محمد التيمومي لـ"العين الرياضية": الركراكي صنع مجد المغرب.. وهذه فرص الرجاء ضد الأهلي
كان محمد التيمومي، قائد منتخب المغرب الأسبق، أحد أبرز النجوم الذين جادت بهم كرة القدم العربية في القرن الماضي.
التيمومي كان أحد أبرز صناع الألعاب في تاريخ الكرة العربية، وقد بدأ مسيرته مع اتحاد تواركة المغربي، قبل أن يحمل قميص الجيش الملكي، وهو الفريق الذي قاده عام 1985 للفوز بالنسخة القديمة من بطولة دوري أبطال أفريقيا.
التألق اللافت لمحمد التيمومي مع الفريق العسكري ومع منتخب المغرب دفع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لمنحه في نفس العام الكرة الذهبية، وهي جائزة سنوية مخصصة لأفضل لاعب في القارة الأفريقية.
وواصل التيمومي ظهوره المميز خلال نهائيات كأس العالم 1986 التي احتضنتها المكسيك، حيث أسهم بشكل كبير في تأهل منتخب المغرب للدور الثاني من المسابقة الأبرز في العالم.
هذا الإنجاز التاريخي فتح أمامه أبواب الاحتراف الأوروبي، إذ انضم لريال مورسيا الإسباني (1986-1987) ومن بعدها للوكرين البلجيكي (1987-1989)، قبل أن يلعب لفترة 4 أعوام ما بين 1989 و1993 مع نادي سويق من سلطنة عمان.
عودة محمد التيمومي للمغرب كانت من بوابة الجمعية الرياضية لمركزية الحليب، لينهي مسيرته مع فريق القلب الجيش الملكي عام 1995.
وخاض النجم الأسبق لكرة القدم المغربية طوال مشواره مع "أسود الأطلس" 78 مباراة في مختلف المسابقات، سجل فيها 13 هدفا.
"العين الرياضية" تواصلت مع محمد التيمومي لمعرفة آرائه حول عدة أمور، من بينها ملحمة منتخب المغرب خلال نهائيات كأس العالم "قطر 2022"، بجانب حظوظه خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا "كوت ديفوار 2023".
أسطورة كرة القدم المغربية تحدث أيضا عن ملف المغرب بخصوص احتضان كأس العالم 2030 بالاشتراك مع البرتغال وإسبانيا، ورسم أيضا "روشتة" تحقيق الرجاء لـ"ريمونتادا" تاريخية أمام الأهلي المصري في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا.
بصمة وليد الركراكي في كأس العالم
في البداية، تحدث محمد التيمومي عن الدور الكبير الذي لعبه وليد الركراكي، المدير الفني لمنتخب المغرب، في الملحمة التي حققها "أسود الأطلس" خلال نهائيات كأس العالم 2022 في قطر.
وحقق منتخب "أسود الأطلس" إنجازا خارقا باحتلاله المركز الرابع في كأس العالم 2022، في سابقة تاريخية للمنتخبات العربية والأفريقية.
وقال محمد التيمومي في هذا الصدد: "منتخب المغرب كتب التاريخ في المونديال الأخير، وهذا الإنجاز لم يكن ممكنا لولا تضافر جهود جميع الأطراف من رئيس اتحاد الكرة فوزي لقجع والمدرب وليد الركراكي، وبطبيعة الحال اللاعبين الذين شرفوا الراية الوطنية".
وتابع: "شخصيا، أعتبر الركراكي هو مهندس هذه الملحمة التاريخية باعتباره أحسن توظيف اللاعبين من الناحية التكتيكية، كما نجح في دفعهم للعب بروح قتالية عالية".
وأتم: "بصمة وليد الركراكي كانت واضحة ومهدت للإنجاز الكبير الذي حققه منتخب المغرب في كأس العالم 2022".
المغرب في كأس أمم أفريقيا
محمد التيمومي تحدث أيضا عن العقدة التي يعاني منها منتخب المغرب بعدم الفوز بلقب كأس أمم أفريقيا منذ نسخة عام 1976، وهي البطولة الوحيدة التي حققها في تاريخه.
وقال التيمومي في هذا الصدد: "أعتقد أن منتخب المغرب يملك كل الإمكانات التي تسمح له بفك هذه العقدة التي طالت أكثر من اللازم".
وواصل: "من حسن حظ منتخب المغرب أنه يملك حاليا جيلا هائلا من اللاعبين المميزين القادرين على قيادته للفوز باللقب الأبرز في القارة الأفريقية".
وتابع: "أعتقد أن التتويج بلقب كأس أمم أفريقيا بات حلما قريبا من التحقق، خاصة وأن وليد الركراكي نجح في إيجاد التوليفة المناسبة خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة".
وأتم: "لو قمنا بمقارنة الجيل الحالي وجيل 1986 التاريخي، فأعتقد أن اللعب في مستوى عال في أوروبا هو الفارق الوحيد باعتبار أننا كنا ننشط كلنا في الدوري المحلي قبل خوض مونديال 1986".
حلم تنظيم كأس العالم
كما تحدث التيمومي عن حظوظ المغرب في تنظيم كأس العالم 2030 بالاشتراك مع كل من إسبانيا والبرتغال.
وأوضح: "أعتقد أن الحلم أصبح قريبا من التحقق أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأن الملف سيكون هذه المرة قويا للغاية في ظل الشراكة مع بلدين عريقين من أوروبا".
وتابع: "السلطات المغربية قامت بمجهودات كبيرة طوال السنوات الأخيرة من أجل أجل النهوض بالبنية التحتية التي أصبحت تضاهي نظيراتها في أوروبا".
وأتم: "فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم منح إشعاعا كبيرا لكرة القدم المغربية على الصعيدين القاري والدولي".
أمرابط وزياش أمام تحدٍّ صعب
وفي سياق آخر، اعتبر محمد التيمومي أن ثنائي منتخب المغرب سفيان أمرابط وحكيم زياش سيكونان أمام تحدٍّ صعب في فترة الانتقالات الصيفية.
وتؤكد كل المؤشرات أن اللاعبين سيغادران فريقيهما، فيورنتينا وتشيلسي على الترتيب، خلال الميركاتو الصيفي المقبل.
وقال القائد الأسبق لـ"أسود الأطلس": "يتعين على أمرابط وزياش التفكير جيدا قبل حسم خطوتهما المستقبلية، وأن يأخذا بعين الاعتبار عدة نقاط مهمة، من بينها القدرة على التأقلم، فضلا على ضرورة التمتع بوقت لعب كاف".
وواصل: "التسرع ممنوع في ملف الوجهة الجديدة، اللاعبان مطالبان بالتريث قبل اختيار الناديين الذين سيلعبان معهما الموسم المقبل".
وأتم: "شخصيا، لا يمكنني الجزم أن نجاح سفيان أمرابط مع برشلونة أو حكيم زياش مع باريس سان جيرمان أمر مضمون، وبالتالي فالأمر يقتضي تفكيرا طويلا واستشارة معمقة من قبل اللاعبين للقيام بخيار موفق".
فرص الرجاء ضد الأهلي
وفي ختام حواره مع "العين الرياضية"، تعرض محمد التيمومي لحظوظ نادي الرجاء المغربي في مباراة العودة أمام الأهلي المصري في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا.
وكان الفريق البيضاوي قد خسر في مباراة الذهاب بهدفين دون رد امام عملاق كرة القدم المصرية، وبالتالي أصبح مطالبا بالفوز بفارق 3 أهداف دون تلقي أي هدف للترشح لنصف نهائي دون المرور بركلات الترجيح.
وقال النجم الأسبق للجيش الملكي بخصوص هذا الموضوع: "حظوظ الرجاء مازالت وافرة لإدراك المربع الذهبي، وهو أمر ممكن، شرط التحلي بالتركيز وعدم إضاعة الفرص السهلة كما حصل في مباراة الذهاب".
وأتم: "الجمهور سيكون السلاح الأول لممثل كرة القدم المغربية من أجل القيام بـ"ريمونتادا" تاريخية أمام الأهلي المصري، الجميع يعلم أن جماهير محمد الخامس تشكل نقطة قوة فارقة سواء تعلق الأمر بالرجاء أو الوداد".