محمد بن زايد يشهد محاضرةً بعنوان "مصانع الخلايا البشرية"
البروفيسورة نينا تاندون تتناول تجربتها الطويلة في مجال الطب التجديدي، وعلم نسخ الطبيعة لزرع الخلايا في الأنسجة والأعضاء.
شهِد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الإثنين، في قصر البطين، محاضرةً بعنوان "مصانع الخلايا البشرية.. الطب التجديدي وورشات الأعضاء البشرية في المستقبل".
أُلقِيت المحاضرة من قبل البروفيسورة نينا تاندون، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "إيبي بون".
وتناولت البروفيسورة نينا تاندون تجربتها الطويلة في مجال الطب التجديدي، وعلم نسخ الطبيعة لزرع الخلايا في الأنسجة والأعضاء، والتي توجّتها بالتوصّل إلى تأسيس أول شركة في العالم تقوم بتطوير عظام بشرية حية، لإعادة بناء الهياكل العظمية. وأوضحت أن العالم يقف على أعتاب قفزات طبية غير مسبوقة عبر تسخير القدرات الهائلة للخلايا البشرية، واستغلالها في تحسين نمو الأنسجة والأعضاء.
وأكدت أنها تتابع بحماسة كبيرة جهود دولة الإمارات ضمن المجال الطبي، خصوصاً تلك الخطوات التي قطعتها في تقنيات زراعة الأعضاء، وتوظيف دراسات العلاج بالخلايا والطباعة ثلاثية الأبعاد.
وقدَّرت تاندون قيمة الإنفاق على قطاع زراعة الأعضاء في العالم بنحو 32 مليار دولار، سواء من خلال نقل أعضاء حية أو أخرى اصطناعية.
وقالت إن الطب البشري بات قريباً من تسخير الطبيعة لخدمة عمليات الاستشفاء، مُشبّهةً الأمر بعمليات الصيانة الذاتية على الطرقات والجسور، وغيرها من مشاريع البنية التحتية.
وأوضحت أن تلك الدراسات ستشكّل تحولاً كلياً لمنظومة الطب والعلاجات القائمة في الوقت الراهن، مؤكدةً أن الانتقال إلى المستقبل لم يعد أمراً صعباً.
وتابعت: "تُقرِّبنا التطوّرات الهائلة في العلوم المرتبطة بدراسات العديد من الأطباء في مختلف دول العالم من التعرُّف على أدوات الطب البشري في المستقبل".
وشرحت البروفيسورة نينا تاندون نظريتها التي سعت إلى الربط بين التكنولوجيات الحديثة وتكنولوجيا الأعصاب وزراعة الخلايا، كاشفةً عن نجاحها في تطوير عملية توليد الأنسجة في الغضروف والعظام، فيما تخضع تلك العملية لمزيد من التجريب والاختبارات السريرية.
وذكرت أن اعتماد تلك العمليات سيُحدِث طفرة في عالم زراعة العظام والغضاريف، قائلةً إنها عملت على تطوير الابتكار ذاته لمدة 10 سنوات متتالية.
وأردفت أن الفكرة تبرز في توليد الأنسجة التي يتم أخذها من الجسم بتقنيات حديثة، ومن ثم تُعاد بمواضع الخلل في العظام، سواء منطقة الكتف أو الرقبة، لتُنقَل لاحقاً إلى مناطق المفاصل والركبة.
وأفادت تاندون بأن العلم الطبي الحديث تمكّن خلال عام 2016 من إعادة برمجة الخلايا عبر الاستعانة بلغة الحاسوب، ومعرفة الرموز الوراثية للخلايا التي ستساعد في اكتشافات علمية أوسع نطاقاً وتوفير علاجات سريعة وفعّالة.
وطالبت الجهات الحكومية والمجتمع المدني بدعم الأبحاث الحديثة التي تعتمد على الطب الرقمي، لافتةً إلى تلقّي مؤسستها دعماً بـ15 مليون دولار من جهات كثيرة، مؤخراً، منها مؤسسات كليفلاند في أبوظبي، لخدمة الأبحاث التي تستهدف تجويد حياة البشرية.
وبسؤالها حول كلفة التصنيع الدوائي الكميائي مقارنة بالتصنيع الرقمي الحديث، أوضحت أن التصنيع الرقمي سيُخفِّض كلفة الاستشفاء في المستقبل، لأن العقاقير الطبية أثبتت أنها تعطي نتيجة إيجابية لـ40% فقط من مستخدميها، على عكس العلاجات الرقمية، والتي يمكن أن تكون أكثر إفادةً وأقل سعراً.
شهد المحاضرة إلى جانب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، والشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، فضلاً عن الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي.
كما حضرها أيضاً الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، مدير تنفيذي مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي العهد في أبوظبي، والدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من الشيوخ وأعضاء السلك الدبلوماسي وكبار الشخصيات.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز