المخرج محمد صيام: «كولونيا» فيلم جماهيري لا ينتمي إلى فئة المهرجانات (خاص)

خلال عرضه الأول في مهرجان الجونة، أوضح المخرج محمد صيام أن فيلمه الجديد كولونيا موجّه للجمهور في المقام الأول، متناولًا قضايا العلاقات المعقدة.
خلال فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي 2025، التقت "العين الإخبارية" بالمخرج والمؤلف محمد صيام، مخرج فيلم كولونيا، الذي عُرض ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، وسط تفاعل كبير من الجمهور والنقّاد.
يتناول فيلم كولونيا، من تأليف وإخراج محمد صيام، ليلةً واحدة حاسمة في حياة أبٍ وابنه، حيث تتكشف خلال ساعاتها الطويلة سلسلة من الأسرار المؤلمة، لتصطدم الأجيال وتتصارع المشاعر في محاولة صادقة لرأب صدع الماضي والتصالح مع الذات. ويشارك في بطولة الفيلم: كامل الباشا، وأحمد مالك، ومايان السيد.
فكرة فيلم "كولونيا"
وفي حديثه عن الفكرة التي ينطلق منها العمل، قال صيام: "هو الفيلم عن علاقات بين أب وابنه، والابن وعلاقته العاطفية في حياته. إزاي التلاتة دول بيتفاعلوا مع بعض؟ أفتكر إن الفيلم قريب من أي حد مرّ بتجربة فيها مشاكل مع الأب. العلاقة بين الأب والابن في الفيلم نقدر نقول إنها علاقة شبه سامة، وفيها كمان بُعد في علاقة الابن بصاحبته، برضو ممكن نصنّفها كعلاقة سامة".
وأضاف: "الموضوع بيتكلم عن الذكورة الهشّة أو اللي بيسموها الذكورية السامة، لكن من وجهة نظري. وجهة نظري في إزاي الرجالة – عموماً – بيبقى صعب عليهم يعبروا عن نفسهم بطرق غير الغضب أو الانفعال الجسدي. وعلى الجانب التاني، وده دور مايان في الفيلم، بنشوف علاقة مالك ومايان، اللي برضو نقدر نقول إنها علاقة توكسيك، لكن بشكل مثير للاهتمام ومش متشاف بالشكل ده كتير. الفيلم جه من الفكرة دي: إزاي التلاتة دول ممكن يصطدموا ويتفاعلوا مع بعض في مساحة ضيّقة ومشحونة".
مصدر الإلهام لقصة الفيلم
وحول خلفية القصة ومصدر إلهامها، أوضح صيام: "مصادر الإلهام دايمًا مختلطة.. حاجات من حياتي، من حياة ناس قريبة مني، حاجات بشوفها وأنا راكب أوتوبيس أو مترو، من الناس اللي حواليا واللي بعيد عني. لكن فيه حاجة صغيرة شخصية جدًا، وهي إن والدي مات وأنا صغير.. بس ده مش الحدث اللي حصل في الفيلم. القصة ما حصلتش فعليًا، لكن فيه شعور داخلي أنا مرّيت بيه، وحاولت أترجمه دراميًا".
تفاصيل اختيار أبطال الفيلم
أما عن كيفية اختياره لأبطال الفيلم، فقال: "محترتش كتير. أولًا لأنهم ممثلين هايلين، وثانيًا لأنهم كانوا في بالي من وأنا بكتب. كان فيه طبعًا مناقشات مع المنتج محمد حفظي، وده منتج هايل، حول إمكانية إن التلاتة دول – لأنهم ما اشتغلوش مع بعض قبل كده – يشتغلوا سوا، وازاي يكون في تناغم بينهم. وده كان دوري كمخرج: أضبط منهج التمثيل والنبرات علشان التلاتة يشتغلوا في نَفَس واحد. الحمد لله التجربة كانت ناجحة جدًا، وأنا راضٍ عن التمثيل في الفيلم بنسبة كبيرة".
أهمية عرض الفيلم في مصر
عبّر صيام عن سعادته الكبيرة بعرض كولونيا لأول مرة في مصر ضمن مهرجان الجونة، قائلاً: "أهم حاجة بالنسبة لي إن الفيلم بيتعرض في مصر. مهرجان الجونة في دورته الثامنة بيثبت كل سنة إنه بيتطور، بيتجدد، وبيتحسن. عدد الضيوف بيزيد، والمهرجان أثبت إنه مستمر بعد ما ناس كتير قالت إنه ممكن يقف. بس الأهم بالنسبة لي، من كل ده، هو إن الفيلم يتعرض في مصر، وسط الناس اللي اشتغلوا فيه وآمنوا به. لحظة وقوفنا على المسرح امبارح قبل العرض كانت أهم لحظة. الفيلم معمول علشان يلاقي جمهوره، مش معمول لمهرجانات، وده اللي حصل فعلاً من ردود الفعل".
عروض قادمة ومهرجانات دولية
وعن خطط عرض الفيلم خارج مصر، صرّح صيام: "إحنا بالفعل تم اختيار الفيلم لعدة مهرجانات، وسيتم الإعلان عنها قريبًا. في اختيارات في العالم العربي، وفي أوروبا، وفي أمريكا كمان. والفيلم – الحمد لله – لقى حظه في الاتجاهين: المهرجانات والجمهور. وإن شاء الله العرض التجاري هيكون قريب".
وعن التصنيفات التي تُطلق على الفيلم، أبدى صيام رفضه لفكرة التصنيف قائلاً: "أنا ما بصنّفش. أنا عملت قبل كده فيلمين تسجيليين، والفيلم السابق نجح في المهرجانات، وفي نفس الوقت لقى جمهوره. مش شايف إن كولونيا فيلم مهرجانات، بل شايف إنه فيلم ممكن تتبسط، وتضحك، وتعيط، وتحس بشجن، وتسمع لحن يفضل في دماغك بعد التتر. فيه روح أفلام قديمة شوية، فيها دندنة حلوة كده، وفيلم معمول علشان يحسسك بحاجة، مش علشان ينحط في خانة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز