ذكرى تأسيس "مجلس التعاون".. جهود محمد بن زايد تعزز التضامن الخليجي
تحل، غدا الأربعاء، ذكرى مرور 41 عاما على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في العاصمة الإماراتية أبوظبي 25 مايو/أيار 1981.
تأتي تلك المناسبة بعد أقل من أسبوعين من انتخاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا لدولة الإمارات 14 مايو/أيار الجاري، وانضمامه للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ليواصل مسيرة بلاده الرائدة بتعزيز التضامن الخليجي.
ومنذ أول قمة خليجية عقدت بدعوة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، في أبوظبي مايو/أيار 1981، وتم خلالها الاتفاق رسميا على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومرورا بالقمة الـ42 التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وحتى اليوم، تقوم دولة الإمارات بجهود استثنائية للحفاظ على مجلس التعاون.
وتولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة دولة الإمارات ليواصل المسيرة التي بدأها والده المؤسس وأكملها أخوه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في تعزيز مسيرة التضامن الخليجي.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات، التي انطلق منها مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال عام 1981 حريصة منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك بما يحقق الأمن والاستقرار والرفاهية والازدهار لشعوب المجلس.
تفاؤل خليجي
ويسود تفاؤل خليجي واسع وثقة كبيرة بمستقبل مجلس التعاون وتعزيز التضامن بين دوله في الفترة القادمة في ظل إيمان القيادة الإماراتية بأهمية المحافظة على اللحمة الخليجية وتطوير العمل الخليجي المشترك بما يحقق مصلحة دول مجلس التعاون ومواطنيها، وتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.
تفاؤل وثقة عبرا عنهما الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، خلال تهنئته الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة انتخابه رئيسا لدولة الإمارات، والذي أشاد فيها بالدعم الكبير الذي يوليه الأخير للمسيرة المباركة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وإخوانه قادة دول المجلس لتحقيق أهدافه ولتعزيز التكامل الخليجي وتلبية تطلعات مواطني دول المجلس في كل ما يعزز الأمن والاستقرار والتنمية والرفاه.
مواقف رائدة
تفاؤل يستند إلى سجل حافل من المواقف الرائدة والتصريحات الداعمة للتعاون الخليجي، قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويسجلها تاريخ دول الخليج بحروف من نور.
ولا تكاد تمر مناسبة تستضيفها دولة الإمارات، أو إنجاز تحققه أو مباحثات أو لقاءات تعقد بها أو تشارك فيها، إلا ويؤكد خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أهمية تعزيز التضامن الخليجي.
كان من بين أحدث تلك المناسبات قبل نحو شهر، وذلك خلال القمة التي جمعته بعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير في البحرين 14 أبريل/نيسان الماضي.
وأكد الزعيمان خلال اللقاء دعـم العمل الخليجي المشـترك في إطار مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في كل ما من شأنه مواجهة مختلف التحديـات الراهنة، انطلاقا من وحدة التاريخ والهدف والمصير المشترك بما يحقق الخير والتقدم والازدهار لمواطني دول المجلس.
وشددا على أهمية وحدة الصف العربي وتضافر الجهود لـتحقيق الـتضامن العربي وتعزيز مـسيرة الـعمل العربي المشترك.
ووضح ذلك جليا أيضا في المباحثات التي أجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال زيارته لدولة الإمارات يومي 7 و8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ضمن جولته الخليجية.
وتناولت المباحثات أهمية تفعيل العمل الخليجي والعربي المشترك، وأكد الجانبان في بيان مشترك عقب الزيارة على مضامين إعلان العُلا الصادر في 5 يناير/كانون الثاني 2021، الذي نص على التنفيذ الكامل والدقيق لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التي أقرها المجلس الأعلى في دورته "36" في ديسمبر/كانون الأول 2015 وفق جدول زمني محدد ومتابعة دقيقة، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة وتنسيق المواقف بما يعزز من تضامن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز الدور الإقليمي لها من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات السياسية مع المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية وقوة وتماسك دول المجلس ووحدة الصف بين أعضائه.
ويدعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان توطيد أواصر الأخوة والعمل والتعاون المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي، لما له من انعكاسات إيجابية على دول المنطقة، ولعل من أبرز المبادرات في هذا المجال تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي الذي تم توقيع الاتفاق على إنشائه في 16 مايو/أيار 2016، في قصر السلام بجدة، بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
كما يولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اهتماماً كبيراً لتعزيز التكامل الخليجي وتحقيق تطلعات مواطني دول المجلس في كل ما يعزز الأمن والاستقرار والتنمية والرفاه.
ظهر ذلك جليا أيضا في حرص دولة الإمارات على طي صفحة الخلاف مع قطر.
والتزاما منها بتنفيذ ما تم في إعلان "العلا" خلال القمة الخليجية الـ41 التي عقدت في محافظة العلا شمال غرب السعودية 5 يناير/كانون الثاني 2021، وثقة بالدور القيادي الحكيم للسعودية ودعما للجهود الدبلوماسية التي تبذلها في تعزيز وحدة وتماسك مجلس التعاون الخليجي، بادرت دولة الإمارات بطي صفحة الخلاف مع قطر.
وأجرى الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، زيارة إلى الدوحة في 26 أغسطس/آب الماضي، هي الأولى من نوعها لمسؤول إماراتي رفيع منذ بدء الأزمة مع قطر، كما أنها الأولى من نوعها بعد اتفاق "العلا".
هذه الزيارة، أكدت خلالها دولة الإمارات أنها تمد أيادي السلام والتسامح لطي صفحة الخلافات، حرصا على إعادة العلاقات الأخوية إلى سابق عهدها من جانب، وتحقيق التضامن الخليجي، ونزع فتيل أي توترات بالمنطقة.
رسائل إماراتية صادقة، سرعان ما بادلتها قطر، برسائل مماثلة، الأمر الذي يمثل حرص قيادتي البلدين على العلاقات بينهما.
واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر الشاطئ بأبوظبي 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر، حيث جرى بحث العلاقات الأخوية وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين.
أيضا أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زيارة إلى دولة الإمارات، 15 مايو/أيار الجاري، قدم فيها التعازي إلى أخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
إنجازات الإمارات.. رسائل هامة
وأسهمت دولة الإمارات في تعزيز الأخوة الخليجية، ليس فقط عبر القمم الخليجية التي استضافتها والتي كانت محطات فارقة في تاريخ دول الخليج، بما نتج عنها من قرارات لصالح دعم الأمن والازدهار والاستقرار في المنطقة وتحقيق الرفاهية لشعوبها، وإنما من خلال كل إنجاز تحققه على أي صعيد.
ظهر ذلك جليا خلال استضافة دولة الإمارات "إكسبو 2020 دبي" الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم، والتي وظفته دولة الإمارات ليكون نافذة دبلوماسية وثقافية واقتصادية مفتوحة لتعزيز التعاون الثنائي مع مختلف دول العالم بشكل عام، ودول الخليج بشكل خاص.
وخلال الحدث الذي استمر على مدار 6 شهور وانتهى نهاية مارس/آذار الماضي، حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على زيارة جميع أجنحة دول مجلس التعاون الخليجي، في رسالة تؤكد حرص دولة الإمارات وقادتها على تعزيز التضامن الخليجي والترابط والأخوة بين دوله.
إنجازات عديدة ترى دولة الإمارات وجوب استثمارها عبر الاتجاه لزيادة التعاون بين دول المنطقة وتحقيق التكاتف بينها بما يصب في تحقيق الازدهار والاستقرار ومواجهة التحديات.
تعاون يتوقع تزايده خلال الفترة القادمة، مع استمرار دولة الإمارات في تحقيق إنجازات، ستوظفها لصالح تعزيز الازدهار والاستقرار وتوطيد العلاقات الخليجية والعربية، وتحقيق تطلعات شعوب دول الخليج.