قاصرة القول إذا كان للإنسانية وطن فهو دولة الإمارات، وإن كان للإنسانية قائد فهو بلا شك الشيخ محمد بن زايد.
إذ كان للإنسانية اسم فهي بلا شك سيكون اسمها "دولة الإمارات العربية المتحدة" التي دأبت طوال تاريخها على التوغل في العمل الإنساني، وذلك منذ أن تأسست على يد المغفور له الشيخ زايد الذي كان "زعيماً إنسانياً"، يختصر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الكثير من الحديث، وذلك عندما سعى إلى وصف القائد الشيخ زايد بأنه زعيم عالمي للإنسانية: "ويقول لقد عاشرت العديد من زعماء العالم على مدار العقود الماضية، لكنني لم أرَ في حياتي مثل إنسانية الشيخ زايد وتواضعه وحبه للخير وللناس بمختلف مشاربهم"، وأضاف سموه: "عندما نتحدث عن الشيخ زايد وقامته ورجولته وشهامته وقيادته، فإننا نحتاج إلى أمسيات ومجلدات، ومع ذلك فإن أقل ما يمكن أن يقال عن هذا القائد الفذ إنه زعيم للإنسانية وعنوانها".
يعتبر الشيخ محمد بن زايد –حفظه الله– مثالاً على الشخصية الإنسانية التي تقدم من أجل الإنسانية وتتفانى في العمل من أجل الإنسانية، فهو رجل عظيم نذر نفسه لتحقيق الخير للبشرية، ولعل المتابع للشيخ محمد بن زايد –حفظه الله– يجد أنه يمتلك شخصية حنونة، شخصية تضع الإنسانية قبل كل شيء وفوق كل شيء.
لعلنا هنا نتوقف عند المقولة الشهيرة التي تربعت على عرش التاريخ وهي للشيخ زايد بن سلطان –رحمه الله– عندما قال إن الدم العربي أغلى من النفط العربي، وهي ليست موقفاً سياسياً في مرحلة معينة، بل هي تجسد مستويات عالية من النظرة الإنسانية للشيخ زايد بن سلطان الذي يهتم كثيراً بالاستثمار في الإنسان، وهي النهج الذي واصلت دولة الإمارات السير فيه، التي تسعى من خلال أعمالها الإنسانية ليس من باب سد الجوع أو تأمين الخدمة الصحية، بل هي تسعى للاستثمار في الإنسان من تعليم وصحة وتدريب، وهو ما يمكن الإنسان من مواجهة الظروف التي يعيشها وأن يخلق لنفسه حياة كريمة والخروج من حالة الاتكالية إلى حالة الاعتماد على النفس، وهذا هو أسمى أنواع الإنسانية التي تزره للإنسان مصدر رزق لحياة كاملة وعدم الاكتفاء فقط بسد جوعه لفترة قصيرة فقط، أو تقديم خدمة طبية لفترة قصيرة.
رحل الشيخ زايد بن سلطان –جسداً– لكن بقيت روحه خالدة في أعمال الإمارات الإنسانية، فهو لم يؤسس دولة بحدود جغرافية وإنما قام بتأسيس رمز ومنارة للإنسانية اسمها دولة الإمارات العربية، وطن يستثمر في الإنسانية، ونذر حكامها أنفسهم لخدمة البشرية، فدولة الإمارات العربية المتحدة لا تتعامل مع الإنسان من منطلق عرقي أو ديني، وإنما تتعامل وفق ما يمليه عليها ضميرها الإنساني، ورحل الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، وبقيت روحه خالدة في شخصية الشيخ محمد بن زايد -حفظه الله- الذي تخرج في مدرسة الشيخ زايد الإنسانية، وورث من والده حب العمل الإنساني وحب الاستثمار في الإنسان.
يعتبر الشيخ محمد بن زايد –حفظه الله– مثالاً على الشخصية الإنسانية التي تقدم من أجل الإنسانية وتتفانى في العمل من أجل الإنسانية، فهو رجل عظيم نذر نفسه لتحقيق الخير للبشرية، ولعل المتابع للشيخ محمد بن زايد –حفظه الله– يجد أنه يمتلك شخصية حنونة، شخصية تضع الإنسانية قبل كل شيء وفوق كل شيء، سواء على صعيد التعاطي الداخلي مع الشعب الإماراتي، أو على صعيد التعامل مع القضايا الخارجية، نجد أن الشخصية الحنونة للشيخ محمد بن زايد تطغى على تعامله مع الداخل الإماراتي، وشخصية محمد بن زايد المحبة للخير تطغى على سياسة الإمارات الخارجية وتعاملها مع مختلف الملفات الإقليمية والدولية، فيكون العمل الإنساني الإماراتي حاضراً وسابقاً لكل شيء.
بينما تحركت الدول من منطلق الحرص على مواطنيها بالعمل على إجلائهم من الأماكن الموبوءة بفيروس كورونا، كانت الإمارات مختلفة كلياً، فهي تحركت من منطلقات إنسانية من منطلق سياساتها الهادفة والحريصة على تقديم العمل الإنساني قبل كل شيء، ومن هنا لم يكن مستغرباً على قائد الإنسانية الشيخ محمد بن زايد ما قام به من إعطاء أوامر بإجلاء العالقين من رعايا دول عربية وأجنبية من مقاطعة هوبي الصينية، بؤرة فيروس كورونا، الذي لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أنهم هؤلاء الرعايا سيحظون بالرعاية الشاملة في الدولة قبل عودتهم إلى بلدانهم.
خاتمة القول/ مهما كتبنا في إنسانية الإمارات، وإنسانية الشيخ محمد بن زايد، لن نوفي الحق، وقاصرة القول إذا كان للإنسانية وطن فهي دولة الإمارات، وإن كان للإنسانية قائد فهو بلا شك الشيخ محمد بن زايد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة