محمد بن زايد في قطر.. زيارة تضامن تتوج «دبلوماسية الأخوة»

زيارة تضامن وأخوة أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى قطر، تجسد "دبلوماسية الأخوة" في زمن الأزمات.
تأتي الزيارة غداة اعتداء إسرائيلي استهدف العاصمة الدوحة، بادرت دولة الإمارات بإدانته بأشد العبارات، واصفة إياها بـ "السافر والجبان والمتهور"، مؤكدة تضامنها الكامل مع دولة قطر، ودعمها الثابت لكل ما من شأنه حماية أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أول زعيم في العالم يزور قطر ويلتقي أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد الهجوم الإسرائيلي أمس، في زيارة تحمل رسائل ودلالات مهمة وتجسد معاني التضامن والدعم والأخوة بين البلدين، كما تؤكد أن دول الخليج على قلب رجل واحد.
وتعد المباحثات بين الزعيمين خلال الزيارة هي الثانية خلال أقل من 24 ساعة، بعد مباحثات هاتفية جرت بين الزعيمين، مساء الثلاثاء، وأعرب خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عن تضامن دولة الإمارات الكامل مع دولة قطر ووقوفها إلى جانبها إثر الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف أراضيها.
أيضا يعد اللقاء بين الزعيمين هو الثاني خلال 3 شهور والرابع خلال العام الجاري، والثاني عشر خلال 33 شهرا.
رسائل مهمة
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وصل اليوم الأربعاء إلى الدوحة في زيارة أخوية إلى دولة قطر.
وكان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في مقدمة مستقبليه والوفد المرافق لدى وصوله مطار حمد الدولي.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الأميري في الدوحة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وسبل تعزيزها إضافة إلى الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي القطرية.
وخلال اللقاء وجه رئيس دولة الإمارات عددا من الرسائل المهمة تجسد علاقات الأخوة والتضامن بين البلدين.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جدد تأكيده على تضامن دولة الإمارات الكامل مع قطر ودعمها جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها.
وشدد على أن الاعتداء يشكل انتهاكاً لسيادة قطر وجميع القوانين والأعراف الدولية ويقوض أمن المنطقة واستقرارها وفرص السلام فيها.
وأشاد في هذا السياق بجهود أخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من أجل السلام والاستقرار في المنطقة.
وقد غادر رئيس دولة الإمارات، قطر في ختام زيارة أخوية حيث كان في مقدمة مودعيه في مطار الدوحة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
قمم ولقاءات
وتعد هذه ثاني مباحثات بين الزعيمين خلال أقل من 24 ساعة، بعد المباحثات الهاتفية التي جرت بينهما مساء أمس الثلاثاء، خلال الاتصال الذي أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أمير دولة قطر، وأعرب خلاله عن تضامن دولة الإمارات الكامل مع دولة قطر ووقوفها إلى جانبها إثر الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف أراضيها.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن إدانة دولة الإمارات هذا الاعتداء السافر، مؤكداً دعم الإمارات جميع الإجراءات التي تتخذها قطر الشقيقة للحفاظ على سيادتها وأمنها وسلامة أراضيها وشعبها.
وشدد على أن الاعتداء يشكل انتهاكاً لسيادة قطر الشقيقة والقوانين والأعراف الدولية كافة ويقوض أمن المنطقة واستقرارها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء أنه نفذ غارات جوية استهدفت قادة في حركة حماس داخل الدوحة. وأعلنت حماس مقتل 5 أشخاص في الضربات، فيما أكدت السلطات القطرية مقتل أحد أفراد قوة الأمن الداخلي وإصابة آخرين.
وبادرت دولة الإمارات بإدانة الهجوم بأشد العبارات عبر أكثر من بيان.
وإضافة إلى إدانة القيادة الإماراتية، أدان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، بأشد العبارات، الاعتداء الإسرائيلي السافر والجبان الذي استهدف دولة قطر، مؤكدا أن هذا الهجوم المتهور يشكل انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر، واعتداءً خطيرًا على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتصعيدًا غير مسؤول يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأعرب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن تضامن دولة الإمارات الكامل مع دولة قطر الشقيقة، ودعمها الثابت لكل ما من شأنه حماية أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
أيضا، أعربت الإمارات العربية المتحدة عن تضامنها مع دولة قطر الشقيقة، وعبرت صادق تعازيها في استشهاد أحد منتسبي قوة الأمن الداخلي جراء الاعتداء الإسرائيلي الغاشم.
زيارات متبادلة
تأتي زيارة رئيس دولة الإمارات إلى قطر بعد 3 شهور من زيارة أخوة وتضامن أجراها إلى قطر 25 يونيو/حزيران، بعد يومين من هجوم إيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر.
جاءت زيارة رئيس دولة الإمارات إلى قطر في يونيو/حزيران الماضي، بعد أسبوعين من استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر بأبوظبي في 10 يونيو/حزيران الماضي.
وبحث الجانبان -خلال اللقاء- العلاقات الأخوية بين البلدين ومختلف جوانب تعاونهما والعمل المشترك والحرص المتبادل على تعزيزهما بما يعود بالخير على شعبي البلدين ويساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة.
وفي 4 مايو/أيار الماضي، أجرى أمير قطر زيارة للإمارات عقد خلالها مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تناولت العلاقات الأخوية وسبل تعزيز التعاون والعمل المشترك وتنميتهما في المجالات المختلفة، بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين ويعود بالخير والنماء على شعبيهما الشقيقين.
كما استعرض الزعيمان عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة بشأنها وتبادلا وجهات النظر حولها.
أيضا سبق أن التقى الزعيمان خلال مشاركتهما في اللقاء الأخوي التشاوري الذي عقد بالعاصمة السعودية الرياض في 21 فبراير/شباط الماضي، وشارك فيه قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر.
وخصص اللقاء لتبادل وجهات النظر حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خاصة الجهود المشتركة الداعمة للقضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.
أيضا تم على مدار عامي 2023 و2024، عقد 8 لقاءات وقمم بين الزعيمين خلال 6 زيارات متبادلة، وتخلل تلك اللقاءات والقمم زيارات متبادلة لمسؤولين رفيعي المستوى من البلدين.
لفتات أخوية
وإضافة إلى الزيارة الإماراتية التضامنية اليوم، والزيارة التضامنية في يونيو/ حزيران الماضي شهدت الفترة الماضية لفتات أخوية مهمة تبرز قوة العلاقات بين البلدين، كان أبرزها اختيار قطر كضيف شرف القمة العالمية للحكومات التي عقدت بدبي في فبراير/شباط 2024.
وسبقها لفتة مهمة من القيادة الإماراتية بعد تأكيد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات دعم بلاده لقطر في استضافة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي لعام 2026، وإعلانه سحب دولة الإمارات ملفها لطلب استضافة تلك الاجتماعات .
من جانبه، أعرب أمير دولة قطر عن شكره لأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وخالص تقديره لموقف دولة الإمارات الأخوي تجاه دولة قطر، ودعم ترشحها لاستضافة اجتماعات صندوق النقد الدولي.
وتتسم العلاقات بين الإمارات وقطر بالعمق والتقارب على المستويين القيادي والشعبي على السواء، ما يترجم متانتها على كل الأصعدة، فهي متميزة منذ القدم ومتجذرة تاريخياً عبر الروابط الاجتماعية والأسرية بين شعبي البلدين.