محمد بن زايد.. 3 قمم خلال ساعات ترسخ مكانة الإمارات
3 قمم متتالية، الأحد، عقدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مع 3 من قادة العالم.
قمم تبرز مكانة دولة الإمارات وقيادتها وثقلها وحرصها على تعزيز التعاون الدولي بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في دولة الإمارات والدول الصديقة والشقيقة.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات منفصلة مع كل من يون سوك يول رئيس كوريا الجنوبية، وإلهام علييف رئيس أذربيجان، وجواو مانويل لورينسو رئيس أنغولا، أسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات.
وأبرزت اللقاءات في مجملها التأكيد على دور الإمارات الرائد في نشر السلام ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية، والعمل من أجل خير البشرية، ولا سيما في ظل عضويتها لمجلس الأمن الدولي على مدار عامي 2022-2023، واستعدادها لاستضافة مؤتمر المناخ "COP28" أواخر العام الجاري.
الإمارات وكوريا
وعقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ويون سوك يول اجتماع قمة في قصر الوطن في أبوظبي، جرى خلاله الاتفاق على ترسيخ وتطوير الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين من خلال تعزيز التعاون الاستراتيجي في أربعة مجالات رئيسية، هي الطاقة التقليدية والطاقة النظيفة، والطاقة النووية السلمية، والاقتصاد والاستثمار، والدفاع وتكنولوجيا الدفاع.
فضلاً عن التعاون في مجالات أخرى ذات الاهتمام المشترك ومنها الفضاء، والصناعات الناشئة، والمجال الثقافي، كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
ويقوم رئيس كوريا بزيارة دولة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 14 إلى 17 يناير/كانون الثاني الجاري، تلبية لدعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتناولت مباحثات الزعيمين مختلف مسارات التعاون وتطوراته بين البلدين في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والعلمية والثقافية والتكنولوجيا المتقدمة، إضافة إلى الطاقة المتجددة وغيرها من المجالات الحيوية التي تحظى باهتمام البلدين ضمن خططهما المستقبلية.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء: إن دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية تجمعهما شراكة استراتيجية وثيقة تمتد إلى أكثر من أربعين عاماً، وارتقت إلى شراكة استراتيجية خاصة خلال عام 2018، ونحن فخورون بأن يكون لدى دولة الإمارات هذا المستوى من الشراكة.
وأشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أحد أهم المشروعات التنموية الاستراتيجية وأحد الأسس القوية للشراكة التي تجمع البلدين، وهو مشروع إنتاج الطاقة النووية السلمية في "محطات براكة".
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد: "من خلال العمل المشترك نجحنا في تطوير أحد أكبر مشاريع الطاقة النووية السلمية تقدما في العالم وباستخدام أحدث التقنيات في هذا المجال".
وأبدى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ثقته بأن العلاقات الإماراتية-الكورية الجنوبية ستحقق نقلات نوعية خلال الفترة المقبلة، لمصلحة التنمية والازدهار في بلدينا الصديقين.
من جانبه، أعرب الرئيس الكوري الجنوبي عن سعادته بزيارة دولة الإمارات في جولته الخارجية الأولى خلال عام 2023 ولقائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأشار إلى أنها أول زيارة "دولة" منذ إقامة العلاقات الثنائية بين البلدين خلال عام 1980، وأول زيارة دولة يقوم بها منذ توليه مهامه الرئاسية مايو/أيار الماضي.
وأعرب عن ثقته بأن تلك القمة ستكون "نقطة انطلاق مهمة للارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الخاصة بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية إلى مستوى أعلى".
كما أعرب عن تمنياته بالنجاح لمؤتمر الأطراف "COP28" الذي ستستضيفه دولة الإمارات، مؤكداً دعم بلده كل ما يحقق النجاح لهذا المؤتمر.
وشهد الزعيمان تبادل وإعلان عددٍ من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي تهدف إلى تطوير آفاق التعاون في مختلف المجالات في إطار العلاقات الاستراتيجية الخاصة التي تجمع البلدين.
ومن أبرز الاتفاقيات والمذكرات التي أعلنها الجانبان: مذكرة تفاهم في مجال استخدام الطاقة الهيدروجينية في المدن وإنتاجها ونقلها وتخزينها بين وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات ووزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل الكورية الجنوبية.
كما شملت الاتفاقيات مذكرة بشأن التعاون في مجال الموارد المائية بين وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات ووزارة البيئة في كوريا الجنوبية، إضافة إلى تفاهم بين وكالة الإمارات للفضاء ووزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشأن تعديل مذكرة تفاهم موقعة في يناير/كانون الثاني 2017 للتعاون في مجال استكشاف واستخدام الفضاء للأغراض السلمية.
بجانب مذكرة بشأن التعاون في مجال التنقل والنقل في المستقبل بين وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات ووزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل الكورية الجنوبية.
وتأكيدا على أهمية الحفاظ على الاستقرار في سلاسل إمداد الطاقة العالمية، اتفق الجانبان على إقامة شراكة استراتيجية شاملة للطاقة سعياً إلى تعزيز التعاون في قطاعات الطاقة الرئيسية والتي تشمل النفط والغاز، والتخزين الاستراتيجي، والطاقة المتجددة، والهيدروجين ومشتقات الهيدروجين.
وتأكيداً على أهمية محطات الطاقة النووية كونها مصدراً هاماً لأمن الطاقة وتعزيز نمو الاقتصاد النظيف، ونظراً لعمق التعاون الذي حققه الطرفان في هذا المجال، عبّر الجانبان عن عزمهما على توطيد وتسريع التعاون في قطاع الطاقة النووية السلمية، من خلال إكمال مشروع محطات براكة للطاقة النووية بنجاح وعبر الشراكة في مشاريع نووية إضافية، سواء في دولة الإمارات أو في دول ثالثة.
وأعلنت دولة الإمارات عن التزام أجهزتها الاستثمارية السيادية باستثمار مبلغ 30 مليار دولار في قطاعات استراتيجية في جمهورية كوريا، تماشياً مع الإطار العام للشراكة الاستراتيجية الخاصة، وبناءً على ثقة دولة الإمارات في قوة الاقتصاد الكوري الجنوبي وفرص النمو فيه.
كما تعهد الجانبان بالتعاون في الجهود المبذولة للتصدي لتغير المناخ، والتي تشمل التعاون في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 والذي ستستضيفه دولة الإمارات في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023.
وشدد الجانبان على الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه العلاقات المتعددة الأطراف للاستجابة للتحديات العالمية، وعلى أهمية التعاون الدولي في العديد من المجالات السياسية.
وأشاد الرئيس الكوري الجنوبي بدور دولة الإمارات كدولة عضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
الإمارات وأذربيجان
وفي قمة منفصلة، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر الشاطئ بأبوظبي إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان، الذي يقوم بزيارة عمل إلى دولة الإمارات تستغرق عدة أيام، يشارك خلالها في "أسبوع أبوظبي للاستدامة".
وتم خلال اللقاء بحث علاقات الصداقة وإمكانيات تنمية التعاون بين دولة الإمارات وأذربيجان خاصة في جوانب الاقتصاد والاستثمار والطاقة المتجددة، وغيرها من المجالات التي تتسق مع خطط التنويع الاقتصادي، وتفتح مزيداً من الفرص للتعاون والعمل المشترك البناء.
كما استعرض الجانبان عدداً من القضايا والموضوعات التي تهم البلدين وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وتطرق الجانبان إلى مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي تستضيفه دولة الإمارات ويمثل فرصة لجميع الدول لتطرح برامجها وطموحاتها للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، بجانب أهمية "أسبوع أبوظبي للاستدامة" الذي يعقد تحت شعار "معاً لتعزيز العمل المناخي"، وصولا إلى مؤتمر COP28، والذي يهدف إلى دعم جهود الاستدامة والعمل المناخي وتسريعهما.
الإمارات وأنغولا
أيضا أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات مع جواو مانويل لورينسو رئيس جمهورية أنغولا في قصر الشاطئ، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتنميتها بما يعود بالخير والنماء على البلدين وشعبيهما الصديقين.
وأكد الجانبان الحرص المشترك على تنمية التعاون في المجالات المختلفة وتوسيع قاعدة المصالح المشتركة في القطاعات التي تخدم التنمية في البلدين.
كما استعرض الزعيمان القضايا المطروحة على أجندة أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023، وأهميتها في تعزيز الحوار والبحث حول السبل الكفيلة بالحفاظ على استدامة التنمية على المستوى العالمي ومعالجة التحديات التي تواجهها وفي مقدمتها التحدي المناخي.
وتطرق اللقاء إلى استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر الأطراف حول تغير المناخ (COP28)، وما يمثله المؤتمر من أهمية بالنسبة لتعزيز العمل الجماعي الدولي في مواجهة خطر التغير المناخي.
ويزور الرئيس جواو مانويل لورينسو دولة الإمارات لحضور فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023.
أسبوع أبوظبي للاستدامة
وتواصلت يوم الأحد فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة لليوم الثاني، بمركز أبوظبي الوطني للمعارض أدنيك، وتستمر حتى الـ19 من يناير/كانون الثاني 2023.
وشهد حفل افتتاح فعاليات أبوظبي للاستدامة السبت حضور أكثر من 4000 ضيف عالمي، من بينهم شخصيات قيادية بارزة ورؤساء دول وصناع سياسات ومدراء تنفيذيون وعلماء وأكاديميون ورجال أعمال بارزون.
ويمثل أسبوع أبوظبي للاستدامة نهج دولة الإمارات الثابت في النظر إلى العمل المناخي بوصفه ركيزة أساسية لخطط التنمية، ورؤيتها الواضحة والشاملة بضرورة تسريع مسارات مواجهة تداعيات تغير المناخ، يحصد ثمارهما العالم وشراكات دولية، والتزاماً بالاستثمار في الطاقة النظيفة والعمل المناخي، وإطلاق تقنيات تستهدف تسريع وتيرة التنمية المستدامة في مختلف الدول.
ويقام أسبوع أبوظبي للاستدامة في شهر يناير/كانون الثاني من كل عام، ويضم مجموعة من الفعاليات المخصصة لدعم تحقيق أجندة الاستدامة العالمية.
وسوف يركز أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي تستضيفه الشركة الإماراتية الرائدة "مصدر"، وأول حدث عالمي في مجال الاستدامة في العام الجديد، على تحفيز الحوار العالمي حول العمل المناخي تمهيدا لانعقاد مؤتمر COP28.