خبراء: زيارة محمد بن سلمان للقاهرة تعزز الشراكة بين البلدين
زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة تؤشر على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتفاهم الواضح في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
حل الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، ضيفا على القاهرة، مساء الإثنين، في ثالث محطات جولته العربية التي بدأها بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة وتلاها بزيارته لمملكة البحرين.
وقال خبراء في العلاقات الدولية لـ"العين الإخبارية"، إن زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة، وهي السادسة من نوعها خلال السنوات الثلاث الماضية فقط، تؤشر على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتفاهم البيني الواضح في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، كما أنها تعزز التعاون الثنائي.
وكانت أولى زيارات محمد بن سلمان للقاهرة في أبريل/نيسان 2015، عندما كان يتولى منصب وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي، في حين زار القاهرة آخر مرة قبل زيارته الحالية في مارس/آذار الماضي، وهي الزيارة التي شهدت توقيع العديد من اتفاقيات التعاون الثنائي في العديد من المجالات خاصة الاقتصادية.
وتشهد العلاقات بين القاهرة والرياض تقاربا ملحوظا في السنوات الأخيرة، عززها التفاهم الحاصل بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على مستوى التنسيق السياسي أو التعاون الاقتصادي، وتدفق الاستثمارات السعودية، وانسياب حركة التجارة والعمالة بين البلدين.
يقول محمد العرابي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، وزير الخارجية المصري الأسبق، إن العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية بمثابة ضرورة لحماية المنطقة العربية من الأخطار التي تحيط بها في الفترة الراهنة، فهي "صمام أمان لاستقرار الشرق الأوسط"، على حد وصفه.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن "زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر تشكل نقطة محورية هامة في العلاقات بين البلدين، وتبعث برسالة تحذيرية للأطراف المعادية"، مؤكدا أن "مصر والسعودية قطبان هامان للعمل العربي المشترك".
وتابع العرابي أن العديد من الأخطار تحيط بالمنطقة تحتم أن يكون هناك نظرة استراتيجية مشتركة بين أكثر دولتين استقرارا وقوة وهما مصر والسعودية، وبالتالي فهي علاقة لازمة للفترة الحرجة التي يمر بها العالم العربي حاليا، بالإضافة إلى طبيعة العلاقة التاريخية بينهما.
وأضاف "كلما نمت العلاقة بين مصر والسعودية فإنها تبعث رسالة قوية لبعض الأطراف في المنطقة، مفادها أن أي ممارسات بهدف فرض السيطرة على المنطقة ستبوء بالفشل أمام حائط الصد المصري السعودي، فهي لحماية المنطقة من أي أطماع خارجية سواء كانت إقليمية أو غربية".
وأبدت القاهرة دعما واضحا وقويا للسعودية في التحقيقات التي تجريها في حادثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وأصدرت الخارجية المصرية، مؤخرا، بيانا نددت فيه بمحاولة تسييس القضية للنيل من المملكة رغم ما لها من دور سياسي إقليمي هام، كما أشادت بالجهد الذي تبذله السعودية في سبيل إجلاء الحقيقة.
في السياق ذاته، أكدت الدكتورة هدى رؤوف خبيرة العلاقات الدولية، أن "العلاقات بين مصر والسعودية هي علاقات مهمة وتاريخية، فمصر تنظر إلى المملكة السعودية باعتبارها أهم دائرة تحرك خارجية في السياسة المصرية عربيا وإسلاميا، ولا ننسى الدور البطولي الذي قامت به المملكة في الوقوف بجانب مصر، ودعمها ماديا وسياسيا، في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، وكذلك ثورة 30 يونيو 2013، حيث قدمت دعما ماليا وسياسيا قويا ساهم في إنقاذ مصر".
وأضافت لـ"العين الإخبارية" أن "تطابق الموقف السعودي والمصري تجاه الكثير من قضيا المنطقة، ساهم في تعزيز تلك العلاقة التاريخية، مشيرة إلى أن "مصر حريصة على دعم موقف السعودية ونظامها باعتبارها دولة مهمة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، كما أن السعودية تعي أهمية مصر لاستقرار المنطقة أيضا".
وأشارت إلى أن "إضعاف دور أي منهما سيكون في صالح تزايد النفوذ التركي والإيراني ودور قطر المتداخل في الدول العربية لصالح حسابات أيديولوجية أخرى"، مؤكدة أن "مصر والسعودية تمثلان، عن حق، رمانة الميزان في اعتدال سياسات المنطقة".
من جهته، قال أبو بكر الديب الخبير الاقتصادي المصري، إن العلاقات المصرية- السعودية في أزهى عصورها، وهي علاقات تاريخية منذ الملك عبد العزيز آل سعود الذي كانت مصر هى محطته الأولى فى أول زيارة خارجية له.
وأضاف أن السعودية هي الأولي عربيا من حيث الاستثمارات في مصر، بعدد مشروعات يزيد عن 2900 مشروع بـ27 مليار دولار، والاستثمارات المصرية في السعودية وصلت إلى 1300 مشروع، باستثمارات تتجاوز 2.5 مليار دولار، وتبادل تجاري تجاوز 6.2 مليار دولار، وتشكل السياحة السعودية 20% من السياحة العربية، وبلغ عدد المصريين الذين يعملون بالمملكة 1.8 مليون وأكثر من نصف مليون من السعوديين مقيمين إقامة دائمة بمصر.
وأوضح أن المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الدول التي بادرت بمساعدة مصر ودعم الاقتصاد المصري، ومنذ توليه مقاليد الحكم، حرص الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على استمرار العلاقات مع القاهرة، وزار مصر في أبريل/نيسان 2016، ووقع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مع مصر بلغت 25 مليار دولار، وتم الاتفاق علي إنشاء صندوق مصري–سعودي للاستثمار بقيمة 16 مليار دولار، وتتميز العلاقات بمكانة عالية لما تتمتعان به من موقع على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.