زيارة محمد بن سلمان لأمريكا.. نتائج فوق التوقعات
الزيارة التي استغرقت نحو 3 أسابيع انتهت إلى نتائج واتفاقيات استثنائية لم تكن في حسبان أكثر المتفائلين.
لم يكن لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة جدولا تفصيليا معلنا، ولم يكن في حسبان أكثر المتفائلين بها أن تنتهي إلى النتائج التي انتهت إليها من عقد اتفاقيات بين المملكة والولايات المتحدة في كافة المجالات، بما يعد تطبيقا مباشرا لرؤية السعودية 2030.
وبوابة العين الإخبارية ترصد في هذا العرض أبرز خطوط الزيارة التي استغرقت نحو 3 أسابيع على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وأيضا قطاع الترفيه الذي كان علامة مميزة في الزيارة.
سياسيا
أجرى ولي العهد عدة لقاءات مع مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مستهل زيارته.
وكان اجتماعا حميميا، كرر فيه الأخير عبارة "الصداقة المتينة" التي تربط بين البلدين أكثر من مرة.
وفي أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومنها الإرهاب قال ترامب: "نعمل مع السعودية بشكل جدي لوقف تمويل الإرهاب... اتفقنا على إنهاء العلاقة بين أي دولة والإرهاب."
وفي ختام اللقاء، كسر ترامب البروتوكول، تأكيدا على الصداقة الاستثنائية مع السعودية؛ حيث رفع إبهامه لأعلى في صورة مشتركة مع الأمير محمد بن سلمان.
كما اجتمع الأمير محمد بن سلمان مع كبير المستشارين، مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط جيريد كوشنر، ومساعد الرئيس الأمريكي الممثل الخاص للمفاوضات الدولية جيسون جرين بلات لبحث ملفي الإرهاب وعملية السلام في الشرق الأوسط.
كذلك التقى وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين لبحث الشراكة في إطار رؤية المملكة 2030.
وعقد لقاء مع أعضاء الكونجرس، منهم، دان سوليفان، وتوم كوتون، وجو مانتشن، وليندزي جراهام، ورئيس مجلس النواب بول ريان، وزعيم الأغلبية بالمجلس كيفن مكارثي، ونائب زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ، ورؤساء لجان العلاقات الخارجية والأمن الداخلي في مجلس الشيوخ، ورؤساء لجان الشؤون الخارجية والأمن الداخلي والاستخبارات في مجلس النواب، وكبار الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ولجنة الاستخبارات بمجلس النواب.
وتناولت تلك اللقاءات مناقشة محاربة الإرهاب والتصدي له، ومناقشة تحدياته ومليشيات إيران والتعاون الاقتصادي.
وأقام نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، مأدبة عشاء في واشنطن؛ تكريما للأمير محمد بن سلمان.
ومن المسؤولين السابقين التقى وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ليون بانيتا، ووزيرة الخارجية الأسبق مادلين أولبرايت، وستيف هادلي، وجيم جونز، وفريدريك كمب، وفرانسيس تاونسند.
وعلى المستوى الدولي التقى مندوبي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهم السفراء: فغانسوا ديالتغ مندوب فرنسا، ونيكي هيلي مندوبة أمريكا، وفاسيلي نيبينزيا مندوب روسيا، وزاوشو ما مندوب الصين، وجوناثات آلين مندوبة بريطانيا..
وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة في الشرق الأوسط، بما فيها تطورات الأزمة في اليمن، والانتهاكات الحوثية المدعومة من إيران.
عسكريا
تفقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مصانع عملاق الطائرات العالمية "بوينج"، خلال زيارته إلى مدينة سياتل التي شهدت توقيع اتفاقية مشروع مشترك بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية "SAMI" وشركة بوينج، ستعمل بموجبه الأخيرة على تقديم الدعم فيما يتعلق بصيانة الطائرات العسكرية للأسطول الجوي السعودي.
ورعى ولي العهد السعودي حفل توقيع اتفاقية تأسيس المشروع المشترك الذي يهدف لتوطين أكثر من 55% من عمليات الصيانة والإصلاح وعمرة الطائرات الحربية والعمودية في المملكة، إلى جانب نقل تقنية دمج الأسلحة على الطائرات وتوطين سلسلة الإمداد لقطع الغيار؛ تحقيقًا لرؤية السعودية 2030.
واطلع الأمير محمد بن سلمان على أحدث منتجات شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية للصناعات العسكرية في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا.
كما اطلع على منظومة الدفاع الجوي "ثاد" عالية التقنية التي تتفاوض المملكة العربية السعودية على شرائها وتوطين تقنياتها.
وزار الأمير محمد بن سلمان مقر وزارة الدفاع "البنتاجون"، حيث التقى وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي أكد أن السعودية جزء من الحل في اليمن، داعيا إلى تكثيف الجهود لإيجاد حل سلمي.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها وافقت على صفقة محتملة لبيع صواريخ "تاو 2 بي" المضادة للدبابات، للسعودية، بنحو 670 مليون دولار، مؤكدة أنها أبلغت الكونجرس بالصفقة المحتملة.
اقتصاديا
تم الإعلان خلال الزيارة عن استثمارات بين المملكة والولايات المتحدة تبلغ 200 مليار دولار، وهما ما ظهر في اجتماع ولي العهد السعودي بعشرات من رؤساء الشركات الكبرى في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا.
ومن أبرز هذه الشركات: بوينج، وريثيون، ولوكهيد مارتن، وجينرال داينامكس، "بلومبرج"، "جولدمان ساكس"، ناقش معهم الاستثمار والمشروعات المشتركة فيما يتعلق بمشروع السعودية الضخم، مدينة "نيوم" التي سيتم بناؤها بالقرب من البحر الأحمر.
كذلك التقى الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا جيتس الخيرية بيل جيتس.
ورعى محمد بن سلمان حفل وضع سابك تصميم مقرها الجديد في هيوستن، والذي يدير أعمالها في منطقة الأمريكتين، بحضور الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة ، ووزير الطاقة الأمريكي ريك بيري.
كما رعى إطلاق مشروع شركة موتيفا المملوكة لشركة أرامكو السعودية للبرتوكيماويات في مدينة هيوستن.
وقد جرى التوقيع على مذكرتي تفاهم الأولى لدراسة الاستثمار في مجمع الإثيلين في موتيفا، ولدراسة الاستثمار في مجمع المواد الكيميائية (أروماتكس) في موتيفا.
وزار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ميناء موهافي للطيران والفضاء في كاليفورنيا.
واطلع ولي العهد السعودي خلال الزيارة على التقدم المحرز في قالاكتيك وخطتها لإطلاق أول مركبة فضاء تمكنها من مراقبة الكرة الأرضية، وشاهد أحدث أنواع التكنولوجيا المتقدمة في هذا الشأن.
وعرض برانسون نظام (الهايبر لوب) للنقل عالي السرعة الذي يصل المدن ببعضها ويختصر المسافات.
وزار الأمير محمد بن سلمان مقر شركة أبل في وادي السليكون بمدينة سان فرانسيسكو، حيث استعرض أوجه الشراكة من خلال عدد من المشاريع المشتركة بين الطرفين، ومنها المشاركة في تطوير التطبيقات في السعودية، وإثراء المحتوى العربي التعليمي في بيئة الفصول الدراسية، مما يعزز تطوير منهج تعليمي إبداعي لطلاب التعليم العام".
وبحث مع المسؤولين فرص العمل على تمكين الشباب السعودي من الحصول على التدريب في مقر الشركة.
وفي مجال التقنيات والتعليم أيضا توجه ولي العهد السعودي إلى مدينة بوسطن للاضطلاع على خبرات المراكز التكنولوجية والجامعات المتقدمة، وزار منها مركز "آي بي إم واتسون" للصحة، ومختبر "البايو ميكاترونكس" في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).
كما زار المعرض المقام في المعهد الذي قدم نماذج من الابتكارات الصناعية الحديثة لعدد من الجامعات والشركات السعودية.
وشهد الأمير محمد بن سلمان توقيع 4 اتفاقيات بين المركز والمعهد الأمريكيين وبين شركتي أرامكو وسابك وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
واستعرض مع جامعة هارفارد أوجه التعاون، خاصة في الأبحاث المتقدمة في مجالات ريادة الأعمال وهندسة النظم وتطوير أساليب التعليم.
قطاع الترفيه
وكان لقطاع الترفيه دور بارز واستثنائي في هذه الزيارة، تماشيا مع رؤية المملكة 2030 والخاص بإطلاق عدد من المشروعات الترفيهية الجديدة بها.
وفي هذا الصدد استقبل ولي العهد خلال الزيارة مجموعة من رؤساء شركات صناعة الإعلام والترفيه الأمريكية.
لمسة إنسانية
رغم زحام اللقاءات والزيارات، خصص ولي العهد السعودي وقتا لزيارة أحد المنازل التي تعرضت لإعصار هارفي، وأعيد بناؤها من خلال جهد إغاثي من متطوعين سعوديين.
والتقى ولي العهد خلال الزيارة عمدة هيوستن سيلفستر تيرنر، والمديرة التنفيذية لمنظمة (موطن البشرية) أليسون هاي، اللذين رحبا بزياته، معبرين عن التقدير للدعم المقدم من أبناء المملكة العربية السعودية لمدينة هيوستن عقب إعصار هارفي.