بعد أن ظل سنوات حارسا عرين الجيش اليمني من الاختراقات الحوثية، ترجل العميد محمد الجرادي، برصاص مسلحين حوثيين، أنهت مشوارا عسكريا حافلا.
ففي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، قال مصدر عسكري في حديث لـ"العين الإخبارية" إن مسلحين مجهولين أطلقوا وابلا من الرصاص على العميد ركن محمد الجرادي ومرافقه لدى مروره في بلدة السائلة الواقعة بين مدريتي مدينة مأرب والوادي، مما أدى إلى وفاته.
ونعت وزارة الدفاع وهيئة الأركان اليمنية العميد الجرادي ووصفته بـ"برفيق السلاح" و"أحد مؤسسي الجيش اليمني" و"حاجز الصد المنيع"، قائلة إن"عملية إرهابية غادرة، استهدفت أحد خيرة القيادات الوطنية، والذي لم يتخلف يوماً عن أداء واجبه العسكري والوطني، وله من الأدوار التي لن ينساها أحد في قيادة المعارك ومنازلة مليشيات الحوثي".
حائط صد
واعتبرت استهداف الجرادي دلالة على أن عناصر القوات المسلحة وقادتها هم "هدف الظلاميين لأنهم حاجز الصد المنيع أمامهم وأمام مخططاتهم الإجرامية".
وعدد البيان إسهامات الجرادي في صد ودحر المليشيات الحوثية، ابتداء من بصماته الواضحة في إعادة بناء الجيش اليمني وتأسيس النواة الأولى في منطقة العبر، ثم قيادته للواء 81 مشاة الذي قدم معارك "أوجعت" العدو في مديريتي صرواح ونهم.
وأكدت وزارة الدفاع أن العميد الجرادي أصيب بشكل متكرر "إلا أن تلك الإصابات لم تمنعه عن أداء واجبه في أي موقع أو منصب"، متعهدة بـ"التصدي لكل المخططات المتربصة باليمن ومكتسباته، وتحرير كامل تراب الوطن وتخليصه من انقلاب مليشيا الحوثي وأطماع إيران".
مطالبات بالتحقيق
من جهته، طالب الخبير العسكري المقدم وضاح العوبلي في حديث لـ"العين الإخبارية"، سلطات مأرب الموالية للإخوان "بتقديم إجابات واضحة"، عن سباب اغتيال القيادات البارزة في الجيش اليمني.
وقال الخبير العسكري، إنه خلال شهرين فقط، اغتيل عدد من القيادات العسكرية في مأرب، في حوادث جرى تمريرها دون أدنى تحرك من القيادة السياسية والعسكرية والأمنية هناك.
أبرز القيادات الذين اغتيلوا مؤخرا في مأرب هم: مؤسس قوات اليمن السعيد القائد عبدالرزاق البقماء، وأركان حرب اللواء 159 مشاة العميد الركن عبدربه الأحرق، والضابط نصر الدين الخذافي ثم مستشار وزير الدفاع اليمني اللواء محمد الجرادي، وفقا للخبير العسكري.
فمن هو الجرادي؟
كان الجرادي يشغل منصب مستشار وزير الدفاع اليمني، لكنه يعد بمثابة صانع انتصارات الجيش اليمني منذ مشاركته في تأسيسه وخوضه معارك لتحرير مأرب وصنعاء قبل أن يطيح به الإخوان من منصبه.
ويُحسب للعميد الجرادي تحرير "صرواح" في مأرب و"نهم" في صنعاء لدى قيادته اللواء 81 مشاة بالجيش اليمني وخوضه معارك، استطاع خلالها الوصول إلى مشارف العاصمة صنعاء.
وسبق أن نجا الجرادي من موت محقق في 2017، عندما نصب له مسلحون كمينًا، أودى بحياة نجله واثنين من أقاربه في عملية حملت بصمات مليشيات الحوثي.
ويحظى الرجل بمكانة اجتماعية واسعة في مسقط رأسه في محافظة ريمة (غرب) ما جعله هدفا مشتركا للحوثيين والإخوان، لا سيما بعد تحركاته الأخيرة في توحيد الصفوف لاستئناف معارك التحرير انطلاقا من العاصمة المؤقتة عدن.
وعن الجرادي، قال الكاتب اليمني صالح الحنشي إن "قائد اللواء 81 مشاة سابقا كان في مقدمة القوات التي استطاعت الوصول إلى مناطق في محافظة صنعاء في بدايات الحرب".