محمد بن راشد يكرم خريجي برنامج القيادات المؤثرة
رحلة تدريب منتسبي الدفعة الثانية من برنامج القيادات المؤثرة استمرت سنة كاملة، واشتملت على رحلات دولية.
أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الاستثمار في الإنسان هو الأعظم فائدة والأكثر عائداً.
وأضاف: "هدفنا تخريج قيادات جديدة ومستمرة في الصف الثاني والثالث، وسنبقى نبحث عن القيادات الشابة ونُعِدها لتولي مسؤوليات جديدة في وطن لا يعرف التوقف".
جاء ذلك خلال تكريم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم 32 خريجاً من الدفعة الثانية من برنامج القيادات المؤثرة، الذي أطلقه مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، في حضور محمد القرقاوي، رئيس المكتب التنفيذي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وقال القرقاوي: "فكر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم القيادي يشكل منهجاً وأسلوباً مميزاً في القيادة، وملهماً للقيادات التي تسعى للتأثير وتحقيق التميز في مسيرة عملها".
وأضاف أن "هذا الفكر يشكل الركيزة الأساسية التي تتمحور حولها البرامج لبناء أجيال من القادة في جميع المجالات وفي القطاعين الحكومي والخاص، والقادرة على تحويل رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى إنجازات تتعزز من خلالها المكانة المميزة للإمارات إقليمياً وعالمياً".
وأوضح أن الإمارات وبفضل رؤية قيادتها التي تؤمن بقدرات أبنائها، تقدم نموذجاً مبتكراً عالمياً في إعداد قادة المستقبل القادرين على التعامل مع جميع المتغيرات والمستجدات وتحويل التحديات إلى فرص، بما يسهم في تمكينهم من توفير أفضل الحلول لخدمة الإنسان والارتقاء بالمجتمع.
واستمرت رحلة تدريب منتسبي الدفعة الثانية من برنامج القيادات المؤثرة سنة كاملة، إذ صُمم البرنامج بالاستناد إلى مقومات المنظومة القيادية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفق مساقات محددة ورئيسية بالشراكة مع 3 جامعات عالمية وهي: مساق القيادة الاستراتيجية بالتعاون مع المعهد الدولي للتطوير الإداري "آي أم دي" من سويسرا، ومساق القيادة الممكنة بالتعاون مع كلية "إمبريال كوليدج لندن"، ومساق القيادة الريادية بالتعاون مع "يو سي بيركلي" في الولايات المتحدة الأمريكية.
واشتمل البرنامج أيضاً على رحلات دولية، إذ اطلع المنتسبون خلال زيارتهم لمدينة أمستردام الهولندية على مجموعة من الممارسات والتجارب الرائدة، إضافة إلى عقد عدد من الاجتماعات وورش العمل مع كبرى الشركات العالمية، كما زاروا مبنى البرلمان الهولندي واطلعوا على آليات عمله والتقوا مجموعة من العاملين في المبنى.
وشارك المنتسبون كذلك في جلسة لقسم الابتكار في الشرطة الهولندية، تتمحور حول تطوير حدود العمل الشرطي، وجلسة "التكنولوجيا والفلسفة ومستقبل البشرية، نظرة متعددة التخصصات من عالم المستقبل"، استعرض خلالها المنتسبون تجربتهم في العاصمة الهولندية من خلال عرض مرئي على مجموعة من المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص في هولندا.
واطلع منتسبو البرنامج خلال زيارة إلى مؤسسة خيرية تُعني باستضافة وتمكين اللاجئين في هولندا، على آليات عملهم وكيفية تمكينهم للاجئين الموجودين في المركز وكيفية تأهيلهم لعيش حياة طبيعية، وليكونوا عناصر فاعلين في المجتمع، كما زاروا متجراً أقامه أحد الذين كانوا من اللاجئين واستعرض تجربته والظروف والتحديات التي واجهته حتى تمكن من افتتاح مشروعه الأول والاكتساب منه.
وتتضمن الدفعة الثانية 32 منتسباً يمثلون 10 قطاعات مختلفة، وينتمون إلى 28 جهة محلية واتحادية خاصة على مستوى الإمارات، وتم تشكيل فرق عمل مصغرة من المنتسبين وتكليفهم بتطوير 6 مشاريع بحثية على مدار السنة تُعني بموضوعات استراتيجية مثل العلوم المتقدمة، والنظام القانوني، وتكنولوجيا المستقبل، والبيئة العالمية، والابتكار الاجتماعي، واقتصاد المستقبل.
كما تم تكليف كل منتسب بتطوير مشروع يفيد جهة عمله ويتغلب خلالها على تحدٍ قائم فيها، وعرضها في نهاية مدة البرنامج على باقي المنتسبين واعتمادها من قبل فريق عمل مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، ومن ثم تزويد جهات عملهم بها.
واكتسب المنتسبون مهارات جديدة إثر تكليف كل منهم بمشروع تطوير شخصي جديد، إذ أتقن 6 منتسبين لغات جديدة هي: الروسية والفرنسية والصينية والإسبانية، نظراً لحاجة بعضهم لها في عملهم، وشارك 6 آخرون في رياضات جديدة مثل سكاي دايف، وتسلق جبال، والغوص، والسباحة، وركوب الخيل، وانضم آخرون إلى دورات إلقاء خطابات مؤثرة، وأحدهم سافر إلى نيبال للمشاركة والتطوع في منظمات إنسانية.
وتم التنسيق مع 32 مديراً تنفيذياً عالمياً، ليكونوا موجهين خلال رحلة المنتسبين طيلة العام، إذ يحق لكل منتسب 10 ساعات توجيهية خاصة به، يناقش فيها العقبات والتحديات التي تواجهه في حياته المهنية والعامة وسبل تجاوزها.
وخضع جميع المنتسبين لفحص اللياقة البدنية ولورشات خاصة بتطوير المهارات الإعلامية والتحدث لوسائل الإعلام وإلقاء الخطابات مع التدريبات على اللياقة الذهنية، لتطوير طريقة التفكير والتغلب على الضغوطات التي تواجه القادة.
وتضمن البرنامج جلسات نوعية استضاف من خلالها أكثر من 60 شخصية ومسؤولاً من القطاعين الحكومي والخاص على المستويين المحلي والعالمي، لتقييم أعمال المنتسبين طيلة فترة انتسابهم وعلى مختلف المراحل.
وكان برنامج القيادات المؤثرة انطلق في نسخته الأولى عام 2017 لإعداد قيادات تحفز الابتكار في أساليب العمل والإبداع، وتحقق تحولات نوعية في مسارات تمكين الكوادر وبيئات العمل، وتسهم في استشراف المستقبل وصناعته، واستقبل البرنامج أكثر من 4000 طلب في الدورتين الأولى والثانية.
ومنذ تأسيسه عام 2003، يقدم مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، برامج نوعية وأنشطة هادفة تسهم في تأهيل شخصيات قيادية تتمتع بمهارات حيوية متنوعة عملياً وحياتياً، وتستطيع التكيف مع المستجدات والتعامل مع التغيرات بمرونة وذكاء، وتتمتع بالكفاءة وسعة الاطلاع التي تؤهلها لاتخاذ قرارات جوهرية وابتكار الحلول لتحديات المستقبل.
وشهد المركز حتى تاريخه تخريج أكثر من 600 من القيادات في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية، وأصبح العديد منهم في مواقع قيادية في الصفوف الأولى ضمن القطاعين الحكومي والخاص.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjEwOCA= جزيرة ام اند امز