بعد حديث الممر.. هل ينتقل محمد صلاح إلى مانشستر سيتي؟

يقترب الموسم من نهايته، ولا يزال مصير النجم المصري محمد صلاح مجهولا مع فريقه ليفربول الإنجليزي، سواء بالاستمرار أو الرحيل.
وينتهي عقد محمد صلاح مع ليفربول بنهاية الموسم الحالي، ولم يقم النادي الإنجليزي باتخاذ أي خطوات رسمية تجاه تجديده حتى الآن، رغم حقيقة تبقي نحو 4 أشهر فقط فيه.
ورغم حرص النجم المصري من وقت لآخر على توصيل رسائل للإدارة والجماهير برغبته في البقاء بين جدران قلعة أنفيلد لفترة جديدة، ومواصلة رحلة الألقاب والإنجازات، فإن الإدارة الأمريكية للنادي تقابل ذلك الأمر بالتجاهل.
وبات السؤال الأبرز الذي يشغل الجماهير خلال الوقت الحالي هو: أين سيذهب محمد صلاح حال رحيله عن ليفربول؟
"العين الرياضية" تحاول في السطور التالية السباحة في عقل الفرعون، وإلقاء الضوء على الخيارات المتاحة وفقا لتطورات الأحداث خلال الفترة الأخيرة.
نقاط الخلاف في تجديد عقد محمد صلاح
كشفت أغلب التقارير أن الخلاف الذي يؤخر تجديد عقد محمد صلاح مع ليفربول يتمحور حول نقطتين أساسيتين، هما مدة العقد والراتب.
وأشارت التقارير إلى أن ليفربول يريد تجديد عقد الفرعون لمدة موسم واحد فقط، وقد يتم التجاوز إلى موسمين للوصول لحل وسط، مع محاولة تخفيض الراتب الذي يصل حاليا إلى 350 ألف إسترليني أسبوعيا.
بينما يريد صلاح التجديد لـ3 مواسم مع إبقاء الراتب كما هو، أو موسمين على أقل تقدير مع زيادة الراتب إلى 450 أو 400 ألف إسترليني، وهو ما ترفضه الإدارة الأمريكية للنادي خوفا من تأثر أداء قائد منتخب مصر مع وصوله في يونيو المقبل إلى 33 عاما.
وجهات محمد صلاح المحتملة حال الرحيل
يبرز نادي الهلال السعودي باعتباره الوجهة الأرجح حتى الآن لمحمد صلاح، حال رحيله عن ليفربول بنهاية الموسم وفقا لأغلب التقارير، لعدة أسباب.
يأتي على رأس هذه الأسباب العرض السخي الذي يرغب النادي في تقديمه للاعب العربي، والذي قد يلبي طموحاته المالية وأكثر، بجانب الهالة المنتظر أن يصنعها الهلال حول الصفقة، نظرا للتقدير الكبير الذي يحظى به اللاعب من إدارته.
كما أن مسؤولي الدوري السعودي لن يعتبروا محمد صلاح صفقة للهلال فقط، وإنما سيتم التعامل معه كواجهة للمسابقة خلال السنوات المقبلة بشكل عام، مثلما كان الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد فريق النصر وجهة لها خلال آخر عامين منذ انتقاله للمسابقة في شتاء 2023.
بجانب أن النجم المصري لن يتم منحه عقدا لعام أو عامين كما يرغب ليفربول، بل سيمتد لعدة سنوات مقبلة، وليس أدل على ذلك من وصول كريستيانو رونالدو إلى عامه الـ40 بين صفوف العالمي، والسعي لتجديده لفترة جديدة ما دام قادرا على العطاء وإفادة الفريق.
ومما زاد من احتمالات انتقال محمد صلاح للهلال تلميح تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، مؤخرا إلى أن الفرعون سينتقل إلى الزعيم، عبر نشر صورة له وهو يرتدي قميصه الأزرق، مما زاد التكهنات بشأن إمكانية اللعب بقميصه في الفترة المقبلة.
وبخلاف الهلال صاحب الاحتمال الأرجح، فإن هناك أسماء عدة أندية أخرى ارتبطت بالسعي لضم صلاح، بينها بايرن ميونخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي، ومانشستر يونايتد الإنجليزي، وبرشلونة الإسباني، وغيرها.
لكن كل تلك الصفقات المحتملة تبقى فرص إتمامها ضعيفة لعدة اعتبارات تختلف من صفقة لأخرى، بينها راتب اللاعب الكبير في حالة يوفنتوس وبايرن وبرشلونة، بجانب عدم رغبة الفرعون في خسارة جماهير ليفربول باللعب لأحد لفريق إنجليزي آخر.
هل ينتقل محمد صلاح إلى الهلال؟
تكمن العقبة الكبرى أمام إتمام صفقة انتقال محمد صلاح إلى الهلال في رغبة اللاعب في مواصلة مشواره الأوروبي لعامين جديدين على الأقل، ثم التفكير بعدها في إمكانية الإقدام على اللعب في الدوري السعودي سواء للهلال أو غيره.
وبشأن إمكانية اللعب للهلال هناك احتمالان في هذا الصدد، وفق أرجح التقارير، الأول هو أن صلاح سيرتدي قميص الزعيم في مونديال الأندية حال عدم تجديد عقده مع ليفربول، ثم يفكر بعدها هل يستمر معه أم لا، بناء على العروض التي ستكون متاحة أمامه بعد البطولة.
أما في حالة تجديد عقده مع ليفربول فإن ارتداء قميص الهلال قد يتم على سبيل الإعارة بناء على صفقة مع النادي الإنجليزي، يحصل بموجبها الفرعون على مقابل مادي كبير يسهم في وصول راتبه للحد المأمول، وإلا قد يرفض "الريدز" الأمر حال منح اللاعب الراتب المطلوب.
لماذا لا ينتقل محمد صلاح إلى مانشستر سيتي؟
رغم ارتباط اسم محمد صلاح بالعديد من الأندية الكبرى على مستوى القارة العجوز فإن اسم مانشستر سيتي لم يتردد بكثرة في هذا الصدد، رغم أنه يبقى أحد الخيارات المتاحة، بل إنه خيار له وجاهته في ظل التطورات التي شهدها الفريق خلال الموسم الحالي، وكذلك وضعية النجم المصري.
تتمثل العقبة الكبرى، كما ذكرنا سلفا، أمام انتقال محمد صلاح إلى مانشستر سيتي أو غيره من الأندية الإنجليزية في رغبة الفرعون في عدم خسارة شعبيته بين جماهير ليفربول، التي باتت تضعه في مكانة الملوك والأساطير، بما فعله للفريق خلال 8 سنوات لعبها بقميصه.
لكن بخلاف ذلك فإن كل العوامل تجعل من مانشستر سيتي الوجهة الأنسب لهداف الدوري الإنجليزي، لعدة أسباب، يأتي على رأسها أن الفريق يمر بمرحلة من الإحلال والتجديد، هيكلها الأبرز من اللاعبين الشباب الذين ضمهم النادي في الفترة الأخيرة.
تلك الكتيبة الشابة ستكون بحاجة إلى لاعب خبير يكون بمثابة المايسترو الذي يدير جهودها، ويتمكن من تسخيرها وتوظيفها لصالح الفريق، وهو دور قام به صلاح على الوجه الأكمل في ليفربول خاصة خلال الموسم الحالي، الذي يساعد فيه زملاءه على إخراج أفضل ما لديهم.
وقد صرح صلاح بذلك بشكل علني في حواره الأخير مع شبكة "تي إن تي"، عندما أكد أنه عمل خلال الموسم الحالي على إفادة زملائه في ليفربول ونقل خبراته إليهم ومساعدتهم على إخراج أفضل ما لديهم على أرض الملعب لصالح الريدز.
وعلى الأرجح فإن قائمة مانشستر سيتي الحالية من المنتظر أن تشهد الكثير الراحلين بنهاية الموسم، سيكون بينهم على الأرجح النجم البلجيكي المخضرم كيفن دي بروين، الذي بات غير قادر على منح الفريق المزيد وقيادته لتحقيق الانتصارات من مباراة لأخرى كما كان يحدث في السنوات الأخيرة، حيث بدا أنه تأثر بعامل السن بجانب كثرة إصاباته.
وكان اللاعب الذي سيكمل عامه الـ34 في يونيو المقبل عنصرا أساسيا في تحقيق مانشستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي 6 مرات تحت قيادة مدربه الإسباني الحالي بيب غوارديولا، وقد يكون ذلك الأمر هو الذي دعا الأخير للصبر على لاعبه رغم أنه لم يعد يظهر بالمستوى المطلوب مؤخرا.
وعلى الأرجح سيكون الموسم الحالي هو الأخير لدي بروين مع مانشستر سيتي، ويبقى محمد صلاح هو البديل الأنسب القادر على القيام بما كان يقوم به النجم البلجيكي خلال سنوات التألق مع السماوي، بل وأكثر من ذلك بكثير.
ورغم حقيقة أن الفارق بين صلاح ودي بروين عام واحد، فإن إصابات الأخير عجلت بإنهاء مسيرته مع التألق، في حين أن صلاح قادر على تكرار مع فعله كريستيانو رونالدو، الذي جاء الجزء الأكبر من تألقه في ملاعب الكرة بعد بلوغ سن الـ30، وما زال يعطي حتى الآن رغم بلوغ الـ40.
الإدارة العربية في مانشستر سيتي تبقى أحد العوامل التي تجعل النادي بيئة مناسبة لصلاح، نظرا لأنها تدرك أكثر من نظيرتها الأمريكية في ليفربول أو غيره من الأندية الأخرى الجزء العاطفي الذي قد يكون موجودا داخل اللاعب وقد يتحكم بدرجة ما في اختياراته.
ففي الوقت الذي تفكر فيه إدارة ليفربول بطريقة براغماتية بحتة قوامها ماذا ستستفيد من اللاعب في المقام الأول مقابل الراتب الذي سيحصل عليه، فإن الإدارة العربية تبحث عن النجاح بطريقة أكثر إنسانية، لذا فإنها ستمنح اللاعب التقدير الكافي والذي يجب ان يحظى به لتهيئة بيئة نفسية مناسبة له لمواصلة التألق.
وبجانب التقدير المعنوي، فإن مانشستر سيتي قادر على منح محمد صلاح التقدير المادي المناسب، ولعل قيامه مؤخرا بتجديد عقد مهاجمه النرويجي إيرلينغ هالاند لـ9 سنوات ونصف، براتب أسبوعي خيالي وفقا للتقارير، خير ذليل على ذلك.
هالاند ومرموش وغوارديولا وحديث الممر
بخلاف كل العوامل سالفة الذكر، فإن هناك عوامل أخرى قد تجعل من مانشستر سيتي الوجهة الأمثل لمحمد صلاح، بينها أنها سيشكل مع مواطنه عمر مرموش المنضم في الميركاتو الشتوي الأخير للفريق السماوي، وهالاند، خط هجوم ناريا لن يستطيع أي فريق إيقافه مهما امتلك من مدافعين.
وسيسهم وجود مرموش وصلاح معا في منتخب مصر في مزيد من الإبداع بينهما على الناحيتين، سواء مع النادي أو الفراعنة، بينما سيكون هالاند هو الشخص المناسب القادر على ترجمة تمريراتهما السحرية إلى أهداف بأفضل طريقة.
إلى جانب ذلك فإن غوارديولا مقتنع بنسبة 100% بأن ضم لاعب مثل صلاح في هذا التوقيت سيكون صفقة تاريخية لناديه، قادرة على انتشاله في أسرع وقت من عثرته، وإعادته إلى منصات التتويج محليا وأوروبيا.
ولعل الحديث الذي شهدته مباراة ليفربول ومانشستر سيتي الأخيرة بين الفيلسوف ومحمد صلاح قد يكون تطرق لإمكانية انتقال الفرعون إلى السيتي، وشهد محاولات من المدرب لإقناع اللاعب بمشروعه الجديد لإعادة أمجاد الفريق، خاصة أنه ظل لفترة كانت لافتة، بل ودار على مرحلتين.
وكانت المرحلة الأولى في ملعب اللقاء، واستمرت لبضع ثوان، كانت طبيعية في سياق تهنئة المدرب للنجم المخضرم على مستواه، بينما كان حديث الممر هو الأمر اللافت، حيث بدا أن الفرعون ينصت باهتمام لكلمات مدرب السيتي، ويرد عليه بشكل تبدو منه الحيرة والغموض بسبب الوضع الذي يعيشه.
كيف يفكر محمد صلاح في مستقبله؟
بناء على كل المعطيات السابقة يمكن تلخيص ما يفكر فيه محمد صلاح بشأن مستقبله على النحو التالي.
يضع الفرعون الأولوية لتجديد عقده مع ليفربول بالشكل الذي يتضمن تقديره ماليا ومعنويا على مسيرته مع الفريق طيلة السنوات الماضية.
حال عدم التجديد فإن الفرعون لن يوقع لأي ناد جديد إلا بعد انتهاء عقده، والتفكير بشكل متأن في كل العروض الموجودة، وحينها على الأرجح سيلعب مع الهلال في كأس العالم للأندية ثم يقرر هل سيستمر معه أم يواصل مسيرته الأوروبية، وذلك بناء على العروض التي سيتلقاها في ذلك الوقت.
العروض الإنجليزية حال كانت تلبي رغبات الفرعون ستحظى بتفكير الفرعون، وحينها لن يتسبب انتقاله إلى أحدها في غضب جماهير ليفربول منه، بل إن غضبها الأكبر سيكون من إدارة ناديها التي قامت بالتفريط فيه رغم نداءاته ورسائله المتكررة لإعلان رغبته في البقاء.
ولعل رسالة صلاح الأخيرة، في مقابلته مع شبكة "تي إن تي" إلى الجماهير شهدت لعب صلاح على وتر تبرئة ذمته أمام جماهير النادي، خاصة عندما أكد أنه يريد منها أن تتذكر أنه قدم كل شيء للنادي، ولم يكن كسولا في يوم من الأيام، وأنه استمتع باللعب لناديها ورسم البسمة على شفاهها طيلة 8 سنوات.
ولذلك فإن رحيل الفرعون إلى أحد المنافسين لن يغضب جماهير ليفربول منه بقدر ما سيغضبها من إدارة ناديها التي تسبب تكاسلها ولا مبالاتها في ذلك الأمر.
وحال تلقي الفرعون عرضا إنجليزيا من مانشستر سيتي فإن الأولوية ستكون له، لأنه كما ذكرنا سيكون الأكثر تلبية لطموحاته من كل الأوجه المادية والمعنوية، وسيمنحه التقدير المطلوب، كما أنه ناد بات متمرسا على البطولات، أكثر من غيره خلال السنوات الأخيرة، وسيمنحه الفرصة لزيادة ألقابه قبل الاعتزال.
بجانب ذلك فإن البقاء في الدوري الإنجليزي سيساعد الفرعون على مواصلة سلسلة إنجازاته وأرقامه القياسية، واستكمال ما بدأه فيها خلال السنوات السابقة، لتسجيل اسمها بأحرف من ذهب في تاريخه باعتباره الملك الأول لتلك الأرقام، بدلا من البقاء في مراكز تالية بعيدا عن الصدارة.
ومن الممكن أن تحظى عروض أخرى في إنجلترا بقبول الفرعون، مثل أرسنال وتشيلسي ونيوكاسل، بينما قد يكون مانشستر يونايتد العرض الأكثر رفضا من قبل صلاح لسببين، أولهما أنه الأكثر عداء لجماهير ليفربول مع إيفرتون، والثاني أن ذكاء اللاعب يجعله يدرك أنه ليس بيئة للنجاح في الوقت الحالي، ويحتاج إلى عمل كبير من أجل العودة لسابق عهده.
أما العروض التي قد يتلقاها صلاح من أندية كبرى أخرى من خارج إنجلترا فإنها ستحظى بتفكير كبير منه، حيث إنه قد يفضل العودة لإيطاليا واللعب بقميص فريق مثل يوفنتوس، لكن ناديا آخر مثل بايرن ميونخ قد يكون أكثر استقرارا منه خلال الفترة الحالية.
كما أن احتمالية تتويج البافاري بالبطولات تبقى أكبر من نظيره الإيطالي الذي يعاني من عدم استعادة وهجه المفقود خلال السنوات الأخيرة، لذا فإن الفرعون قد يقبل الانتقال إلى عملاق ألمانيا حال تلقي عرض جيد، أكثر من اللعب ليوفنتوس.
aXA6IDE4LjExOC4xLjQg جزيرة ام اند امز