بعد وساطة السعودية بين روسيا وأوكرانيا.. من الأسرى الـ10 المفرج عنهم؟
بوساطة سعودية بين روسيا وأوكرانيا، أطلق سراح 10 أسرى من مواطني خمس دول، كانوا محتجزين لمدة أشهر لدى القوات المدعومة من موسكو شرقي كييف.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية مساء الأربعاء، عن نجاح وساطة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، في الإفراج عن 10 أسرى من مواطني المغرب والولايات المتحدة وبريطانيا والسويد وكرواتيا.
تلك الوساطة قوبلت بالترحيب والإشادة من الدول الخمس للدور السعودي الذي ساهم في إطلاق سراح مواطنيهم سالمين دون الإصابة بأي أذى، مما أنهى شهورًا من عدم اليقين والمعاناة لهم ولعائلاتهم.
مَن الأسرى العشرة؟
وفيما لم تكشف وزارة الخارجية السعودية في بيانها عن هوية الأسرى العشرة مكتفية بالإشارة إلى جنسياتهم، قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن من بينهم اثنين من قدامى المحاربين الأمريكيين وخمسة مواطنين بريطانيين، بالإضافة إلى المغربي إبراهيم سعدون، ومواطن سويدي وآخر كرواتي.
وأكد أفراد أسرة الأمريكيين ألكسندر دريك (39 عاما) وأندي هوين (27 عاما)، اللذين قبض عليهما في يونيو/حزيران الماضي في أثناء قتالهما من أجل أوكرانيا شمال خاركيف، إطلاق سراحهما.
وأصدرت عمة دريك بيانًا أكدت فيه إطلاق سراح ابن شقيقها، من مدينة توسكالوسا في ولاية ألاباما الأمريكية، وهوين، من مدينة هارتسيل بالولاية ذاتها.
وأضافت في البيان الصادر عنها: "يسعدنا أن نعلن أن أليكس وآندي أحرار. إنهما محتجزان بأمان في عهدة السفارة الأمريكية في المملكة العربية السعودية وبعد الفحوصات الطبية واستخلاص المعلومات سيعودون إلى الولايات المتحدة".
وقالت ديانا شو، المتحدثة باسم العائلتين: "إننا نقدر بشدة صلوات الجميع، ولا سيما التواصل الوثيق ودعم المسؤولين المنتخبين لدينا، السفير الأوكراني ماركاروفا، وأعضاؤنا في سفارات الولايات المتحدة في أوكرانيا والمملكة العربية السعودية ووزارة الخارجية الأمريكية".
وفيما لم تعرف العائلات أن تبادل الأسرى قيد الإعداد، قالت شبكة "سي إن إن"، في تقرير سابق، إن الأمريكيين تم "أسرهما" خلال معركة بالقرب من خاركيف من قبل عناصر موالية لروسيا.
وقالت باني درويك والدة ألكساندر، وجوي بلاك خطيبة هوين، في تصريحات للشبكة الأمريكية في يونيو/حزيران الماضي، إن "نكران الذات والحب للولايات المتحدة قد غذى قرار أحبائهم بالذهاب إلى أوكرانيا".
درويك قالت عن ابنها: "إنه أحد أكثر الأمريكيين ولاءً الذين تأمل أن تقابلهم، وكان فخوراً بخدمة بلاده. قال أمي، أنا بحاجة حقًا للذهاب والمساعدة في القتال في أوكرانيا؛ لأنه إذا لم يتم إيقاف بوتين هناك فلن أكون راضيًا، سيصبح أكثر جرأة وسيتعرض الأمريكيون في النهاية للتهديد".
وقالت بلاك في ذلك الوقت إن خطيبها "لم يذهب إلى هناك لأسباب أنانية أو لأي شيء. كان لديه حقًا هذا القضم في قلبه، وهذا العبء الكبير عليه للذهاب وخدمة الناس كيفما يستطيع".
إبراهيم سعدون
يأتي ذلك، فيما قالت وسائل إعلام مغربية، إن الطالب المغربي إبراهيم سعدون المحكوم عليه بالإعدام من طرف سلطات دونيتسك الانفصالية بأوكرانيا، وصل مساء الأربعاء على متن طائرة خاصة، إلى السعودية.
وأشارت إلى أنه من المرتقب أن تعمل الرياض على تيسير إجراءات عودة سعدون إلى المغرب.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس رحبت مساء الأربعاء بالإفراج عن خمسة أسرى حرب بريطانيين كانوا محتجزين في شرق أوكرانيا ونقلهم إلى الرياض، متوجهة بالشكر للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي والسعودية للمساعدة في الإفراج عنهم.
البريطانيون الخمسة
وفيما لم تُكشف هوية البريطانيين الخمسة، أزاح النائب البريطاني روبرت جنريك في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن هوية أحد الأسرى البريطانيين، قائلا إنه أيدن أسلين من دائرتي، مشيرًا إلى أنه حكم عليه بالإعدام في يونيو/حزيران بعد أن أسره انفصاليون موالون لروسيا.
وقال جنريك إن البريطانيين المفرج عنهم في طريق العودة إلى المملكة المتحدة، مشيرًا إلى أن عائلة أسلين يمكنها أن تشعر أخيرا بالسلام.
وبحسب صحيفة "الجارديان"، فإن أيدن أسلين و"أسرى الحرب البريطانيين الآخرين الذين احتجزتهم السلطات الروسية" في طريقهم بالفعل إلى المملكة المتحدة، مشيرة إلى أنه تم إطلاق سراح أسلين إلى جانب المقاتلين اللذين حُكم عليهما بالإعدام في محاكمة مثيرة للجدل في شرق أوكرانيا وهما شون بينر والمغربي إبراهيم سعدون.
وقال أسلين في مقطع فيديو تم تصويره على متن طائرة وبجانبه بينر: "نريد فقط أن نجعل الجميع يعرفون أننا خارج منطقة الخطر"، فيما شكر بينر كل من سانده في أثناء احتجازه.
وذكرت "الجارديان"، أن أسلين أجبر على الاستسلام مع رفاقه في أبريل/نيسان الماضي، بعد نفاد الطعام والذخيرة مع اقتراب الروس من ماريوبول، بعد أن كان قد انتقل إلى أوكرانيا في عام 2018 وانضم إلى جيشها قبل الحرب بفترة.
ومن بين الذين احتجزهم الانفصاليون في دونيتسك ثلاثة بريطانيين هم جون هاردينج وأندرو هيل وديلان هيلي وكرواتي فيكوسلاف بريبيغ وماتياس جوستافسون وهو سويدي. تتطابق جنسياتهم مع جنسيات الأفراد الآخرين المفرج عنهم.
سويدي وكرواتي
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن مواطنها الذي كان محتجزا في دونيتسك، خضع للتبادل الآن وفي صحة جيدة، متوجهة بالشكر إلى المملكة العربية السعودية وإلى أوكرانيا.
بدورها، قالت وزارة الخارجية في كرواتيا، إن مواطنها المفرج عنه هو فيكوسلاف بريبيغ، والذي اعتقل في أبريل/نيسان الماضي، وفيما أضافت أنه سيعود إلى بلاده الخميس، شكرت كييف والرياض على دورهما في الإفراج عنه.
aXA6IDMuMTQ0LjI1NS4xMTYg جزيرة ام اند امز