مرة أخرى تؤكد دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تضامنها وموقفها الثابت من قضية الشعب الفلسطيني، ورفضها التصعيد، وسعيها للدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة وإنقاذ الأرواح وحقن الدماء.
لم يكن مفاجئاً الإعلان عن علاج ألف طفل فلسطيني في دولة الإمارات واستضافة عائلاتهم حتى شفاء المصابين، بمجموع لا يقل عن خمسة آلاف فلسطيني؛ لأن هذا واجبها الذي لا تتأخر عن أدائه، ولأن هذه هي سياستها ونهجها في إغاثة المنكوبين، والتضامن مع الأشقاء ومساندتهم.
هذا الإعلان سبقه إرسال آلاف الأطنان من المواد الإغاثية إلى مدينة العريش لإدخالها إلى قطاع غزة، بالتوازي مع جهد دبلوماسي كبير بالتضامن مع الأشقاء والأصدقاء للدفع نحو وقف إطلاق النار واستعادة الهدوء.
هذا الجهد الذي يقوده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لا يتركز على وقف الحرب وحقن الدماء فقط، بل تحريك مسار سياسي واضح نحو حلول مستدامة تنهي هذه الجولات من العنف والقتل؛ فاستدامة الحلول ليست حاجة فلسطينية وإسرائيلية فقط، وإنما هي حاجة المنطقة بأكملها، وكل العالم.
وتدرك دولة الإمارات مدى التأثير السلبي لهذه الأحداث على المنطقة، واحتمالات التصعيد الإقليمي، وما يمكن أن تجره من ويلات على المنطقة، لذلك فإن صوت الحكمة الذي تنطق به هو النجدة الحقيقية للشعب الفلسطيني، وتجنيب المنطقة من السقوط في الهاوية.
الرؤية الإماراتية هي اليوم أكثر ثباتاً وأكثر إقناعاً بضرورة المضي في المسار السياسي، وحشد التأييد والتأثير الإقليمي والدولي له، وتجاوز مسألة غزة إلى حل شامل ينهي الصراع من خلال تفعيل حقيقي وجدي لحل الدولتين، بما يؤدي إلى الاستقرار والسلام.
هذا ما تؤمن به دولة الإمارات، وتعمل حكمة ورؤية وسياسة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -على المستويين العربي والدولي- على تحويله إلى حقيقة على الأرض وتغيير الواقع الحالي، فهذا هو التضامن الحقيقي والصادق مع الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه وبناء دولته.
مضت سبعة عقود على الصراع وما زالت المنطقة في دوامة العنف نفسها، وسيستمر هذا الواقع المرير إذا استمر البقاء عند المواقف نفسها التي لم تجلب سوى الحروب التي أنهكت المنطقة، ولم تجلب الأمن لأي طرف؛ فالأمن لن يسود سوى بالاعتراف بالحقوق المتبادلة والإيمان بأن السلام طريق يستوعب الجميع، أما الحروب وديمومة الصراع فلن تجلب سوى الخراب والدمار.
لا صوت يعلو فوق صوت الحكمة، هو الصوت الذي يجب أن يسود، الصوت الذي يجلب السلام، ويحمل الأمل لكل شعوب المنطقة، هو صوت دولة الإمارات، وصوت كل محبي الحياة والسلام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة