الإمارات وروسيا.. زيارات متبادلة تعزز العلاقات
زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدولة الإمارات، التي بدأت الثلاثاء، تعد تتويجا لسلسلة من الزيارات بين قادة ومسؤولي الدولتين.
فتحت الزيارات المتبادلة بين قادة دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة روسيا الاتحادية أبواب التعاون بين الدولتين في مختلف المجالات حتى وصلت إلى الفضاء، ما عزز العلاقات بشكل لم يسبق له مثيل.
- العلاقات الإماراتية الروسية.. قوة استراتيجية واستثمارية
- ماذا قال الإعلام الروسي عن زيارة محمد بن زايد إلى موسكو؟
وتعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدولة الإمارات، التي بدأت اليوم الثلاثاء، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تتويجا لسلسلة من الزيارات بين قادة ومسؤولي الدولتين، أسهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات في مختلف المجالات سواء السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية، ومن ضمنها مجال الفضاء.
ومن المقرر أن يبحث الرئيس الروسي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين وآليات تنميتها وتعزيزها في المجالات المختلفة، إضافة إلى مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
ومنذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والاتحاد السوفيتي –حينها- في ديسمبر/كانون الثاني 1971، لم يتوقف قادة الدولتين عن العمل معا للارتقاء بهذه العلاقات، حتى تُوج التعاون بينهما بانطلاق أول رائد فضاء إماراتي ضمن بعثة ثلاثية تضم رائدي فضاء من روسيا وأمريكا على متن مركبة "سويوز" في 25 سبتمبر/أيلول الماضي.
وتشهد العلاقات بين الإمارات وروسيا تعاوناً مثمراً لأكثر من 48 عاما، ما دفع البلدين إلى تعزيزها على جميع الأصعدة على رأسها الاقتصادي والدفاعي ومكافحة الإرهاب.
والمطلع على تفاصيل العلاقة بين البلدين، يستشعر مدى قوتها وتطورها على مدار العقود الماضية؛ حيث بات البلدان يلتقيان معاً في العديد من الشراكات الاستراتيجية التي تصب في مصلحة الطرفين.
وبدأت هذه الشراكات بافتتاح السفارة الروسية في أبوظبي عام 1986، وتلاه افتتاح السفارة الإماراتية في موسكو عام 1987، بينما افتتحت القنصلية العامة الروسية في دبي عام 2002؛ حيث عبر ذلك عن مدى قوة العلاقة بين البلدين الصديقين.
وتعززت هذه العلاقات بشكل كبير، وأخذت منحنى أكثر قوة عقب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة في عام 2007.
ثم تبعها سلسلة زيارات للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إلى موسكو في أعوام 2009 و2012 و2013 و2014 و2015 و2016 و2017 وأخيرا 2018، التي وقع خلالها إطار الشراكة الاستراتيجية لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف القطاعات الحيوية.
آفاق تعاون تصل إلى الفضاء
الزيارات المتتالية لقادة الدولتين أسهمت في إنشاء شراكة استراتيجية للعلاقات القائمة تشمل المجالات السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى المجالات الإنسانية والعلمية والتكنولوجية والسياحية.
وتلعب روسيا ودولة الإمارات دورا كبيرا في تسوية العديد من القضايا المهمة في المنطقة، وحيث يعمل قادة البلدين على توحيد جهودهما في ظل الرؤية المشتركة الداعية إلى مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في موسكو أبريل/نيسان 2017، شدد على أن التعاون مع الإمارات في مجال مكافحة الإرهاب وحل القضايا المهمة أمر مهم للغاية.
وأضاف: "من المهم للغاية العمل مع الإمارات العربية المتحدة، وتبادل المعلومات حول الوضع في المنطقة والتعاون في محاربة الإرهاب العالمي تحديدا في هذه الفترة".
وعلى مدار العقود الماضية، تمكنت الإمارات من إخراج علاقتها مع روسيا من الطابع الرسمي، وإلباسها ثوب العلاقات الاجتماعية والشعبية، وهو ما أسهم كثيراً في تنويع العلاقات بين الطرفين، وعدم اقتصارها على الجانب السياسي والرسمي فقط.
العلاقات الثنائية أخذت بالازدهار، لا سيما بعد تعاونهما المشترك في المجال الفضائي، واستضافة روسيا لرائدي الفضاء الإماراتيين من أجل تدريبهما وتأهيلهما لإتمام المهمة الملقاة عليهما في المحطة الدولية للفضاء.
مشاركة فعالة بقمة أقدر
هذا بجانب المشاركة الإماراتية الفاعلة في قمة "أقدر" العالمية في موسكو خلال دورتها الـ3، حيث شاركت الإمارات بـ12 مسؤولاً بينهم 8 وزراء، وعرضت الإمارات فيها تجاربها ومساهمتها في تمكين الإنسان في التعليم والمعرفة والفضاء، وتمكين الشباب وأصحاب الهمم والذكاء الاصطناعي والتمكين الحضاري وغير ذلك.
الزيارات المتبادلة بين الدولتين بلورت أيضا بشكل كبير إعلان الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية الموقع خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إلى موسكو عام 2018، حيث جعلته صيغة جديدة للتعاون بين البلدين.
الشراكة الاستراتيجية
وتتقارب وجهة النظر الإماراتية والروسية تجاه القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب، حيث تنصب مجمل توجهات السياسة الخارجية لروسيا في الملف الأمني في ضرورة مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات المتطرفة، وهي أيضا ضمن مرتكزات السياسة الخارجية لدولة الإمارات فيما يتعلق بنشر السلام العالمي ومكافحة الإرهاب.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال لقائه في موسكو مع فلاديمير بوتين في أبريل/نيسان 2017، موقف دولة الإمارات الثابت في العمل على دعم أسس الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم من خلال التعاون الإيجابي مع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة والمؤثرة ومن ضمنها روسيا.
ولذلك فإن الإعلان الاستراتيجي يأتي في ظل تغير في الوطن العربي والعالم وفي أجواء حروب متفرقة، هي أشدّ وطأة في منطقتنا على ما يبدو، وفي وجود روسي عسكري ومدني في منطقتنا، ليُبَيِّن لنا جميعا الوعي الإماراتي بمستقبل المنطقة، ونضوج رؤيتها في التعامل مع الفاعلين الأساسيين على الساحة الدولية.
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg جزيرة ام اند امز