محمد بن زايد على خط أزمة أوكرانيا.. رجل الإنسانية يبعث الأمل في نفوس العالم
مع تفاقم أزمة أوكرانيا وفقدانها بوصلتها، كانت زيارة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى روسيا بمثابة طوق النجاة.
تأتي هذه الزيارة في توقيت حساس ومهم من عمر الأزمة الأوكرانية، حيث بات السلاح النووي شعار الجميع، وسط سيناريوهات "كارثية" تنتظر العالم الذي حبس أنفاسه مع تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتوعد نظيره الأمريكي.
وأمام ذلك الوضع المأزوم الذي ينتظر من يضغط على الزر الأحمر، كانت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى دولة روسيا، بمثابة الأمل الذي لاح في نفق مظلم، ليبدد وحشة الأيام المقبلة، ويضفي أملا جديدًا أمام نهاية قريبة للأزمة الأوكرانية.
رسالة سلام
ذلك الأمل تزايد بعد اقتران الوساطة في الملف "الحساس"، بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الذي أضحى ترديد اسمه في أي محفل كفيلا ببعث الطمأنينة في نفوس "المتنازعين"، نظرًا لرصيده "الزاخر" من المبادرات التي أسهمت في نشر السلام، وحل الكثير من الأزمات على مختلف الأصعدة السياسية والإنسانية.
فرئيس دولة الإمارات والذي بات يعرف بـ"رجل السلام"، نظرًا لحضوره الدائم بيد العون والمساعدة، مع أي أزمة يواجهها العالم، ومع كل موقف تواجهه دولة صديقة أو شقيقة، ليرسخ بأفعاله وأقواله صورة دولة الإمارات كمنارة للتسامح وواحة للإنسانية وراعية للسلام.
تلك الصورة التي ترسخت في الأذهان، أعيدت إلى الذاكرة مجددًا بعد "اشتعال" الأزمة الأوكرانية، ليكون لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمثابة "إطفاء" لنار أوقدت وكادت ألسنتها تطال الجميع بفعل رياح "التعصب" و"التمسك بالمواقف الواحدة التي لا تلين".
حل سلمي
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، ويقود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعلى أكثر من صعيد، جهودا للدفع بحل سلمي ينهي الأزمة، آخرها زيارته روسيا التي تصدرت أجندتها الأزمة الأوكرانية .
ومع أول لقاء بين الرئيسين بعد وصول الأزمة إلى نقطة غير محمودة، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرصه على التوصل لحل سلمي للأزمة، الذي كان متابعًا لكل تفاصيلها الدقيقة، بينها الوضع في محطة زابوريجيا النووية.
تأكيدات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومتابعته الحثيثة لتفاصيل الأزمة، وجدت صدى إيجابيًا لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي أشاد بموقف الإمارات ووساطتها، مؤكدًا أن بلاده تقدر هذه الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات، وأن موسكو مهتمة باستمرارية جهود الوساطة الإماراتية.
ولم يكتف بوتين بذلك، بل إنه وجه الشكر لرئيس دولة الإمارات على جهود الوساطة في حل القضايا الإنسانية، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين عامل "مهم" لاستقرار المنطقة.
رؤية إماراتية شاملة
الرؤية الإماراتية الشاملة لحل الأزمة الأوكرانية، ارتكزت على محاور عدة، بينها إطار عام، وآليات محددة، وإجراءات لخفض التصعيد، والتعبير عن حسن النوايا.
الإطار العام لتلك الرؤية، أكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائه الرئيس الروسي، قائلا إن دولة الإمارات تسعى إلى تعزيز أسس السلام والاستقرار في العالم والعمل على خفض التوترات وإيجاد الحلول الدبلوماسية للأزمات التي يشهدها، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية.
أما آليات تحقيق ذلك، فترى دولة الإمارات أنه لا مناص عن الحوار والتفاوض بين أطراف الأزمة طريقًا لحلحلة الوضع الراهن، مع تسخير إمكانياتها للدفع بهذا الحوار.
وهو ما أشار إليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والذي أكد على" سياسة دولة الإمارات الداعمة للسلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية، والداعية إلى ضرورة استمرار المشاورات الجادة لحل الأزمة الأوكرانية، مهما كان مستوى صعوبتها وتعقيدها عبر الحوار والتفاوض والآليات الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سياسية بما يحقق السلم والأمن العالمي".
إلا أن حل الأزمة يتطلب أولا إجراءات لخفض التصعيد والتعبير عن حسن النوايا التي تمهد الطريق لإجراء الحوار والتفاوض، وهو ما قامت به دولة الإمارات إلى جانب السعودية في عملية تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
ولم يكن الصعيد الإنساني بعيدًا عن دولة الإمارات "الرائدة" في هذا المجال، فهي التي أقامت منذ مارس/آذار الماضي، بعد قليل من اندلاع الأزمة الأوكرانية، جسرا جويا إغاثيا، للمساهمة في تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين الأوكرانيين في بولندا ومولدوفا وبلغاريا.
تفاؤل واسع
تلك الجهود والتي جاءت قبل المباحثات "الهامة" بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الروسي، عززت الآمال بوضع حد لتلك الأزمة، التي باتت تؤرق الجميع، وخاصة وأن موقف دولة الإمارات "متزن" من الأزمة، وعلاقتها قوية بطرفيها (روسيا وأوكرانيا).
فسبق وأن أعربت أوكرانيا عن عظيم امتنانها وتقديرها للقيادة الإماراتية ولوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية على استجابتهم الفورية للتحديات الإنسانية في البلاد.
جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لحل الأزمة الأوكرانية تنسجم مع مبادئ الخمسين، التي ترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي لدولة الإمارات للخمسين سنة المقبلة.
وينص المبدأ العاشر منها على أن "الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية."
رصيد "زاخر"
تلك الآمال تستند أيضا إلى ما تمتلكه دولة الإمارات بشكل عام والشيخ محمد بن زايد آل نهيان بشكل خاص، من رصيد "زاخر" في نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات، أبرزها رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في الإمارات 4 فبراير/شباط 2019 والتي تحولت ليوم عالمي يُحتفى به دوليا كل عام.
ومن أبرز مبادرات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أيضا، توصله لاتفاق تاريخي بين دولة الإمارات وإسرائيل، في 15 سبتمبر/ أيلول عام 2020، وتدخله شخصيا لتخفيف حدة التوتر في عدد من أماكن العالم، أبرزها وساطته لنزع فتيل أطول نزاع في أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا في يوليو/تموز 2018.
تلك الجهود التي أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، جعلت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان محل ثقة وإشادة، فحصل على العديد من الشهادات والأوسمة والميداليات من دولة الإمارات والعديد من الدول بما في ذلك سلطنة عمان، ومملكة البحرين، ودولة قطر، ودولة الكويت، والأردن، والمغرب، وماليزيا، وباكستان، وأمريكا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، والصين، وكوريا الجنوبية، ومونتينيغرو (الجبل الأسود)، وكوسوفو، بالإضافة إلى الأمم المتحدة.
تقدير عالمي
أحدث تلك الجوائز : جائزة "رجل الدولة الباحث" الذي حصل عليها من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي قال عنها المعهد إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قاد عملية تأمين اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، فضلا عن التزامه بتوسيع التسامح الديني في بلاده.
تكريم لقائد استثنائي، اتفق الجميع على تقدير جهوده، مما دفع الفاتيكان في يوليو/تموز من العام الماضي إلى تكريمه بوسام "رجل الإنسانية".
وقبل ذلك اختير في مارس/آذار من نفس العام، كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021، ومنحه القراء العرب لقب "القائد العربي الأبرز" لعام 2019، في الاستفتاء الذي أجرته شبكة "روسيا اليوم".