تجربة محمد بن راشد في القيادة والريادة، في الإدارة والمتابعة، هي مزيج من الفكر الإبداعي لا الاتباعي، ومن الدهاء الإيجابي الخلاق.
يبدو جليا للناظر إلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أنه ماض قدما في إثر شاعر العرب الأشهر أبوالطيب المتنبي حين قال:
"إذا رغبت في شرف مروم ** فلا تقنع بما دون النجوم".
منذ بضعة أيام كتب الشيخ محمد بن راشد عبر موقع تويتر تغريدة جاء فيها: "نفتش عن قادة يحركون الجبال.. ويقودون التغيير.. ويصنعون المستقبل.. همتهم في السماء.. وطموحاتهم معانقة النجوم".
حلم محمد بن راشد في واقع الأمر لدبي والإمارات لا يتوقف عند حدود أو سدود، وهذه أولى السمات الواجبة الوجود في القائد المخلص لرعيته، إنه حالم بامتياز، وقادر على التشبث بحلمه بأسنانه قبل يديه، يرى الحلم من بعيد فيطارده، ليرغمه عما قليل للتحول إلى واقع.
الأحلام عند قادة مخلصين من نوعية محمد بن راشد تتوالد بمصفوفة هندسية لا عددية، والنجاح كما هو معروف معد ودافع لما فوق النجوم إلى السدوم والمجرات الأبعد، ولهذا باتت الإمارات في ظل قيادتها الحكيمة نموذجا في المنطقة للتنمية البشرية والإنسانية
تجربة محمد بن راشد في القيادة والريادة، في الإدارة والمتابعة، هي مزيج من الفكر الإبداعي لا الاتباعي، ومن الدهاء الإيجابي الخلاق، ونموذج من الصبر والإصرار على التعليم والتعلم، وفيما يمارس هذه المنظومة البديعة على الأرض يطرد من الفضاءات العقلية كلمة مستحيل.
حين يخاطب محمد بن راشد شباب الإمارات فإن الأمل يبقى دائما وأبدا لديه مصحوب العمل، لكنه ليس أي عمل، بل العمل المتقن الساعي للمركز الأول ولا أقل منه.
تقف التحديات في طريق الإنسان الاعتيادي لتحول دون أن يكمل سعيه أو يحقق هدفه، لكن محمد بن راشد يبحث عن التحديات لكي يهزمها، ويعلم شباب الإمارات أن الأهداف يمكن الاقتراب منها عن طريقين.. طريق مباشر أو اقتراب غير مباشر، مع بقاء الهدف في الحالتين ظاهرا أمام طالبيه، حتى وإن أخذتهم التضاريس إلى الطرق الدائرية.
يحطم محمد بن راشد المفاهيم البرجوازية الاجتماعية التقليدية، تلك التي صنفت الناس إلى عوام ونخبة، إذ يفتح ذراعيه وعقله ومشروعاته واسعة أمام شباب الإمارات، وهو يعدهم لحمل مشاعل التنوير، ويدعوهم لأن يكونوا جزءا من النخبة بأفكارهم الابتكارية، وفي زمن لم يعد يعرف الريع الاقتصادي والنفطي تحديدا كمدخل وحيد أو رئيسي، وتجربة الإمارات دون أدنى شك هي تجربة رائدة في ذلك النوع الجديد من اقتصاد الابتكار، وإن ينسَ المرء فإنه لا ينسى مقولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، التي تمثل التحدي والتصدي للأنماط الاقتصادية المعلبة والجاهزة، حين قال: "سنحتفل بآخر برميل نفط نصدره من الأراضي الإماراتية"، ما يعني تعظيم الرهان على الإنسان الإماراتي، ويبقى الإنسان في كل الأحوال هو القضية والإنسان هو الحل.
