70 عاماً من الإبداع.. محمد منير «صوت مصر الأصيل» (بروفايل)
يعتبر المطرب المصري محمد منير من الأيقونات الفنية التي استطاعت أن تخلق لنفسها هوية فريدة، إذ انطلق من خلفية النوبة الغنية بالثقافة والتراث ليصنع موسيقى متفردة تمزج بين الإيقاعات الأفريقية والمصرية الحديثة.
وعلى مدار أكثر من 30 عاما، قدم أعمالا رائعة ومنوعة، حيث غنى للحب، والوطن، والحرية، لذا منحه جمهوره العريض لقب "الكينج".
وبمناسبة ذكرى ميلاده السبعين، والذي يحل الخميس، 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تسلط "العين الإخبارية" الضوء على ملامح مهمة من مشواره الفني الحافل بالعطاء والنجاحات.
أول الطريق
ولد منير في 1954 بمنشية النوبة في محافظة أسوان، وعبر نهر النيل قادما إلى القاهرة لتحقيق حلمه بالغناء.
لم يشغله حبه للغناء عن التعليم، إذ تخرج في كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، وبعد الجامعة تعرف على الموسيقار أحمد مراد الذي دربه جيدا على كل ألوان الغناء.
شاءت الظروف أن تتلاقى أحلامه مع الموسيقار هاني شنودة، عاشق موسيقى الجاز، وأسسا فرقة غنائية وقدما معا أول ألبوم عام 1977 بعنوان "علموني عنيك".
المؤثرون في حياة الكينج
المتابع جيدا لمشوار محمد منير، يدرك أنه مشروع غنائي مختلف، ومتكامل، ساهم في تأسيسه نخبة من الشعراء والملحنين المبدعين، والذي التقى بهم في البدايات، وكان حريصا على التعلم واكتساب الخبرة ومنهم: أحمد منيب، وبليغ حمدي، وهاني شنودة، الشاعر عبدالرحيم منصور، والشاعر زكي مراد.
عام 1981، بدأت شهرة محمد منير بشكل واسع، وذلك عندما طرح ألبوم بعنوان "شبابيك"، والذي تعاون في إعداده مع الموسيقار فتحي سلامة وحقق مبيعات كبيرة. في هذا الألبوم.
انضم الموسيقار يحيى خليل إلى فريق العمل مع فرقته التي تولت توزيع الألبوم بالكامل، تميز هذا الألبوم بأنه أطلق مفهوم الموسيقى الجاز في الغناء العربي، مما جعله يتميز بعد سنوات كأحد أفضل الألبومات الموسيقية العربية والأفريقية في القرن العشرين.
توالت أعمال "الكينج"، وقدم عددا كبيرا من الألبومات الغنائية الناجحة، منها: "اتكلمي" 1983، "مشوار" 1991، "ممكن" 1995، و"إمبارح كان عمري عشرين" 2005.
كما شارك منير بعدد من الأفلام السينمائية الضخمة، خاصة مع المخرج المصري الكبير يوسف شاهين، مثل: "حدوتة مصرية" و"اليوم السادس" و"إسكندرية ليه".
أوجاع محمد منير
اخترقت الأحزان قلب محمد منير وأجبرته على البكاء والتفتيش في وعاء الذكريات كثيرا، وذاق مرارة الحزن عندما توفى صديقه المقرب الفنان عمر فتحي بشكل مفاجئ.
وفي يناير/ كانون الثاني 2020 انهار محمد منير في جنازة ابن عمه محمود منير، الذي رافق رحلته الطويلة، وكان يتولى إدارة أعماله.
وأثناء تشييع الجثمان وقف الكينج أمام مسجد الحصري بمحافظة الجيزة وسط البلاد، ودخل في نوبة بكاء، بسبب حزنه الشديد على رحيل مدير أعماله الذي عاش معه جميع ذكرياته.
كما حزن الكينج في يوليو/ تموز 2022، في حفل كبير بمدينة الإسكندرية لأنها كانت المرة الأولى التي يقف فيها على المسرح بعد وفاة صديقه الملحن الألماني رومان بونكا.
تصريحات محمد منير
ـ أنا بصحة جيدة والحمدلله أنا بخير وكلي سعادة وبتمنى لكل المرضى الشفاء العاجل.
ـ لما وصلت القاهرة في بداية الطريق.. قلت لنفسي أنا لازم أكون شيء مهم في البلد ومطرب كبير كما عاهدت أبي.
ـ أقول للأجيال الجديدة حبوا وطنكم ووطنك لو حبيته هيديلك.
ـ ليا أصدقاء معرفش ده مسلم ولا مسيحي لحد اليوم ومعنديش عنصرية.