مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني.. الإمارات تعزز ريادتها عاصمة للعطاء

دفعة قوية للعمل الإنساني حول العالم انطلقت من الإمارات اليوم الأربعاء، بإطلاق "مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني".
مؤسسة إنسانية جديدة تستمد رؤيتها من نهج فارس الإنسانية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وتعد امتداداً للإرث الإنساني الخالد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تعزز بها الإمارات ريادتها عاصمة عالمية للعطاء والإنسانية وعمل الخير.
جاء إطلاق المؤسسة تزامناً مع يوم زايد للعمل الإنساني الذي تحييه 19 رمضان من كل عام الموافق لذكرى رحيل مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مثل هذا اليوم عام 1425هـ الموافق 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.
مناسبة أضحت موعدا سنويا يترقبه العالم أجمع، بعد أن اعتادت الإمارات أن تعلن خلاله عن مبادرة إنسانية جديدة يعم نفعها العالم أجمع، كهدية إماراتية للإنسانية.
يأتي إطلاق "مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني" بعد نحو 5 أشهر من إصدار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مرسوماً اتحادياً بإنشاء "مؤسسة إرث زايد الإنساني"، لتنفيذ أهداف "مبادرة إرث زايد الإنساني"، التي أمر رئيس الإمارات قبل عام بإطلاقها تزامناً مع "يوم زايد للعمل الإنساني" 2024 بقيمة 20 مليار درهم تُخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم.
إنشاء المؤسسة
وتزامناً مع "يوم زايد للعمل الإنساني"، أصدر الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة قراراً بشأن إنشاء "مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني".
وتتمتع المؤسسة ذات الطابع الإنساني والتنموي بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري والأهلية القانونية اللازمة لمباشرة المهام التي تكفل تحقيق أهدافها.
وستعمل المؤسسة الجديدة مع مؤسسات الدولة على تحقيق الأهداف الإنسانية والخيرية التنموية في مجال الصحة العالمية وغيرها.
وتختص المؤسسة بما يلي:
- تنفيذ برامج ومشروعات ومبادرات إنسانية وخيرية وتنموية.
- تعزيز ثقافة العمل الإنساني والخيري والتنموي ونشرها محلياً ودولياً.
- تقديم المساعدات والإغاثة إلى المتضررين بما يضمن الاستجابة الفورية للحالات الإنسانية الطارئة وغيرها من المهام وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وقال الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بهذه المناسبة إن "مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني" ستسهم في تعزيز رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بشأن تمكين الإنسان والمجتمعات وتنميتها وإغاثة المتأثرين في مختلف أنحاء العالم".
وأشار إلى أنها ستعمل على تنفيذ مبادرات ومشروعات وبرامج إنسانية وخيرية وتنموية لها آثار إيجابية مستدامة في حياة المجتمعات الأكثر حاجة من جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية.
وأكد أن إنشاء المؤسسة يأتي امتداداً للإرث الإنساني الخالد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مد يد العون والمساعدة وتقديم الدعم الإنساني والتنموي والخيري إلى المجتمعات المحتاجة في مختلف مناطق العالم.
رؤية ملهمة
واطلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على رؤية "مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني" واستراتيجيتها الهادفة إلى تعزيز الإمكانات البشرية ودعم أولويات الصحة العالمية وإتاحة الفرص للمجتمعات الأكثر احتياجاً حول العالم، بجانب إثراء الجهود المستدامة في مجال الصحة العالمية والتنمية الشاملة للجميع من خلال الاستثمار في الحلول الواعدة التي تتيح تمكين الأفراد والمجتمعات وتحقق ازدهارها.
جاء ذلك خلال استقباله وفد المؤسسة في قصر الشاطئ في أبوظبي بحضور الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني.
واستمع رئيس دولة الإمارات إلى شرح حول مهام "مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني" ورؤيتها المستمدة من نهجه الراسخ بشأن دعم الجهود الخيرية والإنسانية من أجل الارتقاء بجودة الحياة وإيجاد عالم أفضل للجميع.
تعزيز التضامن العالمي
من جانبه، قال الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني: "إن إنشاء مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني يجسد التزام دولة الإمارات ببناء عالم أكثر تضامناً وتعاوناً وازدهارا للجميع، من خلال تحفيز قوة الابتكار، والسعي الحثيث إلى استحداث حلول جديدة، والعمل المتواصل على بناء شراكات قادرة على الارتقاء بالمجتمعات حول العالم وتفعيل قدراتها".
وبين أنه "مع إطلاق المؤسسة الجديدة، نستهل بكل اعتزاز فصلاً آخر من فصول إرثنا الذي نفتخر به في دولة الإمارات التي باتت نموذجاً ملهماً في مبادراتها لإحداث التغيير المؤثر والمستدام في الأماكن الأشد احتياجاً إليها".
500 مليون مستفيد
وتستهدف "مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني" عبر خمس سنوات مقبلة إيصال برامجها إلى أكثر من 500 مليون شخص في أكثر من 50 دولة، تشمل دولاً في آسيا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، بحيث تكون امتداداً للمبادرات الخيرية القائمة التي يرعاها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أجل تمكين المجتمعات وضمان الصحة للجميع وتحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار.
وستعمل مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني على توسيع نطاق الإنجازات التي حققتها مبادرة "بلوغ الميل الأخير"، والتي أشرفت سابقاً على تنفيذ المبادرات الخيرية التي رعاها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مجال الصحة العالمية، وتشمل تلك الإنجازات التزامات طموحة وخططاً متعددة تهدف إلى مكافحة شلل الأطفال والملاريا وعدد من الأمراض المدارية المهملة، وستندرج هذه الالتزامات والخطط ضمن مبادرات مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني.
تتبع المؤسسة الجديدة مؤسسة إرث زايد الإنساني، وهي مؤسسة تحدد التوجهات الإستراتيجية للعمل الخيري للمؤسسات التابعة لرموز الدولة، وتتولى الإشراف على مجموعة من المؤسسات الخيرية والجوائز في مختلف القطاعات، بهدف تقديم تأثير نوعي للمجتمعات المحتاجة في جميع أنحاء العالم.
أهمية خاصة
تحمل المؤسسة الجديدة أهمية خاصة كونها تحمل اسم فارس الإنسانية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي أسهمت مبادراته في دعم العمل الإنساني والخيري والإغاثي وتعزيز الأخوة الإنسانية، في تعزيز ريادة الإمارات إنسانيا وترسيخ مكانتها عالميا كعاصمة للخير والعمل الإنساني.
ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أحد أبرز الشخصيات العالمية الملهمة في مجال العمل الإنساني، التي تمتلك مسيرة حافلة في إغاثة الشعوب والدول الشقيقة والصديقة خلال أوقات الأزمات والكوارث، ودعم المشروعات والبرامج الخيرية والإنسانية في العالم أجمع، وإثراء قيم الأفراد والمجتمعات وتحفيزهم على المزيد من البذل والعطاء.
أيضا تحمل أهمية خاصة كونها تم إطلاقها تزامنا مع "يوم زايد للعمل الإنساني"، في رسالة من الإمارات للعالم بحرص الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على تخليد إرث المؤسس الإنساني.
ولطالما أسهمت المبادرات الإنسانية لرئيس دولة الإمارات في تعزيز مكانة الإمارات ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري، وذلك سيرا على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
مقومات نجاح بالجملة
وتملك أي مبادرة إنسانية تطلقها الإمارات العديد من مقومات وأسباب النجاح من أبرزها:
1- وجود قواعد قوية وأسس متينة للعمل الإنساني ممثلة في إرث ومبادئ المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تعلي قيمة التضامن الإنساني وتحث عليه.
2- وجود قائد ملهم داعم للعمل الإنساني والخيري والتنموي العالمي مثل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
ويسجل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عددا من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية التي تعزز ريادة الإمارات إنسانيا.
ولا تكاد تمر فترة قليلة، إلا ويحصد العالم ثمار المبادرات الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تترجم مفهوم الأخوة الإنسانية ونشر التسامح والسلام.
3- وجود حكومة داعمة للخير والإنسانية يقودها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي رسمت أطراً تشريعية وتنفيذية لترسيخ دور الإمارات كعاصمة إقليمية وعالمية للعمل الإنساني، وخدمة البشرية، وتعزيز قيم وثقافة الخير في المجتمع.
الأمر الذي ترجم على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي، فيما بلغت حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وحتى منتصف عام 2024 ما قيمته 360 مليار درهم (98 مليار دولار أمريكي)، بمتوسط 6.8 مليار درهم سنويا على مدار 53 عاما متواصلة.
4- شعب الإمارات المعطاء المحب للخير والعطاء الذي يعد قيمة إنسانية مستدامة تتجاوز حدود الجغرافيا لتمد يد العون للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.
5- تميز العمل الإنساني في الإمارات بأنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به عشرات من الجهات الرسمية والأهلية.
6- امتلاك الإمارات تجربة ملهمة وفريدة في دعم العمل الإنساني.
8- وجود خارطة طريق إماراتية لتعزيز استدامة عطاء الإمارات الإنساني وتعزيز ريادتها يظهر في توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان و"مبادئ الخمسين" التي تعد خارطة طريق استراتيجية لتحقيق الريادة الإماراتية بمختلف المجالات، ومنها المجال الإنساني، للخمسين سنة المقبلة.
وتعكس المبادئ العشرة الواردة في وثيقة "مبادئ الخمسين"، روح اتحاد الإمارات وقيمه السامية المتمثلة في التسامح والتعايش والخير والعطاء الإنساني التي شكلت ركائز أساسية في مسيرة دولة الإمارات، كما تعبر عن تطلعاتها للمستقبل وطموحها الكبير لتحقيق الريادة العالمية، وصولا لتحقيق هدفها في "مئوية الإمارات 2071" بأن تكون أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
aXA6IDMuMTM1LjIwNC40MSA=
جزيرة ام اند امز