نهار الثلاثاء المنصرم وعلى هامش استقبال محمد بن راشد القيادات الإعلامية العربية الشابة، كان من الواضح جدا وعبر كلماته للشباب أننا أمام رجل يصدق فيه أيضا قول المفكر العروبي الكبير عبدالرحمن الكواكبي: "رجال يفكرون بعزم ويعملون بحزم***ينبهون الناس ويرفعون الالتباس، ولا ينفكون إلا حين ينالون ما يقصدون"، ما قصد محمد بن راشد في الحال والاستقبال؟
باختصار غير مخل، خلق أجيال من الشباب العربي الإعلامي الذي يدرك الأهمية والقدسية الخاصة بالكلمة، تلك الكلمة التي قال عنها عبدالرحمن الشرقاوي المفكر والكاتب المصري الكبير الراحل، في رائعته "الحسين شهيدا"، إنها "نور" وبعض الكلمات "قبور" مقروؤة كانت أو مسموعة أو مرئية.
يرى القائد محمد بن راشد أن الشباب العربي اليوم مدعو لمسيرة تطوير للإعلام في عالمنا العربي، ليضحى على قدر المسؤولية الكبيرة والجسيمة، وفي ذهنه قول من قال إن الذي كان يعطي الخبز في زمن الإمبراطورية الرومانية كان يعطي معها وبالضرورة الشريعة، فيما المشهد وفي القرن الحادي والعشرين بات من يشرف على إيصال الصورة للناس هو صانع العقول وموجه الجماهير، إنها النخبة التي تقود الجميع، وويل لأمة تكون نخبتها نهبوية لا نهضوية، ولهذا فقد دعاهم لنشر الأفكار الإيجابية وترسيخها، وعكس صورة حضارية مشرقة عن الواقع والمستقبل، ومساعدة المجتمعات في الاستفادة من التحديات لصناعة فرص تكون أساسا للمستقبل الأفضل".
القائد المخلص لديه أنساق من الأفكار العظيمة، ويمكن دون تهوين أو تهويل الإشارة إلى توافر المبادئ الأربعة التي تمثل ركائز تلك الأنساق عند محمد بن راشد، وهي بالترتيب الطاقة، حيث يعتبر امتلاك القائد للطاقة المحرك الرئيسي لإنجازات غير مسبوقة، والقدرة على تحفيز مرؤوسيه ومريديه وكأنهم جنود في معركة، والحسم اللازم لاتخاذ قرارات صعبة وهذه لا بد منها للإنجاز الفاعل، والمهارة والثقة في التنفيذ، كي يضحى المستحيل واقعا حيا معاشا.
محمد بن راشد مثال للأشخاص الذين يتمتعون بالطاقة ويحبون عبارة "هيا.. انطلق إلى ما وراء الآفاق"، الذين يستيقظون كل يوم متلهفين على إنجاز المهام الموكولة لهم، رجال يتحركون بسرعة 95 ميلا في الساعة، في عالم يتحرك بسرعة 55 ميلا في الساعة عينها.
يمتلك الشيخ محمد بن راشد روح الإلهام، ولهذا ليس عجيبا أو غريبا أنه يعرف كيف يحث مواطنيه على الأداء الراقي المتطور، وأنه يرسم أبعاد الرؤية المستقبلية، ويترك لمواطنيه السير على هداها، والمحفزون عادة يعرفون كيف يلهبون مشاعر الإثارة لدى الآخرين بشأن فكرة أو مهمة أو هدف.
إنهم يعترفون بفضائل الآخرين ويمنحونهم التقدير دون أنانية عندما تسير الأمور على خير ما يرام، ويسارعون إلى تحمل المسؤولية عندما تسوء الأحوال.
الأحلام عند قادة مخلصين من نوعية محمد بن راشد تتوالد بمصفوفة هندسية لا عددية، والنجاح كما هو معروف معد ودافع لما فوق النجوم إلى السدوم والمجرات الأبعد، ولهذا باتت الإمارات في ظل قيادتها الحكيمة نموذجا في المنطقة للتنمية البشرية والإنسانية، والمحافظة على قوة هذا النموذج أمر يتطلب جهودا مضاعفة وأفكارا خلاقة.
الافكار كالأشجار.. تسقى بالتضحية.. فتعطي أجمل ثمار المنجزات.. هكذا يقرر محمد بن راشد وعليه يضحى التساؤل قبل الانصراف.. أي قوة تلك التي تستطيع الوقوف أمام تطلعات وطموحات الإماراتيين؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة