامت منذ مارس/آذار الماضي، بعد قليل من اندلاع الأزمة الأوكرانية، جسرا جويا إغاثيا، للمساهمة في تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين الأوكرانيين في بولندا ومولدوفا وبلغاريا.
وقبل أيام، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم مساعدات إغاثية إنسانية إضافية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي إلى المدنيين الأوكرانيين المتضررين من الأزمة في أوكرانيا.
ورغم تعقيد الأزمة وإطالة أمدها، فإن فرص نجاح دولة الإمارات في إنهائها دبلوماسيا تعد كبيرة، لأكثر من سبب من أبرزها امتلاك الدولة تاريخا حافلا في نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم، زودها بخبرات كبيرة تؤهلها للتدخل والوساطة.
يعزز ذلك موقف دولة الإمارات المتزن والمتوازن من الأزمة، وعلاقتها القوية بطرفي الأزمة (روسيا وأوكرانيا)، وسعيها للدفع بحل عقلاني واقعي سلمي.
مصر والإمارات.. تناغم وتنسيق
أيضا التناغم الإماراتي المصري الذي ظهر واضحا في أجمل صوره خلال قمة المناخ.
فالقمة ذاتها والتمثيل الإماراتي رفيع المستوى للمشاركة بها يبرز تعاون دولة الإمارات ومصر والتكامل بينهما لمواجهة أكبر تحد يواجه البشرية وهو مكافحة تغير المناخ، حيث تستضيف مصر قمة المناخ "كوب 27"، فيما ستستضيف الإمارات قمتي المناخ القادمة "كوب 28" العام المقبل.
أيضا، ظهر هذا التناغم في سرعة تأييد الرئيس الإماراتي نظيره المصري في نداء السلام الذي أطلقه.
ويعد اللقاء الذي جمع الزعيمين خلال قمة المناخ هو الثاني خلال 3 شهور، بعد قيام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة لمصر في أغسطس/آب الماضي، شهدت عقد قمتين إحداهما ثنائية جمعت قادة البلدين وأخرى رباعية شارك فيها قيادتا البحرين والأردن.
كذلك بهذا اللقاء ارتفع عدد القمم واللقاءات التي جمعت الزعيمين خلال 8 سنوات إلى 41 قمة ولقاء، بحسب إحصاء لـ"العين الإخبارية"، بينها 6 لقاءات وقمم جمعتهما منذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي، من بين 12 لقاء وقمة جمعتهما خلال العام الجاري، الأمر الذي يبرز قوة العلاقات بين البلدين.
41 قمة ولقاء جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ وصوله للحكم في يونيو/حزيران 2014.
رقم قياسي من القمم واللقاءات خلال فترة قصيرة يبرز العلاقات الأخوية المتنامية بين البلدين.. قمم ولقاءات نقلت مستوى العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة إلى مراحل متقدمة، ما أسهم في تعزيز حضورهما، كأحد أهم اللاعبين الأساسيين في المنطقة على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjQuMTc2IA== جزيرة ام اند امز