محمد بن زايد يشيد بشرطي.. قصة ملهمة من "إمارات الرحمة"
قصة تضم 3 مواقف، ترسل عبرها الإمارات وقيادتها، رسائل ملهمة تجسد قيما إنسانية عظيمة ومعاني سامية وأخلاقا راقية.
وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بأبطال تلك القصة، مقدماً للعالم والإنسانية دروساً ملهمة في القيادة وحرصها على تكريس وتعزيز قيم التراحم والأخوة الإنسانية والتعايش السلمي.
تفانٍ وعطاء
الموقف الأول يعود لشرطي إماراتي يدعى أحمد حسن الحمادي لم يكتفِ بالقيام بواجبه على أكمل وجه في مساعدة مقيم سوداني يدعى زين العابدين بعد أن تعطلت سيارته في أحد الشوارع الكبرى، وتقديم مساعدة فورية له وحمايته أثناء توقفه، بل قام بتحمل تكاليف سحب السيارة المتعطلة كهدية لأخيه المقيم، غلفها برقي في التعامل وسمو في العطاء، ليجسد ما تربى عليه من قادته وشيوخه، ويعبر عن قيم متجذرة في مجتمع الإمارات.
عرفان وتقدير
الموقف الثاني يعود للمقيم زين العابدين، الذي لم يشأ أن يمر الموقف مرور الكرام، فقام بمداخلة هاتفية مع أحد البرامج روى فيها ما جرى، بكلمات معبرة ومؤثرة، جسد بها هو الآخر قيم الوفاء والعرفان والاعتراف بالجميل.
القصة كشف تفاصيلها زين العابدين عندما تواصل مع برنامج "الخط المباشر" في تلفزيون وإذاعة الشارقة، ليقدم رسالة شكر إلى الرقيب أحمد حسن الحمادي، واصفا الإمارات بأنها "دولة الرحمة".
يقول زين العابدين: "تعطلت سيارتي فجأة، وفي ثوان معدودة وقفت دورية الشرطة خلف سيارتي لتحميني من حركة السيارات، وقال لي الشرطي: أؤمرني أخدمك.. ولم تمر دقيقة، إلا وحضرت سيارة الريكفري وتم رفع سيارتي فوقها".
حتى تلك اللحظة كان الشرطي الحمادي كان قد قام بدوره على أكمل وجه، وبالسرعة المطلوبة، إلا أن أبناء الإمارات وأفراد شرطتها، لديهم رسالة أسمى وأرقى، يعبرون عنها في مختلف المواقف والظروف.
يضيف زين العابدين :"وبعد نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر وإذ بالدورية توقف سيارة الريكفري مرة أخرى، وقام الرجل الشرطي الكريم أحمد حسن الحمادي الإماراتي الأصيل، بإيقاف سيارة الريكفري واستدعاء قائدها، ثم قام بدفع أجرتها، وهو ما أخبرني به قائدة السيارة الريكفري".
وفي كلمات مؤثرة يكمل زين العابدين: "الله خلق البشر من طين ولكن الله خلقكم من طين الإمارات طين يتحرك بالرحمة".
القيادة الملهمة
الموقف الثالث وهو الأهم موقف القيادة الإماراتية ممثلة في الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والذي يسجل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور له، عددا من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية، أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، من أبرزها رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في الإمارات 4 فبراير/شباط 2019 تلك المبادرة التي تحولت ليوم عالمي يحتفى به دوليا.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان راعي الأخوة الإنسانية، أعطى مجددا للعالم درسا ملهما في القيادة والحرص على تكريس وتعزيز قيم التراحم والأخوة والمساواة، عبر إشادته باللفتات الإنسانية لكل من الشرطي والمقيم على حد سواء.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة معبرة، الأحد: "تقديم العون وحب الخير قيم متجذرة في مجتمع الإمارات، وما قام به أحمد حسن الحمادي من شرطة الشارقة، بموقفه الحميد مع قائد المركبة زين العابدين والذي عبر بكلمات طيبة عن تقديره ورده للجميل.. نموذج يتكرر في هذه الأرض الطيبة، أشكرهما، وأثني على كل من يخدم الناس بإخلاص ويمثل قيم مجتمعه".
ولأن التكريم والتقدير هو نهج إماراتي في إطار رؤية الإمارات للاستثمار في ثروتها البشرية، وتعزيز القيم الإيجابية، فقد كرّم اللواء سيف الزري الشامسي، قائد عام شرطة الشارقة، الرقيب أحمد حسن الحمادي، من مرتب إدارة المرور والدوريات لحسن تصرفه.
وأشاد اللواء الشامسي بالدور الذي قام به الرقيب أحمد الحمادي، والذي يعكس حرص شرطة الشارقة على تقديم العون والمساعدة لمختلف شرائح المجتمع، وتعاملها مع مختلف الأحداث بالسرعة المطلوبة، بما يضمن ويحقق السلامة العامة، مؤكداً أن ما قام به الرقيب الحمادي يعد نموذجاً مشرفاً لعناصر الشرطة بالشارقة، وعنواناً لتفانيهم في أداء مهامهم الوظيفية على الوجه الأمثل.
محمد بن زايد نموذجا
قصة الشرطي الإماراتي والمقيم السوداني تعد إحدى ثمار دعم القيادة الإماراتية الملهمة للأخوة الإنسانية، ونموذجا حيا يجسد رسالة الإمارات للإنسانية بأهمية التعايش والأخوة بين الجميع بغض النظر عن الأديان والمعتقدات واللغات والجنسيات.
و لا تكاد تمر فترة قليلة، إلا ويحصد العالم ثمار المبادرات الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تترجم مفهوم الأخوة الإنسانية، كما ينبغي أن يكون.
قيمة الأخوة كانت حاضرة بقوة في مواجهة الإمارات لتداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد من خلال الدور الريادي الذي اضطلعت به في التضامن مع البلدان المتضررة من هذا الوباء دون النظر إلى دينها أو عرقها، فقدمت مساعدات لأكثرَ من 121 دولة للحد من انتشار الفيروس.
جهود توجت بتقدير وعرفان دولي، باختيار المجلس الاستشاري العلمي العالمي لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير "ديهاد" ، منتصف الشهر الجاري، للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021 لعطائه ودعمه في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
ويأتي ذلك تقديرا لدعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المستمر وجهوده الخالصة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي، وعرفانا لما تقوم به الإمارات من دور ريادي في مجال تقديم المساعدات الطبية ودعم المحتاجين حول العالم خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة كورونا.
كذلك يعد من الأمثلة العملية لروح التسامح التي لا ينساها العالم ويخلدها التاريخ، توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عام 2017، بإطلاق اسم السيدة مريم أم النبي عيسى على مسجد يحمل اسمه في منطقة المشرف بأبوظبي ترسيخاً للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات.
ويمثل مسجد "مريم أم عيسى" عليهما السلام في منطقة المشرف بأبوظبي أيقونة التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتحيط بالمسجد مجموعة من الكنائس والكاتدرائيات الكاثوليكية والأرثوذكسية ترسم صورة متناغمة للتسامح والتعايش السلمي واحترام الأديان الذي يميز دولة الإمارات.
واحة الإنسانية
وتحتضن الإمارات أكثر من 200 جنسية يمارسون معتقداتهم بحرية تامة، من خلال عشرات دور العبادة المخصصة لهم، من بينها كنائس للمسيحيين ومعبدان هندوسيان وكنيس يهودي ومعبد للسيخ ودير بوذي.
وتفتخر دولة الإمارات منذ تأسيسها بتعزيزها لقيم التعايش والتسامح بين جميع المقيمين على أرضها من الجنسيات والأديان والخلفيات العرقية المتعددة.
وجعل هذا النهج في تعزيز والأخوة والتسامح، من الإمارات وجهة لملايين البشر حول العالم ومن جميع الأديان والشرائع الإمارات لقضاء الإجازات والعطل المرتبطة بأعيادهم ومناسباتهم الدينية بفضل مناخ الاحترام والمساواة والتعايش الإنساني الذي يعتبر سمة بارزة للدولة وشعبها والمقيمين على أرضها.
ومن المتوقع أن تتضاعف تلك الأعداد، نحو وجهة دار التسامح، مع اكتمال بيت العائلة الإبراهيمية العام المقبل، الذي سيجمع بيوت العبادة المسيحية واليهودية والإسلامية تحت سقف واحد، ليضاف لما تزخر به الإمارات من مآذن المساجد وأبراج الكنائس ودور العبادة، متجاورة ومتحدة دون اضطهاد على أساس الدين أو العقيدة.