محمد التيمومي لـ«العين الرياضية»: حكيمي الأفضل في العالم.. وهكذا يفك المغرب عقدة أفريقيا

خلّد الأسطورة محمد التيمومي اسمه في تاريخ كرة القدم المغربية، بفضل الإنجازات الباهرة التي حققها مع أسود الأطلس خلال القرن الماضي.
وأسهم "الجوهرة السمراء"، كما يلقب في المغرب، في الملحمة التي حققها منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 1986 بالترشح للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم العربية والأفريقية لدور الـ16 من المسابقة الأبرز في العالم على صعيد المنتخبات.
التيمومي، الذي كان يلعب في مركز صانع اللعب، تألق بشكل خاص خلال المواجهة التي حقق خلالها منتخب المغرب فوزا تاريخيا على البرتغال بنتيجة 3-1.
قبلها بعام، تحصل الأخير الكرة الذهبية الأفريقية التي تمنح سنويا لأفضل لاعب في القارة، وذلك بعد أن قاد فريقه السابق الجيش الملكي المغربي للفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا في نسختها القديمة التي كانت تعرف باسم كأس أفريقيا للأندية الأبطال.
وبدأ محمد التيمومي مسيرته الكروية من بوابة فريق اتحاد تواركة المغربي، قبل أن ينضم عام 1982 للفريق العسكري الذي كان يضم في تلك الفترة نخبة من أبرز نجوم الكرة المغربية.
المستويات القوية التي قدمها مع الجيش الملكي ومع "أسود الأطلس" فتحت أمامه أبواب الاحتراف في "القارة العجوز"، حيث لعب في مرحلة أولى مع ريال مورسيا الإسباني، قبل أن ينضم لنادي لوكيرين البلجيكي.
وسبق للتيمومي أيضا أن حمل قميص نادي السويق من سلطنة عمان خلال الفترة الممتدة بين 1989 و1993، قبل أن يجدد العهد مع الكرة المغربية في العام ذاته (1993) بقميص الجمعية الرياضية لمركزية الحليب، ويختتم مسيرته عام 1995 مع الجيش الملكي.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الرياضية"، تحدث محمد التيمومي عن مشاركة "أسود الأطلس" في بطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين، بجانب الأسرار الكامنة وراء النهضة الكروية التي تعيشها الكرة المغربية في السنوات الأخيرة.
وتعرض النجم المعتزل أيضا لشروط تجديد منتخب بلاده العهد مع بطولة أمم أفريقيا بعد فترة ابتعاد مطولة عن منصة التتويج، فضلا على الأسباب التي تقف وراء عقدة المغرب في المسابقة القارية.
وفي سياق آخر، كشف محمد التيمومي عن مرشحه للفوز بلقب الكرة الذهبية قبل أن يختتم حواره بالكشف عن السر الكامن وراء تواصل تألق الثنائي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي رغم تقدمهما في السن.
حظوظ المغرب وافرة في "الشان"
أبدى أسطورة الكرة المغربية تفاؤله بقدرة منتخب بلاده على الفوز ببطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين، التي تتواصل منافساتها في منطقة شرق أفريقيا (تنزانيا وأوغندا وكينيا).
وقال التيمومي في هذا الصدد: "منتخب المغرب اكتسب خبرات كبيرة في المسابقة بعد فوزه بها في مناسبتين متتاليتين (2018 و2020)، وبالتالي يملك أسبقية كبيرة على باقي منافسيه الذين يفتقدون لثقافة التتويجات".
وتابع حديثه: "المنتخب الحالي يضم في صفوفه نخبة من أبرز نجوم الدوري المحلي، ومعظمهم يملكون إمكانات كبيرة تسمح لهم بالتواجد مع المنتخب الأول".
وواصل: "من الناحية الفنية، منتخبنا يفوق باقي المنتخبات المشاركة في البطولة، ولا أشك لحظة في قدرته على المنافسة بجدية على اللقب".
وأتم بالقول: "صحيح أن الخسارة من كينيا مثلا لم تكن منتظرة، غير أنني كنت واثقا من قدرته على التدارك وهو ما حدث بالفوز على زامبيا والكونغو الديمقراطية 3-1، قبل تخطي عقبة تنزانيا والفوز 1-0 في ربع النهائي، ليقطع خطوة كبيرة نحو الترشح للنهائي والفوز بالبطولة".
سر توهج الكرة المغربية
في السياق ذاته، استعرض محمد التيمومي سر النهضة الكبيرة التي تعرفها كرة القدم المغربية والتي سمحت لها باحتلال المركز الرابع في بطولة كأس العالم 2022، بجانب الفوز بالميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية 2024.
وقال في هذا الصدد: " استراتيجية العمل التي تم وضعها في العقود الأخيرة كانت موفقة وسمحت لجميع المنتخبات بتحقيق طفرة نوعية انعكست إيجابيا على نتائجها في البطولات القارية والعالمية".
وقال أيضا: "تم ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية وفي مدارس الشبان، مما أسهم في التغلب على النقائص البدنية والفنية والتكتيكية التي كان يعاني منها اللاعب المغربي".
وتابع بالقول: "ظروف العمل تحسنت بشكل كبير، كما تم توفير حوافز مالية كبيرة للاعبين والمدربين ساعدتهم على التركيز بشكل كامل من أجل تحقيق نتائج إيجابية".
وأتم بالقول: "أعتقد أن حدث استضافة بطولة قوية مثل كأس العالم 2030 سيسهم في حدوث طفرة جديدة لكرة القدم المغربية، بجانب ترسيخ تقاليد المنافسة على لقب بطولتي أمم أفريقيا والمونديال".
عوامل عديدة وراء عقدة «الكان»
وفي معرض إجابته عن سؤال وجه له بخصوص الأسباب الكامنة وراء فشل منتخب المغرب في الفوز ببطولة كأس أمم أفريقيا لفترة تناهز نصف القرن، قال محمد التيمومي: "هناك عوامل عديدة تقف وراء هذه العقدة، منها عدم التحلي بالتركيز اللازم في بعض المباريات الحاسمة، وعدم قدرة اللاعبين على تحمل الضغوطات الكبيرة".
وتابع بالقول: "كرة القدم المغربية عرفت أجيالا ذهنية طوال العقود الخمسة الأخيرة، والجميع يكاد يجمع على القيمة الفنية للاعبين الذين يعتبرون الأفضل في القارة السمراء".
وختم بالقول: "يجدر الاعتراف أيضا بأن اللاعب المغربي كان يفتقد للالتزام التكتيكي ويسقط بسهولة في فخ اللعب الاستعراضي، غير أن المعادلة تغيرت اليوم بحكم التطور الكبير في الثقافة التكتيكية".
مفتاح فوز المغرب بأمم أفريقيا 2025
وفي السياق ذاته، اعتبر القائد الأسبق لمنتخب المغرب أن التركيز سيكون مفتاح فوز "أسود الأطلس" بلقب المسابقة الأبرز في قارة أفريقيا على مستوى المنتخبات.
وقال في هذا الصدد: "الجوانب الذهنية مهمة للغاية في بطولة قوية مثل كأس أمم أفريقيا، أعتقد أن وليد الركراكي واع بهذه المسألة وسيركز بشكل كبير عليها".
وأضاف قائلا: "التحلي بالتركيز الكامل طوال البطولة سيسمح لمنتخب المغرب بإنهاء هذه العقدة التي طالت أكثر من اللازم"، منذ التتويج الوحيد في نسخة 1976.
وختم بالقول: "الضغوطات ستكون قوية للغاية على اللاعبين كما أن انتظارات الجماهير ستكون كبيرة، بالتالي سيكون العامل الذهني أحد أبرز مفاتيح التتويج بالبطولة".
حكيمي في طريق مفتوح
وفي سؤال وجه له بخصوص مرشحه للفوز بالكرة الذهبية، أجاب محمد التيمومي بدون تردد: "بغض النظر عن كونه مواطني، فإن أشرف حكيمي يستحق التتويج بهذه الجائزة الفردية بعد النجاحات الكبيرة التي حققها مع فريقه باريس سان جيرمان، ومساهمته الكبيرة في فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا واحتلال المركز الثاني في كأس العالم للأندية".
وقال أيضا: "حكيمي في طريق مفتوح للفوز بالكرة الذهبية، خاصة أنه لا يوجد لاعب آخر حقق إنجازاته الرياضية ذاتها خلال الموسم الأخير".
وأتم بالقول: "أنا شخصيا منبهر بانتظام مستواه طوال السنوات الأخيرة، فليس من السهل على أي لاعب أن يترك بصمة مع جميع الفريق التي يحمل قميصها بحكم اختلاف طرق اللعب".
سر استمرارية رونالدو وميسي
وفي خاتمة حواره، أجاب محمد التيمومي عن سؤال وجه له بخصوص السر الكامن وراء استمرارية الأسطورتين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي رغم تقدمهما في السن.
وقال في هذا الصدد: "أعتقد أن الالتزام في الحياة الشخصية هو العامل الوحيد الذي سمح لهما بمواصلة التألق في كرة القدم العالمية.. من الواضح أن سلوكهما خارج الملعب وجديتهما في التدريبات سمح لهما بتحقيق هذه المعجزة الكروية".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMiA= جزيرة ام اند امز