وساطة محمد بن سلمان بأوكرانيا.. انتصار دبلوماسي وعلاقات دولية متوازنة
"انتصار دبلوماسي وعلاقات دولية متوازنة".. هكذا رأى محللون وساطة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لإطلاق سراح أسرى بأوكرانيا.
وأشار المحللون إلى أن الانتصار الدبلوماسي الذي حققته السعودية، يسلط الضوء على أهمية العلاقات الوثيقة لولي عهد السعودية مع روسيا بالنسبة لشركاء الرياض في الغرب الذين يسعون لعزل موسكو بسبب الحرب الدائرة هناك.
- بعد وساطة السعودية بين روسيا وأوكرانيا.. من الأسرى الـ10 المفرج عنهم؟
- محمد بن سلمان وبوتين.. ترحيب بـ"تبادل الأسرى" وتعزيز تعاون "شنغهاي"
وبعد وساطة من الأمير محمد بن سلمان أطلقت روسيا، الأربعاء، سراح 10 أجانب كانت قد أسرتهم في أوكرانيا، بينهم 5 بريطانيين وأمريكيين اثنين.
ونُقل الأسرى المفرج عنهم، بينهم أيضا كرواتي ومغربي وسويدي، إلى الرياض على متن طائرة سعودية، حيث كان مسؤولون في استقبالهم.
وقال مسؤولون إن من المتوقع أن يغادر المواطنان الأمريكيان ألكسندر دريك (39 عاما) وآندي هوين (27 عاما)، وكلاهما من ألاباما، الأراضي السعودية في غضون أيام.
علاقات قوية ومتوزانة
وأوضح محللون لـ"رويترز" أن هذه الخطوة أصبحت ممكنة بفضل العلاقات التي عمل الأمير محمد بن سلمان آل سعود على تطويرها بعناية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وقال كريستيان أولريشسن، أستاذ العلوم السياسية في معهد بيكر بجامعة رايس في الولايات المتحدة، إن "روابط العمل بين السعودية وروسيا يبدو أنها كانت عنصرا حاسما في نجاح عملية الوساطة".
وأضاف أولريشسن: "من خلال الانخراط في هذه الوساطة ونجاحها في تحقيق النتائج المرجوة، أكد الأمير محمد بن سلمان آل سعود دوره الفاعل في لعب دور نافذ على المستوى الإقليمي والدولي".
دافع "إنساني"
وفي حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله إن "الدافع وراء وساطة السعودية في إطلاق سراح الأسرى كان إنسانيا بالأساس".
وأضاف أنه "فيما يتعلق بالصراع نفسه تريد السعودية الوصول إلى حل تفاوضي، وأن الرياض ملتزمة بمحاولة المساعدة في تحقيق ذلك".
ولفت الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، إلى أن "ولي العهد أجرى محادثات مع بوتين للتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى منذ أبريل/نيسان، عندما تفهم قضية المواطنين البريطانيين الخمسة بعد زيارة للمملكة قام بها رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون".
وتابع الأمير فيصل لشبكة "فوكس نيوز": "استطاع الأمير إقناع الرئيس بوتين بأن هذه لفتة إنسانية تستحق العناء، وهذه هي الطريقة التي حققنا بها هذه النتيجة".
علاقات "مفيدة" مع روسيا
من جانبه، قال علي الشهابي إن "الوساطة السعودية في إطلاق سراح الأسرى كانت الأولى".
وأضاف: "أعتقد أن السعودية كانت ترسل رسائل إلى الغرب بأن علاقاتها مع روسيا يمكن أن تكون مفيدة لهم أيضا".
ومضى قائلا: "هناك حاجة لأن تحافظ بعض الدول على علاقات مع كلا الجانبين".
في سياق متصل، قال دبلوماسي غربي إن "التحضير لاتفاق الأسرى استغرق شهورا، لكن معظم المجتمع الدبلوماسي الخليجي لم يسمعوا عنه إلا بعد وصوله لمراحلة الأخيرة".
وشكر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ورئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد السعودي على دوره.
فيما شبه كريستين ديوان، الباحثة المقيمة البارزة في معهد دول الخليج العربية بواشنطن، وساطة الأمير محمد بن سلمان سعود بـ"الكيمياء"، ووصفه بأنه "يحول علاقاته مع روسيا إلى ذهب".
aXA6IDMuMTM2LjIyLjIwNCA= جزيرة ام اند امز