لا شك أن انضمام حواز السفر الإماراتي إلى قائمة أفضل عشر جوازات سفر في العالم لا ينفصل عن بقية النجاحات التنموية التي تحققها الدولة.
ليست وليدة الصدفة تلك النجاحات والقفزات النوعية التي حققها جواز السفر الإماراتي خلال السنوات القلائل الأخيرة، بل هي وليدة تخطيط وجهود تبذل منذ أن أطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي مبادرة قوة جواز السفر الإماراتي، وهي مبادرة تهدف إلى وضع الجواز ضمن قائمة أقوى خمسة جوازات سفر في العالم بحلول عام 2021.
المؤشرات جميعها تشير إلى زحف الإمارات لصدارة التنافسية العالمية، فالتقارير تؤكد تصدر دولتنا لأكثر من خمسين مؤشراً تنموياً عالمياً، وهذه الإنجازات والنجاح تقدم رسالة للعالم أجمع بأن الإنسان العربي قادر على استئناف حضارتها وتوظيف موارده إن وجد بيئة طموحة محفزة للنجاح
هذه الرؤية الاستراتيجية الطموحة ربما كانت تمثل في بداياتها طموحاً صعب التحقق، ولكن لأن الجميع على أرض الإمارات بات يؤمن بأن الطموح لا يعرف المستحيل، وأن "الهمم على قدر الأحلام" كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ولأننا نريد أن نصنع المستقبل ونشارك بفاعلية فيه كما يؤكد دوماً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فقد رأينا جميعاً كيف يمكن أن يتحول الطموح إلى إنجاز وفي أقل من الوقت المخطط له، في تجسيد واضح لجهود وزارة الخارجية والتعاون الدولي التي حققت نقلة نوعية كبيرة في نشاط الإمارات وعلاقاتها مع العالم منذ أن تولى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، منصبه، حيث جاء النجاح وتقدم مرتبة جواز السفر الإماراتي بالفعل على قدر همة صاحب المبادرة، وكل من يعملون على تحقيق أهدافها الوطنية النبيلة.
ولا شك أن انضمام حواز السفر الإماراتي إلى قائمة أفضل عشر جوازات سفر في العالم لا ينفصل عن بقية النجاحات التنموية التي تحققها الدولة، فقد تزامن الإعلان عن هذا الإنجاز مع الكشف عن تقدم الدولة في تقرير التنمية البشرية 2018، الصادر عن الأمم المتحدة، ثمانية مراكز عن العام الماضي، لتحتل المرتبة الأولى عربياً والـ34 عالمياً في هذا التقرير، الذي يعكس حالة التنمية في مختلف دول العالم.
هذه النجاحات بعضها من بعض، وقوة جواز السفر الإماراتي ليست مسألة إحصائية ولا تقتصر جدواها على تسهيل دخول مواطني الدولة إلى 157 دولة من دول العالم من دون تأشيرة مسبقة فقط، رغم أهمية هذا الأمر ضمن منظومة إسعاد شعب الإمارات ورفاهيته، ولكنه يمتد أيضاً ليعكس صورة الدولة ومكانتها لدى دول العالم، فهو يعد بمثابة تصويت بالثقة للإمارات وقيادتها وشعبها، وعلينا أن نعرف الفوارق الرقمية الكبيرة التي تفصل بين جواز السفر الإماراتي وغيره من جوازات السفر العربية وكثير من دول العالم لندرك حجم ما تحقق من إنجاز على هذا الصعيد، ونتعرف على صورة دولتنا الزاهية في عيون دول العالم، الذي يثق ويقدر الإمارات وما تحققه من إبهار تنموي بات نموذجا تحتذي به مختلف دول العالم المتقدمة، فجواز السفر هو مرآة الدولة وأبنائها ومكانتها ومكانتهم في الخارج، وأعتقد أن جميعنا يلمس جيداً -خلال سفرنا وجولاتنا الخارجية- قدر الاحترام والتقدير والإعجاب الذي تحظى به الإمارات في عيون شعوب العالم كافة.
الأحلام في الإمارات في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- أصبحت واقعاً، ولمَ لا ولدينا قيادة رشيدة قادرة على شحن طاقات الشباب واستنفار همم شعبها وتحويل كل فرد على أرض الإمارات إلى طاقة منتجة مليئة بالتفاؤل والثقة في المستقبل، والأهم من ذلك التطلع بشغف إلى الرقم (1) الذي بات يمثل طموح الإمارات وشعبها في مختلف مجالات التنمية الشاملة.
المؤشرات جميعها تشير إلى زحف الإمارات لصدارة التنافسية العالمية، فالتقارير تؤكد تصدر دولتنا لأكثر من خمسين مؤشراً تنموياً عالمياً، وهذه الإنجازات والنجاح تقدم رسالة للعالم أجمع بأن الإنسان العربي قادر على استئناف حضارته وتوظيف موارده إن وجد بيئة طموحة محفزة للنجاح، كما تنطوي أيضاً على رسالة أمل تبثها الإمارات في ملايين الشباب العربي، لتقوم بدور في غاية الأهمية في مواجهة الأفكار الظلامية وأعداء الحضارة والإنسانية، وهو صناعة الأمل وابتكار النموذج الذي يمثل مشعلاً يستنير به ملايين الشباب ويستنهض فيهم الهمم والطاقات ويجنبهم التشاؤم والإحباط والانسياق وراء مروجي الفكر المتطرف وباعة الأوهام.
تطمح الإمارات في رؤيتها الاستراتيجية 2021 إلى أن تكون من أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد، والشواهد تؤكد أننا على الدرب الصحيح ماضون، وأن اهدافنا باتت قابلة للتحقق، وأننا على موعد مع التاريخ كما خططت له قيادتنا الرشيدة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة