رسائل محمد بن زايد في قمة «بريكس».. خارطة طريق لحل أزمة غزة
رسائل مهمة وجهها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال مشاركته في الاجتماع الاستثنائي لقادة مجموعة "بريكس" بشأن غزة.
رسائل رسم من خلالها خارطة طريق لحل الأزمة الحالية التي يشهدها قطاع غزة، عبر تنفيذ 3 مطالب عاجلة، وحل آخر مستدام عبر تحقيق سلام شامل وعادل يفضي إلى تطبيق حل الدولتين، محملا المجتمع الدولي مسؤوليته في هذا الصدد.
تجسد المشاركة في هذا الاجتماع الاستثنائي الجهود الدؤوبة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، على مدار الساعة، لوقف حرب غزة وإعادة تصحيح المسار لتحقيق سلام شامل وعادل.
ومنذ بدء التصعيد الإسرائيلي في غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لا يكاد يمر يوم دون أن يجري الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات واتصالات مع قادة ومسؤولي دول العالم لبحث جهود التهدئة والدعوة للحفاظ على أرواح كل المدنيين وتوفير الحماية لهم وفتح ممرات إنسانية لنقل المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة دون عوائق، وبحث سبل إيجاد أفق للسلام الشامل في المنطقة.
أيضا حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على إبراز تلك القضية في المؤتمرات الدولية التي يشارك فيها، والتي كان آخرها الاجتماع الاستثنائي لقادة مجموعة "بريكس" بشأن غزة.
وبموازاة الجهود الدبلوماسية والسياسية أطلقت دولة الإمارات 4 مبادرات إنسانية، كما أعلنت عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 154 مليون درهم.
قمة بريكس.. مطالب ورسائل
ضمن أحدث جهود القيادة الإماراتية لدعم غزة، شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في الاجتماع الاستثنائي الذي عقده قادة مجموعة "بريكس" بشأن الأوضاع في قطاع غزة عبر تقنية الاتصال المرئي، اليوم الثلاثاء.
جاء الاجتماع الاستثنائي بدعوة من سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا رئيس مجموعة "بريكس" لبحث تطورات الأوضاع التي يشهدها قطاع غزة.
وشارك في الاجتماع قادة وممثلو كلٍ من روسيا والصين والبرازيل والهند إضافة إلى الدول المدعوة إلى الانضمام إلى "بريكس" ابتداء من العام المقبل وهي - إلى جانب دولة الإمارات ـ المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية.
وجدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمة له وجهها بهذه المناسبة، دعوة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تحقيق 3 مطالب وهي:
- حماية المدنيين في قطاع غزة.
-تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل آمن وعاجل ومستدام دون عوائق .
- الوقف الفوري لإطلاق النار.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن السبيل الوحيد لمعالجة هذه الأزمة هو إعادة إحياء عملية السلام من أجل التوصل إلى سلام عادل وشامل على أساس "حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد على ضرورة بذل المجتمع الدولي كل ما في وسعه لتحقيق 4 أمور وهي:
-العمل على إنهاء الصراع .
- تخفيف معاناة المتضررين .
-العمل على إيجاد بيئة من السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط .
-مواصلة جميع الجهود لضمان أن يصبح الحوار والتعايش السلمي طريقاً للاستقرار في المنطقة.
37 اتصالا ولقاء وقمة ومبادرة
تأتي مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في هذا الاجتماع الاستثنائي ضمن الحراك الإماراتي المتواصل على مختلف الأصعدة، لوقف حرب غزة.
وبحسب إحصاء لـ"العين الإخبارية" فقد أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بنفسه 37 اتصالا ولقاء وقمة ومبادرة، ضمن جهود الإمارات المتواصلة لإغاثة غزة.
وتفصيلا، أجرى رئيس دولة الإمارات 31 اتصالا ولقاء مع قادة ورؤساء حكومات ووزراء ومسؤولين أمميين تركزت حول جهود وقف التصعيد، وسبل حل الأزمة بشكل مستدام عبر الوصول إلى سلام شامل وعادل يفضي إلى حل الدولتين.
كما شارك في 3 قمم دولية تناولت بحث جهود التهدئة في القطاع، إضافة إلى توجيهه بإطلاق 3 مبادرات إنسانية، هي "الفارس الشهم3"، وعلاج ألف طفل فلسطيني في الإمارات، وعلاج ألف فلسطيني مصاب بالسرطان في الدولة.
وإضافة إلى الاجتماع الاستثنائي لقادة "بريكس"، شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في الـ 21 من الشهر الماضي، في أعمال " قمة القاهرة للسلام" التي افتتحها الرئيس المصري بمشاركة قادة عدد من الدول العربية والأجنبية ورؤساء حكوماتها، وأنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة له بمناسبة انعقاد "قمة القاهرة للسلام" أن "الإمارات تعمل مع أشقائها وأصدقائها على الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان ممرات إنسانية آمنة لدعم قطاع غزة، وتفادي توسع الصراع ما يهدد الاستقرار والأمن الإقليميين، وإيجاد أفق للسلام الشامل".
وشدد على أن دولة الإمارات لن تدخر جهداً خلال الفترة المقبلة من أجل كل ما يدفع الأمور نحو السلام والاستقرار بالتعاون مع أشقائها وأصدقائها في المنطقة والعالم.
جاءت مشاركته في تلك القمة غداة مشاركته في قمة مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول "آسيان" التي انعقدت بالعاصمة السعودية الرياض، 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وشارك فيها قادة ورؤساء وفود 16 دولة (دول مجلس التعاون الخليجي الست+ 10 دول من جنوب شرق آسيا يمثلون رابطة الآسيان).
ورسم رئيس دولة الإمارات في كلمته بمناسبة القمة، خارطة السلام في فلسطين والشرق الأوسط، محذرا من تداعيات اتساع دائرة الحرب على الأمن الإقليمي.
مبادرات إنسانية بالجملة
وبموازاة الجهود الدبلوماسية والسياسية، أطلقت دولة الإمارات 4 مبادرات إنسانية رئيسية منذ بدء التصعيد الإسرائيلي في غزة السابع من الشهر الماضي، يتفرع من كل منها عشرات المبادرات التي تعبر من خلالها دولة الإمارات وقيادتها وشعبها والمقيمين فيها عن قيم التضامن والأخوة والدعم لأهل غزة.
من أبرز تلك المبادرات «الفارس الشهم 3» والتي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها 5 نوفمبر الجاري والي تم من خلالها الإعلان عن مبادرات عدة من أبرزها:
- الإعلان عن إنشاء مستشفى ميداني في غزة (6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري).
- الإعلان عن إقامة 3 محطات لتحلية مياه البحر في رفح داخل قطاع غزة (16 نوفمبر/تشرين الثاني)
- إرسال قافلة مساعدات إلى معبر رفح تضم (13) شاحنة بإجمالي حجم مساعدات 272.5 طن (19 نوفمبر/تشرين الثاني)
- تسيير جسر جوي إنساني بدأ 6 نوفمبر/تشرين الثاني، ووصلت عدد طائراته حتى اليوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 56 طائرة.
ضمن أحدث المبادرات أيضا، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، 18 من الشهر الجاري، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.
وجاء إطلاق المبادرة بالتزامن مع وصول الطائرة الأولى، التي تحمل على متنها أولى الدفعات ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعلاج ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات الذي أطلقها مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ووصلت اليوم الثلاثاء الدفعة الثانية من أطفال غزة إلى مطار أبوظبي متجهين إلى مستشفيات الإمارات بعد 3 أيام من وصول الدفعة الأولى إلى الأراضي الإماراتية.
وتجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها، خاصة من الفئات الأكثر ضعفا، وفي مقدمتها الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع (ما يزيد على مليون طفل)، الذي يأتي في إطار مواقف دولة الإمارات الأخوية الراسخة تجاه الأشقاء الفلسطينيين.
وجنبا إلى جنب مع تلك المبادرات الثلاث التي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها، رسم أهل دولة الإمارات والمقيمون فيها صورة إنسانية ملهمة دعما لإخوانهم في غزة عبر مبادرة "تراحم من أجل غزة" التي تم إطلاقها 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وما زالت متواصلة.
وتواصل الحملة الشعبية "تراحم من أجل غزة" جمع التبرعات وتجهيز المعونات عبر آلاف المتطوعين من المؤسسات الإنسانية الإماراتية، حيث تم تجميع 71000 سلة إغاثية بمشاركة أكثر عن 24000 متطوع، وسوف تستمر في تنظيم عدد من الحملات خلال الفترة المقبلة.
تلك الملحمة الإنسانية لدعم أهل غزة، أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أمر في الأيام الأولى للحرب وتحديدا في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار (نحو 74 مليون درهم إماراتي)، ارتفعت إلى 154 مليون درهم بعد توجيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول بتقديم مساعدات عاجلة، بمبلغ 50 مليون درهم، عن طريق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.
كذلك، وجهت قرينة حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة "القلب الكبير" يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول، بتقديم مساعدات إغاثية بمبلغ 30 مليون درهم للفلسطينيين.