محمد بن زايد وبوتين يشهدان توقيع اتفاقيات مشتركة
الاتفاقيات شملت المجالات الاقتصادية والاستثمارية والبيئية التي تستهدف تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، الثلاثاء، مراسم تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية شملت المجالات الاقتصادية والاستثمارية والبيئية التي تستهدف تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.
وتعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدولة الإمارات، التي بدأت اليوم الثلاثاء، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تتويجا لسلسلة من الزيارات بين قادة ومسؤولي الدولتين، أسهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات في مختلف المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو العلمية، ومن ضمنها مجال الفضاء.
ويبحث الرئيس الروسي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين وآليات تنميتها وتعزيزها في المجالات المختلفة، إضافة إلى مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وتكتسب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للإمارات اليوم أهمية ودلالة خاصة، بالنظر لكونها الأولى منذ اثني عشر عاماً، حيث كانت زيارته السابقة في سبتمبر/أيلول 2007، وكانت الأولى لرئيس روسي إلى دولة الإمارات منذ تأسيسها عام 1971، ومن ثم تعكس الزيارة إرادة جادة نحو تفعيل "إعلان الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين وإطلاق التعاون بينهما لمستويات غير مسبوقة، ويشمل ذلك مجالات عدة.
أولها، التعاون الاقتصادي، ويتصدره التنسيق بين البلدين في سوق الطاقة في إطار صيغة "أوبك +" لمواجهة انخفاض أسعار النفط باعتباره تحدياً مهماً للجانبين، ومن المعروف أن الإمارات رابع أكبر منتجي منظمة الدول المصدرة "أوبك"، والثامنة على مستوى العالم، وتعد روسيا أكبر منتج وثاني أكبر مصدر للنفط عالمياً، ومن ثم فإن الشراكة الروسية الإماراتية في سوق الطاقة حجر زاوية لدعم اقتصاد الجانبين.
كما تمثل الإمارات شريكاً تجارياً ومستثمراً مهماً وواعداً بالنسبة لموسكو، فالإمارات ثاني أكبر اقتصاد عربي، وأحد أهم الاقتصادات العالمية، وتتطلع لتعزيز مكانتها ضمن منظومة الاقتصاد العالمي انسجاماً مع رؤية الإمارات 2021 واستعداداً لمئوية الإمارات 2071.
وتعد الإمارات أكبر الشركاء التجاريين لروسيا في منطقة الخليج العربي، وارتفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 3.4 مليار دولار عام 2018.
وقد اتخذت روسيا خلال الأعوام الماضية بضع خطوات لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، منها افتتاح مكتب تمثيل تجاري لها في السفارة الروسية في أبوظبي عام 2017.
وتعد الإمارات مركز إعادة التصدير المفضل للمنتجات والسلع الروسية في المنطقة الذي يتيح للمصدرين الوصول إلى نحو ملياري مستهلك في الأسواق المحيطة. ووفقاً لمجلس الأعمال الروسي الإماراتي الذي بدأ أعماله عام 2005 تبدي الشركات الروسية اهتماماً متزايداً بالمعارض الكبرى التي تقام في دبي بما في ذلك معرض جلفود الذي شهد مشاركة روسية واسعة.
من ناحية أخرى، تسعى روسيا إلى جذب الاستثمارات الإماراتية في قطاعات عدة، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018 عُقد في موسكو المنتدى الاستثماري "أبوظبي موسكو"، شاركت فيه 10 شركات حكومية و400 شركة خاصة من الجانبين، وجاء المنتدى في إطار فعاليات أسبوع الاستثمار الإماراتي الروسي، بهدف تطوير الشراكة الاقتصادية والعلاقات الاستثمارية بين البلدين، واستغلال الآفاق الواسعة لتطوير العلاقات بينهما في مختلف المجالات.
وقد نجح البلدان في إطلاق مجموعة من الاستثمارات المشتركة من أبرزها الاستثمار المشترك بين الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة وشركة مبادلة الإماراتية في نحو 40 صفقة مشتركة في روسيا بقيمة تتجاوز 2 مليار دولار أبرزها في مطار بولكوفو بمدينة سان بطرسبورج الروسية، ومشاريع بمشاركة شركة موانئ أبوظبي، إلى جانب الاستثمارات في مجال البتروكيماويات، وأخرى في مجالي الزراعة والغذاء بقيمة 19 مليار روبل (300 مليون دولار)، بالإضافة إلى استثمار نحو 10 مليارات روبل في مجموعة شركات "إفكو" المتخصصة في منتجات الزيوت والدهون في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي تقوده روسيا ويضم خمس دول هي: روسيا، كازاخستان، بيلاروسيا، أرمينيا، وقرجيزستان.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMTg3IA== جزيرة ام اند امز