"أبوظبي الاستراتيجي".. الاتفاق الإبراهيمي نموذج لبناء السلام الإقليمي
أكد ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الـ7 خلال جلساته في اليوم الثاني أن اتفاق السلام الإبراهيمي يمثل نموذجا للسلام ومدخلا مهما لتنمية المنطقة.
وأشار الملتقى عبر كلمات المشاركين، إلى أن الاتفاق غير موجه لأي طرف، وأنه يهدف إلى استنفار جهود السلام في المنطقة مرة أخرى، والدفع باتجاه عودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مرة أخرى.
وقال برايان هوك، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي لاتفاقيات "إبراهيم" للسلام، إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، كان له الدور المركزي في تحقيق هذا الإنجاز الاستراتيجي المتمثل في الاتفاق الإبراهيمي.
مدخل للتنمية
وأكد هوك خلال "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السابع" الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات برئاسة الدكتورة ابتسام الكتبي، أن المنطقة محظوظة بوجود قائد عظيم وصاحب رؤية مثل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأضاف أن آفاق التطور التي تنطوي عليها اتفاقيات إبراهيم ستعزز سبل التعاون في مجال الدفاع والدبلوماسية والصحة والثقافة والتكنولوجيا وتحلية المياه والزراعة.
وشدد هوك على أن التاريخ سيذكر كيف أسهمت هذه الاتفاقيات في الاتجاه نحو إنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي، معرباً عن أمله في أن يشارك الفلسطينيون في المفاوضات وألا يضيعوا الفرصة.
من جانبه، قال السفير ألون أوشفيز، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن المحادثات بين إسرائيل والإمارات، ركّزت على أهمية تحويل السلام إلى مخرجات ملموسة.
ولفت في كلمته إلى أن نجاح معاهدة السلام سيصبح نموذجاً للمنطقة باتجاه تأمين الاستقرار والرخاء فيها، مضيفاً أن أول تعاون بين الإمارات وإسرائيل كان في مواجهة تفشي وباء كورونا.
وأكد أوشفيز أن تأثير الاتفاقيات التي تم توقيعها لم يقتصر على نطاق المنطقة، بل كان له انعكاس أيضاً في كل مناطق العالم، فقد رحبت كل القوى الكبرى، بالاتفاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين.
نموذج للسلام الإقليمي
وقال خليفة شاهين المرر، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية بدولة الإمارات، إن اتفاق السلام الإبراهيمي بين دولة الإمارات وإسرائيل ليس موجّهاً ضد أي طرف ثالث في المنطقة.
وشدد المرر على أن هذا القرار الاستراتيجي اتُّخذ بناءً على ما يحقق مصالح الإمارات ويسهم في بناء السلام في المنطقة، مضيفاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة لها موقف ثابت من تعزيز الاستقرار والإيمان بأهمية الحلول السلمية للنزاعات.
وأكد مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية أن الإمارات لا تقدّم بديلاً عن الفلسطينيين وأن هناك حاجة إلى مزيد من الجهود للبناء على الزخم الذي أنشأه الاتفاق الإبراهيمي بهدف الوصول إلى حل الدولتين.
وفي جلسة أخرى من جلسات "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" في يومه الثاني، والتي جاءت تحت عنوان "الخليج إعادة الحسابات"، قال عاموس يادلن، المدير التنفيذي في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، إن معاهدة السلام وتطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين وإسرائيل ليست مؤشراً على إعادة الحسابات في الخليج فحسب وإنما في الشرق الأوسط بأسره.
محفز لاستئناف عملية السلام
وأضاف أن اتفاقيات السلام الجديدة تقوم على ثلاثة دعائم، هي: وقف الضم الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية، وتعزيز الاستقرار والسلام وقيم العيش المشترك في المنطقة، وتحقيق المنافع الاقتصادية والتكنولوجية والصحية والزراعية والمائية وتحسين الحياة اليومية لشعوب المنطقة.
من جانبه قال الدكتور الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، إن الخطوة الشجاعة من الشيخ محمد بن زايد والملك حمد بن عيسى ملك البحرين بتطبيع العلاقة مع إسرائيل مهدت الطريق لمستقبل أكثر استقراراً في المنطقة.
وأضاف الشيخ عبدالله أن اتفاق السلام ليست له ترتيبات أمنية تستهدف أحداً، لذا لا مبرر للقول بأنه سيزيد التوتر مع إيران.
وفي الجلسة الثالثة التي تحدث فيها كل من أليكس فاتنكا، مديـر برنامـج إيـران فـي معهـد الشـرق الأوسط في واشنطن، والدكتور عمر طاش بينار الباحث الرئيس في معهد بروكنجز في واشنطن، أكدا أن اتفاقيات السلام تشكل حرجاً كبيراً للنظام الإيراني لكونها تُقدم نموذجاً جديداً في المنطقة يطرح حلولاً عملية للمشكلات في المنطقة، وهو التحدي الذي يتعين على طهران إدراكه بعيداً عن الأيديولوجيا.
وأكدا أن اتفاقية السلام الإماراتية-الإسرائيلية عمقت إحساس تركيا أيضاً بالعزلة في المنطقة في ظل الإشكالات التي تعانيها في العلاقات مع عديد من الدول.